أعلن نادي النصر السعودي تعاقده رسميًا مع النجم البرتغالي جواو فيليكس، ليواصل العالمي رحلة استقطاب النجوم البرتغاليين بعد ثلاث تجارب سابقة، تراوحت بين الإخفاق الكامل والنجاح الأسطوري.
ورغم اختلاف ظروف الصفقات وتباين الأسماء، فإن التجربة البرتغالية أصبحت مكونًا مهمًا في هوية النصر الحديثة، ويبدو أن قدوم فيليكس ليس سوى حلقة جديدة في رهان سعودي على المدرسة الأوروبية.
ومنذ تأسيس نادي النصر قبل 69 عامًا، لم يرتدِ قميصه من اللاعبين البرتغاليين سوى ثلاثة أسماء، قبل أن يصبح فيليكس رابعهم في صيف 2025، وجاءت كل تجربة مختلفة تمامًا عن الأخرى من حيث التوقيت، والحصيلة، والتأثير داخل وخارج الملعب.
كان هوجو كاردوزو بورفيريو أول لاعب برتغالي يرتدي شعار النصر، حين انضم إلى صفوف الفريق يوم 16 فبراير 2004 قادمًا من بنفيكا البرتغالي، لكن تجربته كانت قصيرة جدًا ومخيبة للآمال، حيث لعب مباراة واحدة فقط وكانت أمام الشباب في الجولة 19 من دوري المحترفين، وانتهت بخسارة قاسية للنصر بنتيجة 6-1.
لم يستطع اللاعب الذي بلغ الآن 51 عامًا أن يترك بصمته، ليقرر اعتزال كرة القدم نهائيًا بعد أقل من 5 أشهر على تلك المشاركة، في 1 يوليو 2004، تاركًا خلفه تجربة تعتبر الأقصر والأكثر نسيانًا بين البرتغاليين في النصر.
بعد 19 عامًا من تجربة بورفيريو الباهتة، قرر النصر أن يوجه أنظاره مجددًا إلى البرتغال، ولكن هذه المرة صوب اسم لا يختلف عليه اثنان، الأسطورة كريستيانو رونالدو.
وصل “الدون” إلى النصر في الأول من يناير 2023 قادمًا من مانشستر يونايتد في واحدة من أضخم صفقات تاريخ كرة القدم، ليحدث زلزالًا كرويًا في الشرق الأوسط ويقود ثورة الاحتراف في الدوري السعودي.
قد يهمك أيضًا: ترتيب محمد صلاح في قائمة أكثر اللاعبين شهرة إلى إنستجرام
منذ ظهوره الأول، خاض رونالدو 105 مباريات بقميص النصر، وشارك في 9222 دقيقة لعب، سجل خلالها 93 هدفًا وقدم 19 تمريرة حاسمة، حسب الأرقام الرسمية.
أما على مستوى الألقاب الفردية، فقد تُوّج النجم البرتغالي بلقب هداف الدوري السعودي في موسمي 2023-24 و2024-25 على التوالي، ليؤكد أنه لا يزال ماكينة تهديفية لا تتوقف رغم تقدمه في السن، وليمنح النصر دفعة عالمية على مستوى العلامة التجارية والجاذبية التسويقية.
بعد صفقة رونالدو، استمر النصر في التنقيب عن الجواهر البرتغالية، فكانت الخطوة التالية التعاقد مع أوتافيو مونتيرو من بورتو يوم 22 أغسطس 2023، في صفقة قدرتها الصحافة البرتغالية بنحو 60 مليون يورو.
أوتافيو لم يكن لاعبًا من طراز الهدافين، لكنه أدى دورًا محوريًا في خط الوسط وصناعة اللعب، حيث شارك في 84 مباراة بإجمالي 6807 دقائق، سجل خلالها 12 هدفًا وصنع 16 أخرى، ما يعكس مدى تأثيره التكتيكي على أداء الفريق، حتى وإن لم يكن في الواجهة الإعلامية مثل مواطنه رونالدو.
اللاعب الدولي البرتغالي أظهر انسجامًا سريعًا مع منظومة النصر، وتميز بثبات مستواه في أغلب فترات موسمه الأول، ويمثل الآن عنصرًا مهمًا في خطط المدرب.
بناءً على الحصيلة الرقمية والتأثير الفني والتسويقي، يمكن القول إن التجربة البرتغالية مع النصر شهدت تطورًا كبيرًا بمرور الزمن. من تجربة هوجو التي لم تتجاوز مباراة واحدة، إلى رونالدو الذي غيّر وجه الكرة السعودية، وصولًا إلى أوتافيو صاحب الأداء الثابت.
ومع قدوم جواو فيليكس، اللاعب الموهوب القادم من أتلتيكو مدريد بعد تجارب مع برشلونة وتشيلسي، تُصبح كل الأنظار مسلطة على ما إذا كان سيواصل النجاح البرتغالي المتصاعد مع “العالمي”، أم أن قصته ستكون حلقة مختلفة في السلسلة.