رغم موسم فردي استثنائي وضع اسمه بين أبرز اللاعبين العرب والأفارقة في الملاعب الأوروبية، غاب عمر مرموش، نجم منتخب مصر ونادي مانشستر سيتي، عن قائمة الـ30 لاعبًا المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025 “البالون دور”، التي كشفت عنها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية.
ورغم هذا الغياب اللافت، لا يمكن تجاهل ما قدمه النجم المصري عمر مرموش خلال موسم مذهل بدأه في الدوري الألماني مع آينتراخت فرانكفورت، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي في يناير ويواصل رحلة الإبهار في البريميرليج.
المهاجم المصري صاحب الـ25 عامًا لم يكن مجرد قطعة هجومية في منظومة هجومية جماعية، بل كان أحد مفاتيح التفوق، إذ أظهر نضجًا تكتيكيًا وتطورًا رقميًا جعله ضمن أعلى المهاجمين تقييمًا في أوروبا خلال الموسم، بمتوسط بلغ 7.58 حسب 365scores.
ومع ذلك، بقي خارج دائرة الضوء الإعلامي العالمي، في مشهد يعكس في طياته تحديًا كبيرًا لصورة اللاعب العربي في كبرى ترشيحات الجوائز الفردية.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على الأرقام الدقيقة لعمر مرموش في موسم 2024-2025، والتي تكشف مدى تأثيره الحقيقي في مختلف النواحي، هجوميًا، دفاعيًا، فنيًا، وتكتيكيًا، لنفهم كيف يمكن للاعب بهذا العطاء أن يُستبعد من أهم جائزة فردية في كرة القدم.
قبل انتقاله إلى مانشستر سيتي في يناير، قدّم عمر مرموش واحدًا من أفضل نصوص التألق الفردي في الدوري الألماني مع آينتراخت فرانكفورت.
لم يكن مجرد جناح هجومي، بل ماكينة أرقام لا تتوقف: تسجيل، صناعة، مراوغات، وتسديدات تُهدد أي دفاع.
في 17 مباراة لعبها من أصل 18 شارك مرموش في 1454 دقيقة، وسجل خلالها 15 هدفًا (بينها هدفان من ركلات جزاء)، وصنع 9 أهداف أخرى، ليُسهم مباشرة في 24 هدفًا خلال النصف الأول فقط!
بمتوسط مساهمة كل 60.5 دقيقة، وهي نسبة تهديفية مذهلة تؤكد تأثيره الهجومي الكاسح.
المهاجم المصري سجّل تقييمًا فنيًا بلغ 8.2 وفقًا لموقع 365scores، وسدّد 64 كرة، منها 36 تسديدة على المرمى، بمعدل دقة مرتفع، كما أظهر قدرة كبيرة على صناعة اللعب بـ273 تمريرة ناجحة و46 مراوغة ناجحة، إلى جانب دقة تمريرات بلغت 79.6%.
كل هذه الأرقام تؤكد أن انتقاله إلى مانشستر سيتي لم يكن سوى تتويج طبيعي لمسيرة نصف موسم مذهلة، لفت خلالها أنظار أوروبا نحو موهبة مصرية واعدة تُسجل وتُراوغ وتُمرر وتُبدع.
رغم تعقيد فلسفة مانشستر سيتي تحت قيادة بيب جوارديولا، احتاج عمر مرموش لأيام معدودة فقط كي يندمج مع الفريق ويُثبت أحقيته بالتواجد بين الكبار.
منذ انضمامه في يناير، شارك في 16 مباراة بالدوري الإنجليزي وقدم أداءً لافتًا على مختلف المستويات، مؤكدًا أنه لم يكن مجرد صفقة طارئة، بل لاعب قادر على الإضافة الفعلية لمنظومة بطل إنجلترا.
تصفح أيضًا: رسالة غامضة.. جافي يغازل صديقة زميله في برشلونة
خلال 1182 دقيقة لعب، أحرز مرموش 7 أهداف، جميعها بالقدم اليمنى، بينها 3 من خارج المنطقة، وأظهر جرأة هجومية واضحة عبر 34 تسديدة، منها 17 على المرمى.
ورغم غياب الصناعات التهديفية المباشرة، صنع 8 فرص كبيرة وكان قريبًا من التسجيل في مناسبات أخرى بأهداف متوقعة بلغت 5.49.
وفي الثلث الأخير، قدّم مرموش تمريرات ذكية بدقة 84.3%، وأكمل 20 مراوغة ناجحة و10 عرضيات مؤثرة، وخلق تحركات أربكت الخصوم وتسببت بـ20 خطأ ضده.
دفاعيًا، ساهم بـ8 تدخلات ناجحة، و37 استعادة للكرة، ما يعكس توازنه التكتيكي، وتحوّله إلى مهاجم عصري متكامل يُهاجم ويضغط ويسترجع.
ما فعله مرموش في نصف موسم فقط مع السيتي يُثبت أن انتقاله لم يكن سوى بداية لقصة أكبر، قد تتجاوز حدود البريميرليج في السنوات المقبلة.
خاض عمر مرموش 44 مباراة في جميع مسابقات الأندية، بإجمالي 3284 دقيقة لعب، ونجح في تسجيل 26 هدفًا وصناعة 11 آخرين، ليُسهم مباشرة في 37 هدفًا، بمعدل مساهمة كل 88.8 دقيقة، وهو رقم مدهش بالنسبة لمهاجم لا يُصنّف كلاسيكيًا في مركز رأس الحربة.
وسدد مرموش 122 كرة، منها 58 على المرمى، بنسبة دقة بلغت 47.5%، كما بلغت أهدافه المتوقعة (xG) نحو 14.86، لكنه تجاوز هذا الرقم فعليًا بتسجيله 27 هدفًا، ما يشير إلى كفاءة تهديفية فائقة تتجاوز التوقعات بمعدل +12.14.
المثير في أرقامه أن 21 هدفًا جاءت من داخل منطقة الجزاء، فيما سجّل 6 أهداف من خارجها، بينها 3 أهداف من ضربات حرة مباشرة، وأحرز 24 هدفًا بالقدم اليمنى مقابل 3 باليسرى، دون أن يسجّل أي هدف بالرأس، ما يعكس تنوعه الفني دون الاعتماد على الكرات الهوائية.
قدّم مرموش 472 تمريرة ناجحة بدقة بلغت 82.1%، بينها 66 تمريرة في الثلث الأخير من الملعب، مع صناعته لـ 21 فرصة كبيرة، وبلغ معدل الصناعات المتوقعة للأهداف (xA) نحو 6.13. كما أرسل 45 عرضية ناجحة، ونجح في 88 مراوغة بنسبة نجاح تقارب 44%.
وبعد أن تعرّض لـ 91 خطأ من المنافسين، يتضح تأثيره المستمر على تمركز الدفاعات وكسب المساحات، خاصة مع 1345 لمسة للكرة خلال الموسم، ما يعكس حيوية مستمرة في التحرك وبناء الهجمات.
على الصعيد الدفاعي، نجح مرموش في استعادة الكرة 111 مرة، وشارك في 214 صراعًا ثنائيًا بنسبة نجاح بلغت 44.6%، وفاز بـ 15 كرة هوائية بنسبة فاعلية تقترب من 65%، كما أجرى 12 تدخلًا ناجحًا بنسبة 55.4%.
رغم أنه لا يُعد من اللاعبين الدفاعيين، فإن إسهاماته في الضغط العكسي واسترجاع الكرة كانت واضحة، وهو ما يجعله نموذجًا للمهاجم العصري الذي يبدأ دوره من خط المنتصف.
رغم أن عمر مرموش لم يُذكر ضمن أسماء الـ30 لاعبًا في قائمة جائزة الكرة الذهبية 2025 “البالون دور”، إلا أن ما قدمه على أرض الملعب لا يقل عن العديد ممن وردت أسماؤهم، أرقام تُترجم موسمًا استثنائيًا لمهاجم مصري شق طريقه بثبات بين كبار أوروبا، وأثبت أنه لاعب من طراز نادر.
وربما لم تلتفت “فرانس فوتبول” هذه المرة لما فعله مرموش، لكن المستقبل يحمل الكثير، وإن كان البالون دور لم يُطرق هذا العام، فربما يطرقه مرموش بقوة في الأعوام القادمة.