الأحد, أغسطس 24, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةللمرة الرابعة عشرة... إسرائيل تشن ضربات انتقامية من الحوثيين

للمرة الرابعة عشرة… إسرائيل تشن ضربات انتقامية من الحوثيين

شن الجيش الإسرائيلي الموجة الرابعة عشرة من الضربات الانتقامية ضد الجماعة الحوثية في اليمن، الأحد، مستهدفاً منشآت للطاقة ومواقع عسكرية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، وذلك غداة إعلانه اعتراض صاروخ متشظٍّ أطلقته الجماعة المتحالفة مع إيران باتجاه تل أبيب.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارات شملت نحو 50 هدفاً.

وفي حين تحدثت الجماعة عن مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين ضمن حصيلة أولية، زعمت أن دفاعاتها الجوية أسهمت في تحييد كثير من الغارات خلال الموجة، في مسعى منها – كما يبدو – لتضخيم قدراتها التي سبق أن توعد قادتها بالاستمرار في تطويرها.

وتقول الجماعة إنها تشن هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل في سياق مناصرة الفلسطينيين في غزة، كما تدعي أنها تفرض حصاراً بحرياً على السفن المرتبطة بمواني تل أبيب بغض النظر عن جنسيتها.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في بيان نشره على منصة «إكس» أن طائرات سلاح الجو، بناءً على معلومات استخبارية دقيقة، أغارت على «بنى تحتية عسكرية تابعة للنظام الحوثي الإرهابي» في صنعاء، وفق تعبيره.

وذكر البيان أن الأهداف شملت مجمعاً عسكرياً يضم القصر الرئاسي الخاضع للحوثيين، ومحطتي كهرباء حزيز وعصر، بالإضافة إلى موقع لتخزين الوقود تستخدمه الجماعة في أنشطتها العسكرية.

وأشار البيان الإسرائيلي إلى أن القصر الرئاسي، الواقع في منطقة السبعين، يُدار من داخله النشاط العسكري للحوثيين، وأن استهداف محطتي الكهرباء سيحد من قدرة الجماعة على استخدام الطاقة أغراضها العسكرية.

وأضاف بالقول إن «النظام الحوثي يعمل بتوجيه وتمويل إيراني لضرب إسرائيل وحلفائها، ويستغل المجال البحري لتهديد الملاحة الدولية وسفن التجارة».

شهود عيان في صنعاء حيث العاصمة اليمنية المختطفة تحدثوا عن غارات عنيفة هزّت المجمع الرئاسي (دار الرئاسة) والمواقع العسكرية المحيطة به، كما طالت الضربات محطة شركة النفط في منطقة عصر وهي محطة مركزية، وخزانات غاز، إضافة إلى محطة كهرباء حزيز التي كانت قد تعرضت للقصف قبل أسبوع.

واعترفت الجماعة الحوثية عبر وسائلها الإعلامية باستهداف محطة النفط في شارع الستين ومحطة كهرباء حزيز فقط، وزعمت أن دفاعاتها الجوية تصدت للطائرات الإسرائيلية. وصرح قادتها أن الضربات لن تؤثر في المخزون من الوقود.

حريق ضخم إثر غارات إسرائيلية استهدفت محطة وقود خاضعة للحوثيين في صنعاء (إكس)

ونقلت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إن الدفاعات الجوية «تمكنت من تحييد أغلب طائرات العدو وإجبارها على المغادرة»، من دون تقديم أدلة.

تصفح أيضًا: كيف تختار الكومبيوتر المحمول المثالي لاحتياجاتك؟

ومنذ مارس (آذار) الماضي، أطلقت الجماعة الحوثية نحو 55 صاروخاً باليستياً باتجاه إسرائيل، إضافة إلى تبنِّيها هجمات عدة باستخدام الطائرات المسيّرة، من دون أن تحقق أهدافاً هجومية مباشرة، حسب تأكيدات الجيش الإسرائيلي.

كما صعّدت الجماعة عملياتها البحرية؛ ما أدى، الشهر الماضي، إلى غرق سفينتين يونانيتين، ومقتل 4 بحارة واحتجاز 11 آخرين، ليصل عدد السفن الغارقة إلى 4 سفن منذ بدء التصعيد.

الجماعة الحوثية تحدثت عن استهداف إسرائيل محطة وقود تابعة لشركة النفط ومحطة كهرباء حزيز (رويترز)

وتقول الجماعة إن هجماتها البحرية تستهدف «السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بمواني إسرائيل»، غير أن المجتمع الدولي يصفها بأنها «اعتداءات عشوائية تهدد التجارة العالمية وأمن الملاحة الدولية».

وكان الحوثيون قد أطلقوا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، لكنها لم تحقق أي نتائج مؤثرة باستثناء مقتل شخص بطائرة مسيرة ضربت شقة في تل أبيب في 19 يوليو (تموز) 2024.

الهجوم الإسرائيلي الأخير يعد الضربة الرابعة عشرة التي تشنها تل أبيب رداً على الهجمات الحوثية المرتبطة بالحرب في غزة، وكانت آخر ضربة استهدفت، الأسبوع الماضي، بواسطة السفن الحربية محطة كهرباء حزيز في صنعاء.

وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تصريحات سابقة الحوثيين بدفع «ثمن باهظ» مماثل للضربات التي طالت طهران. وشملت الموجات السابقة استهداف مطار صنعاء، ومستودعات وقود، ومصانع أسمنت، ومحطات كهرباء، إضافة إلى تدمير 4 طائرات مدنية.

وتقول إسرائيل إنها ستواصل «العمل بقوة ضد الهجمات العدوانية للنظام الحوثي»، مؤكدة أنها «مصممة على تسديد الضربات لكل تهديد على مواطنيها مهما بلغت المسافة».

دخان يتصاعد إثر ضربة إسرائيلية على صنعاء رداً على هجمات الجماعة المتحالفة مع إيران (رويترز)

ورغم أن الضربات الإسرائيلية تركز على البنى التحتية التي تقول تل أبيب إن الحوثيين يوظفونها في أنشطتهم العسكرية، يرى مراقبون أن المتضرر الأول هو المدنيون في مناطق سيطرة الجماعة؛ فقد تسببت الغارات المتكررة في تدمير أجزاء حيوية من البنية التحتية لمواني الحديدة، كما شلت الرحلات التجارية من مطار صنعاء، وزادت حدة الأزمة الإنسانية في البلاد.

وربطت الجماعة الحوثية إنهاء هجماتها على إسرائيل بملف الحرب في غزة، وأعلنت أن وقفها هذه العمليات مرهون بانتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك، لكن محللين يرون أن استمرار الجماعة في هذا النهج يعكس التحالف بينها وبين إيران، التي تسعى إلى توسيع نفوذها الإقليمي واستخدام اليمن منصة متقدمة للضغط على خصومها.

وفي حين تهوّن قيادة الحوثيين من أثر الضربات الإسرائيلية على قدراتها العسكرية، تحذر الأمم المتحدة من أن استمرار استهداف البنية التحتية الاقتصادية والخدمية في مناطق سيطرة الجماعة سيضاعف من معاناة السكان.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات