الإثنين, يوليو 21, 2025
spot_img
الرئيسيةالرياضةكأس العالم للأندية – مسمار جديد في نعش تنظيم أمريكا للبطولات الكبرى

كأس العالم للأندية – مسمار جديد في نعش تنظيم أمريكا للبطولات الكبرى

قبل أيام قليلة من انطلاق نسخة تاريخية من كأس العالم للأندية على الأراضي الأمريكية، ظهرت لوس أنجلوس وتحوّلت من منصة رياضية عالمية إلى ساحة محتقنة بالتوترات السياسية والاحتجاجات الأمنية.

المدينة التي كان يُفترض أن تكون واجهة الترحيب بكرة القدم العالمية، استقبلت الجماهير بدخان الغاز المسيل للدموع وقوات الحرس الوطني، بدلًا من الأعلام والهتافات.

الولايات المتحدة، التي كانت تستعد لاستضافة ثاني بطولات قارية وعالمية كبرى خلال عامين، قبل كأس العالم 2026، واجهت مجددًا اختبارًا صعبًا على صعيد التنظيم الأمني.

العام الماضي كانت تستضيف أمريكا بطولة كوبا أمريكا، ثم هذا العام كأس العالم للأندية، وفي العام المقبل كأس العالم للمنتخبات، بتنظيم مشترك مع المكسيك وكندا.

لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تتوقع أن تتحول استضافتها لبطولة كأس العالم للأندية 2025 إلى مصدر قلق وتشكيك في جاهزيتها لتنظيم أكبر حدث كروي منتظر، وهو كأس العالم 2026. ومع انطلاق البطولة في 15 يونيو الجاري، بدأت المشكلات تتوالى بشكل لم يكن في الحسبان.

يوم 9 يونيو، وقبل 6 أيام من انطلاق البطولة في ميامي، كانت هُناك مظاهرات دموية في لوس أنجلوس، نتيجة لتصاعد التوتر حول سياسات الهجرة الفيدرالية، حيث بدأت المظاهرات بعد مداهمات قامت بها سلطات الهجرة في عدد من الأحياء، ما أثار غضبًا واسعًا بين المواطنين والمنظمات الحقوقية.

في الواقع أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعثر فيها أمريكا تنظيميًا عند استضافة حدث رياضي كبير. في كوبا أمريكا 2024، شهد النهائي فوضى كبيرة حين اقتحم آلاف الجماهير بوابات الملعب قبل ساعات من المباراة، ما أدى إلى حالات إغماء واختناق حراري بسبب التكدس، وتم تأجيل صافرة البداية لأكثر من ساعة.

السلطات احتجزت حينذاك 27 شخصًا وأخرجت أكثر من 50 آخرين بسبب تجاوز الحواجز والتعدي على الأمن.

في اليوم التالي للافتتاح، أكدت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، في تقريرها عن الغضب الذي شعر به المشجعون خلال مباراة إنتر ميامي والأهلي، التي انتهت بالتعادل السلبي 0-0.

قبل انطلاق البطولة، قرر الاتحاد الدولي تخفيض أسعار التذاكر لجذب الحضور، إلا أن المشجعين فوجئوا بأنهم مطالبون بدفع ما يزيد على 20 دولارًا مقابل وجبة بسيطة، وأكثر من 14 دولارًا مقابل مشروب، في مشهد وُصف بأنه “استغلال فاضح” لعشاق الكرة.

ورغم أن أسعار التذاكر ربما تكون قد انخفضت بشكل كبير، إلا أن الأمر ذاته لا ينطبق على الطعام والشراب.

فقد وصل سعر وعاء الدجاج إلى 22.50 دولارًا (16.59 جنيهًا إسترلينيًا)، فيما بلغ سعر المشروب 14 دولارًا (10.32 جنيهًا إسترلينيًا).

هذا الأمر أثار غضب الجماهير، إذ كانت أسعار الوجبات أغلى من قيمة بعض التذاكر، وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات تسخر من الأسعار وتنتقد ما وصفوه بالجشع التنظيمي، متسائلين عن سبب تسعير الوجبات داخل الملاعب بما يفوق أسعارها في المطاعم الراقية.

مع اقتراب دور المجموعات من النهاية، وقبل حتى انطلاق دور الـ16، توقفت أربع مباريات لفترات طويلة، لأسباب تتعلق فقط بحالة الطقس، ما ألقى بظلال من الشك على قدرة البلد المستضيف على إدارة الفعاليات الكروية الكبرى.

التوقفات كانت نتيجة تحذيرات جوية متكررة، سواء لاحتمالية وقوع عواصف رعدية، أو أمطار غزيرة، أو إنذارات صادرة من السلطات الأمريكية.

نوصي بقراءة: جواد الزيات يُؤجل الحسم في مصير الشابي مع الرجاء

وفي كل مرة، كان يُطلب من اللاعبين والجماهير مغادرة أرض الملعب فورًا، مع تعليق المباراة إلى أجل غير مسمى حتى صدور الإذن بالاستئناف.

حدثت العاصفة في مباراة واحدة، وهي التي جمعت بين صن داونز وأولسان هيونداي، وكان هناك سيول من الأمطار، وعواصف أدت لتأجيل المباراة حوالي ساعة.

بينما في باقي المباريات، فقد توقفت لما يقرب ساعتين، دون وجود عاصفة، بل كان ذلك إجراءً احترازيًا فقط، مثلما كان في مواجهة الأهلي وبالميراس، وبنفيكا وتشيلسي وغيرها.

أزمة الطقس لا تتوقف عند العواصف، فهناك معاناة واضحة من ارتفاع درجات الحرارة، ما استدعى إيقاف المباريات أكثر من مرة لإتاحة شرب الماء للاعبين.

هذا العامل المناخي أثار استياء العديد من نجوم البطولة، ومن بينهم ماركوس لورينتي، لاعب وسط أتلتيكو مدريد، الذي قال عقب مواجهة باريس سان جيرمان: “لا أحد في أوروبا معتاد على اللعب في مثل هذه الأجواء، الحرارة كانت خانقة، وأشعر بألم حتى في أظافر قدمي من شدة الإرهاق”.

أما فيتينيا، نجم باريس سان جيرمان، فوصف الطقس في أمريكا بأنه “لا يُحتمل”.

من جانبها، علّقت صحيفة ماركا الإسبانية على الأوضاع بتنويه ساخر، في تقرير جاء بعنوان: “أمريكا غير صالحة لكرة القدم”، مشيرة إلى أن بعثة ريال مدريد تعاني بشكل واضح من سوء التحضيرات والظروف الجوية.

لا شك في أن ريال مدريد النادي الأكثر تتويجًا بالبطولات وصاحب الشعبية الأكبر من بين جميع الأندية التي تتواجد في كأس العالم للأندية، بالنظر لمدرجات مبارياته في البطولة حتى الآن.

صباح اليوم، ألغى الاتحاد الدولي لكرة القدم المؤتمر الصحفي للمدرب الإسباني تشابي ألونسو، وذلك بعدما ظلت طائرة ريال مدريد تحلق في السماء لما يقرب من 4 ساعات بسبب وجود عاصفة جوية.

النادي الملكي، عانى ليلة مواجهة باريس سان جيرمان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وعندما كان ينتظر الصحفيون تشابي ألونسو للتحدث معه، وجدوا مسؤول الاتحاد الدولي يخبرهم بإلغاء المؤتمر الصحفي.

كل هذه الأحداث تعزز الشعور بعدم جاهزية الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيم بطولة بحجم كأس العالم، خصوصًا إذا قورنت بالتحضيرات التي سبقت مونديال قطر 2022، رغم تشابه الأجواء المناخية بين البلدين.

الولايات المتحدة حصلت على حق تنظيم كأس العالم 2026 للمنتخبات، بالاشتراك مع كندا والمكسيك، في قارة أمريكا الشمالية.

ورغم أن البعض يعتبر مونديال الأندية بمثابة “بروفة” لكأس العالم، فإن المؤشرات الحالية تنذر بما هو أسوأ إذا لم تُجرَ مراجعة جذرية وشاملة قبل صيف 2026.

إخفاق الولايات المتحدة في تنظيم بطولة كبرى مرتين خلال عام واحد قد يضعها في موضع متأخر جدًا على لائحة الدول المؤهلة لاستضافة أي حدث كروي عالمي مستقبلاً.

وكما أكدت صحيفة “ماركا” الإسبانية، أن هذه الدولة غير صالحة لكرة القدم، لأنها ليست اللعبة ذات الشعبية الأكبر في البلاد، فهُناك ألعاب أخرى تتفوق عليها مثل كرة السلة والرجبي والبيسبول.

ورغم ذلك، استضافة أمريكا أهم بطولة للأندية في التاريخ على ملاعبها، وأثبتت حقًا أنها ليست صالحة لكرة القدم.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات