أكدت الصين يوم الاثنين أنها ستعقد قمة رفيعة المستوى مع الاتحاد الأوروبي في بكين هذا الأسبوع بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية، في ظل سعي الجانبين إلى تجاوز الخلافات التجارية في ظل شكوك أوسع نطاقاً في التجارة العالمية.
وصرحت وزارة الخارجية الصينية يوم الاثنين بأن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا سيزوران الصين يوم الخميس ويلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ.
وسيشارك رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في رئاسة القمة الخامسة والعشرين بين الصين والاتحاد الأوروبي مع قادة الاتحاد الأوروبي في اليوم نفسه. ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، حيث تسعى بكين إلى توطيد علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع الاتحاد للتحوط من شكوك علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وتتزامن القمة مع الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بكين وبروكسل، لكنها تأتي بعد تبادل الجانبين انتقادات لما يعتبره كل منهما انتهاكاً لمبادئ التجارة العادلة. وقال كوستا في بيان الجمعة إن القمة «فرصة للتواصل مع الصين على أعلى مستوى وإجراء مناقشات صريحة وبناءة حول القضايا التي تهمنا جميعاً». وأضاف: «نريد حواراً وتفاعلاً حقيقياً وتقدماً ملموساً. نهدف إلى علاقة عادلة ومتوازنة تحقق مصالح الطرفين».
وتدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين بشكل حاد في عام 2021 عندما فرضت بروكسل عقوبات على مسؤولين صينيين بسبب مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ، وهي خطوة شهدت عقوبات انتقامية سريعة من بكين، مما أدى إلى توقف الكثير من التبادلات الثنائية.
قد يهمك أيضًا: «أوبك» تتوقع نمواً أفضل للاقتصاد العالمي في النصف الثاني من العام
كما شابت العلاقات نزاعات تجارية مختلفة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالسيارات الكهربائية الصينية الصنع، والبراندي الأوروبي، ولحم الخنزير، والمشتريات الحكومية من الأجهزة الطبية، والمعادن النادرة.
وقالت فون دير لاين هذا الشهر إن الاتحاد الأوروبي سيسعى إلى إعادة التوازن في العلاقات الاقتصادية مع بكين من خلال مطالبتها بتسهيل وصول الشركات الأوروبية إلى أسواقها وتخفيف ضوابط تصدير المعادن النادرة. وردَّت الخارجية الصينية بحض الاتحاد على «التعامل بشكل سليم مع الخلافات والاحتكاكات» و«بناء فهم أكثر موضوعية وعقلانية للصين».
والأسبوع الماضي، أعلنت بروكسل عن حزمة عقوبات جديدة استهدفت صادرات النفط الروسية وقطاعها المصرفي، وشملت أيضاً بعض الشركات والمؤسسات المالية الصينية.
وانتقدت وزارة التجارة الصينية هذه العقوبات ووصفتها بأنها «خاطئة». وقال متحدث باسم وزارة التجارة «إن إجراءات الاتحاد الأوروبي تتناقض مع الإجماع الذي توصل إليه قادتها مع الصين، وكان لها تأثير سلبي خطير على العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون المالي بين الصين والاتحاد الأوروبي».
وفي خطاب ألقته مؤخراً، أشادت فون دير لاين بالتقدم الاقتصادي للصين، لكنها قالت إن البلاد أغرقت الأسواق العالمية بطاقتها الإنتاجية الفائضة، ووصولها المحدود إلى سوقها. كما قال الاتحاد، الذي يصف الصين بأنها «شريك تعاون، ومنافس اقتصادي، ومنافس منهجي»، إنه يرى ضرورة تحسين العلاقات في ظل حالة عدم اليقين التي تسود التجارة العالمية.
وبعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية شاملة في أبريل (نيسان) الماضي، أبلغت فون دير لاين رئيس الوزراء الصيني في مكالمة هاتفية أن مسؤولية الاتحاد الأوروبي والصين «تتمثل في دعم نظام تجاري قوي مُصلح، حر وعادل، وقائم على تكافؤ الفرص».