الثلاثاء, يوليو 29, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةقافلة مساعدات جديدة تدخل السويداء بجنوب سوريا

قافلة مساعدات جديدة تدخل السويداء بجنوب سوريا

وسط تفاعل الجدل ما بين تأكيد ونفي فرض حصار على محافظة السويداء، دخلت قافلة مساعدات إلى المحافظة، الاثنين، محملة بـ200 طن من الطحين، فيما دعا وزير الإعلام السوري، إلى «تحييد احتياجات المواطنين عن أي توظيف سياسي»، مستنكراً مزاعم وجود حصار حكومي لمحافظة السويداء.

وتعاني محافظة السويداء، التي شهدت أحداثاً دامية منتصف الشهر الحالي، من أوضاع إنسانية صعبة، وترافق تفاقم الأوضاع الإنسانية في السويداء مع حملات تحريض وتحريض مضاد، في وسائل التواصل الاجتماعي لم تستثن الوضع الإنساني للمدنيين، وأدان وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، ما وصفه بـ«استغلال معاناة المدنيين وخطاب الكراهية»، داعياً إلى تحييد احتياجات المواطنين عن أي توظيف سياسي.

وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى (سانا)

كما استنكر في منشور له على منصة «إكس» مزاعم وجود حصار حكومي لمحافظة السويداء، ووصفها بـ«التصرفات المتهورة» لمجموعات خارجة عن القانون. وقال الوزير إن تجريم خطاب الكراهية والتحريض الطائفي يمثل أولوية وطنية تستدعي تطبيق العقوبات القانونية الفورية لحماية الوحدة الوطنية.

في شأن متصل، صرّح المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، الدكتور آدم عبد المولى، للوكالة الرسمية «سانا»، بأنه تم إرسال قافلة ثالثة تحمل مساعدات إنسانية أساسية لمحافظة السويداء، تشمل المواد الغذائية، والإغاثية، والإمدادات الطبية، بتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري، مشدداً على مواصلة الأمم المتحدة جهودها في حشد الدعم، وتعزيز التنسيق مع السلطات السورية، لضمان استمرارية الاستجابة الإنسانية جراء الوضع في المحافظة.

وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، قتيبة إدلبي، أن المساعدات التي أرسلت، الاثنين، إلى محافظة السويداء، هي جزء من استمرار جهود الحكومة في تثبيت الأوضاع ما بعد الاقتتال الذي شهدته المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أضاف إدلبي أن «الدعم الإنساني مستمر، ونسعى إلى استعادة الحياة الطبيعية قريباً، مع البدء بمسار العمل السياسي والصلح المجتمعي».

من جهتها، ذكرت قناة الإخبارية السورية، أن قافلة المساعدات الإنسانية تضم 27 شاحنة تحوي 200 طن من الطحين، و2000 سلة إيواء، و1000 سلة غذائية، إضافة إلى مواد طبية متنوعة.

​ سيارات تحمل مساعدات أثناء توجهها إلى السويداء عبر بصرى الشام في درعا الاثنين (رويترز)

ومن جهته، أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أنه «منذ بداية الأحداث المؤسفة، لم تتوقف قوافل المساعدات الإنسانية عن محاولة الوصول إلى أهلنا في السويداء، يحدوها الأمل بأن تصل إلى كل من ينتظر الدعم في هذا الوقت العصيب».

وأضاف المصطفى في منشور على منصة «إكس»: «نأمل بكل صدق ألا تُعرقل هذه القوافل من الجهة الخارجة عن القانون التي تسعى إلى توظيف معاناة أهلنا لأهدافها الانعزالية»، مؤكداً أن الدولة تظل أمام مسؤوليتها الأخلاقية تجاه أبناء السويداء وكل مواطن يعاني، ولن تدخر جهداً من أجل تخفيف معاناتهم، وإيصال الدعم إلى من يستحقه.

وكان محافظ السويداء مصطفى البكور، أكد الأحد، أن قوافل المساعدات الإغاثية والإنسانية تدخل إلى محافظة السويداء يومياً وبشكل طبيعي من جهة بصرى الشام في ريف درعا، ولا توجد أي إعاقة في حركة المرور، والطريق سالك لدخول المنظمات الإغاثية إلى المحافظة، وفق تصريح لوكالة «سانا».

أفراد من عائلات العشائر البدوية التي غادرت السويداء ولجأت إلى مدرسة في قرية السهوة بمحافظة درعا (رويترز)

ولفت البكور إلى تواصل الورشات الفنية والخدمية في الوقت ذاته أعمالها على قدم وساق، لإعادة تأهيل بعض المقاطع المتضررة في الطريق، وضمان عودة الحركة الطبيعية إلى كل أرجاء المحافظة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، لضمان سلامة المواطنين، وتيسير تنقلهم بشكل آمن.

نوصي بقراءة: غوتيريش: أدين بشدة فقدان أرواح المدنيين في غزة

وبيّن البكور أن الاستجابة الإنسانية مستمرة للمنطقة الجنوبية، حيث نقلت قوافل المساعدات 96 طناً من الطحين، و85 ألف لتر من المازوت للمشافي والأفران ومؤسسة الاتصالات، ومعدات ومستهلكات جراحية تكفي لـ400 عملية جراحية، وأدوية ومستهلكات طبية، ومواد تغذية ومساعدات إغاثية.

وأكد البكور أنه يتم يومياً إدخال محروقات إلى محافظة السويداء من قبل وزارة الطاقة، كما ستدخل، الاثنين، قافلة مساعدات جديدة، تحتوي على 200 طن من الطحين، ومساعدات إغاثية متنوعة.

شيخ العقل يوسف جربوع

في المقابل، وصف شيخ طائفة «المسلمين الموحدين الدروز في سوريا» يوسف جربوع الوضع من الناحية الإنسانية والإغاثية في السويداء بأنه «سيئ، لأن الاحتياجات في المحافظة أكبر من كميات المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية التي تدخل إليها.

وأشار جربوع في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هناك مشكلة في توفير الطحين وتوزيعه على الأفران، وكذلك المحروقات التي يتسبب نقصها أيضا في تفاقم عملية التنقل بين القرى وفي أحياء مدينة السويداء.

وذكر جربوع أيضاً أن عملية النزوح التي حصلت تسببت بضغط على القرى، لأن الأهالي فيها استهلكوا المخزون الموجود هناك، وهم الآن في وضع احتياج.

وأشار إلى أن المحروقات والمواد الغذائية، مثل الطحين، يجب أن تأتي بشكل أكبر، وهذه هي مسؤولية الدولة، لأنها من ضمن مستحقات المحافظة التي يجب أن تبقى مستمرة، لكنها اليوم معطلة.

وأوضح أن الدعم الإنساني الذي يأتي من منظمات دولية لا يزال ضعيفاً، ولا يغطي الحاجة كاملة، والحالة تزداد صعوبة بشكل يومي.

قافلة تحمل مساعدات للسويداء تنتظر على الطريق العام أثناء توجهها عبر بصرى الشام بدرعا (رويترز)

ورداً على سؤال حول الاتهامات التي توجه للحكومة بفرض حصار على السويداء رغم سعيها إلى إدخال قوافل المساعدات، رأى جربوع أن هناك «تقصيراً من قبل الحكومة التي تترك الأمر للمنظمات الدولية، ولكن الجانب الذي يجب أن تغطيه لا تقوم به بشكل صحيح».

وسألت «الشرق الأوسط» جربوع عن الطرف الذي يتحمل المسؤولية في الوضع القائم، خصوصاً أن وفداً وزارياً من الحكومة السورية عند الإعلان عن وقف إطلاق النار، ذهب رفقة قافلة مساعدات إنسانية إلى السويداء، إلا أن شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري رفض دخول الوفد وقافلة المساعدات؟ فأجاب بأنه شخصياً كان مشجعاً لدخول الوفد الوزاري الإنساني ولم يكن ضده، ولكن كان هناك رفض من قبل الشيخ الهجري. وأضاف: «نحن رأينا أن هذا الرفض لا يخدمنا، لأن الوفد مؤلف من وزراء مدنيين ليس لهم علاقة بالعمل العسكري، ويقدمون خدمات مدنية».

ولفت إلى أنه بعد ما حصل في السويداء، فإنها (الحكومة) «تريد فرض نفسها بالقوة، لكن الأمر يحتاج إلى إعادة الثقة وتعزيزها ما بين المجتمع والدولة… ونحن كان لدينا تخوف من أن أفراد الحكومة إذا دخلوا ربما يتعرضون للإساءة من الناس».

وأضاف: «يجب إعادة تعزيز الثقة، ولكن نحتاج إلى مبادرات من الدولة السورية تتجاوز الأزمة وتقديم مبادرات حسن نية، من ضمنها على الأقل إطلاق سراح المعتقلين».

ووصف جربوع السويداء، بأنها منطقة منكوبة تحتاج إلى دعم إنساني خدمي من النواحي كافة، وشدّد على أن الوضع الإنساني في المحافظة يجب أن يبقى بعيداً عن السياسة.

وأضاف: «نريد منظمات دولية، مثل الهلال الأحمر، كما نريد فريقاً من الأمم المتحدة لتقييم الوضع إنسانياً، ومعرفة الاحتياجات المطلوبة».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات