بين ليلة وضحاها، تسارعت الأحداث وانضم لويس دياز إلى بايرن ميونخ في صفقة ضخمة للعملاق البافاري، قادمًا من ليفربول الإنجليزي.
اللاعب الكولومبي كان أحد أفضل لاعبي ليفربول في الموسم الماضي 2024-2025، سجل 17 هدفًا وصنع 5 تمريرات في 50 مباراة.
رغبة الكافيتيروس جعلته يرحل عن ليفربول، من أجل تجربة جديدة، وفي سن الـ28 يرى أن الدوري الألماني حاليًا هو الأنسب له، واقتناعه بمشروع المدرب فينسنت كومباني.
حاول بايرن ميونخ ضم نيكو ويليامز من أتلتيك بلباو، وبرادلي باركولا لاعب باريس سان جيرمان، لكن الثنائي استمر في أنديتهما، ولم يتمكن من الفوز بخدمات فلوريان فيرتز وخسر المعركة لصالح ليفربول.
3 سنوات ونصف قضاها دياز مع ليفربول، بعدما انضم في يناير من بورتو، وكان قادرًا على تعويض رحيل ساديو ماني الذي انضم إلى بايرن ميونخ في صيف 2022، قبل المغادرة إلى النصر بعد موسم واحد.
الآن لويس دياز يلحق بالعملاق البافاري، لتعزيز هجوم تركه ساديو ماني منذ عامين، ويحتاج إلى لاعب بمواصفاته، فكيف يستفيد بايرن ميونخ من الكولومبي؟
في موسمه الأول مع ليفربول، تمكن لويس دياز من الفوز ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس رابطة الأندية، وساهم في 10 أهداف، وكان منافسًا مع الريدز على لقب الدوري الإنجليزي، وخسر نهائي دوري أبطال أوروبا.
حرم مانشستر سيتي ليفربول من الفوز بالدوري الإنجليزي في الجولات الأخيرة، وخسر الريدز نهائي دوري الأبطال ضد ريال مدريد.
مع رحيل ساديو ماني في الصيف، أصبح دياز هو الجناح الأيسر الأساسي لفريق ليفربول، وسعى لإظهار كل ما لديه للمدرب يورجن كلوب، مع تسجيل 4 أهداف وصناعة هدفين في أول 12 مباراة، قبل أن يتعرض لإصابة أبعدته 6 أشهر، وتأثر الريدز وخرج من الموسم بالمركز الخامس.
ورغم أنه لم يلعب كثيرًا، فإن الكولومبي جاء في المركز الرابع كأكثر اللاعبين الذين أكملوا مراوغات خلال الموسم.
في موسم 2023-2024، تعرض دياز لظرف شخصي، بعد اختطاف والديه من قبل جيش التحرير الوطني في كولومبيا ومطالبته بدفع فدية، قبل أن يُطلق سراح والدته، بينما احتُجز والده 12 يومًا قبل أن يعود لمساندته في المدرجات.
خلال فترة صعبة للغاية واجهها الكولومبي، غاب دياز عن مباراتين قبل أن يدخل كبديل ليسجل هدف التعادل في اللحظات الأخيرة أمام لوتون تاون، حيث رفع قميصه ليكشف عن رسالة باللغة الإسبانية ترجمتها “الحرية لأبي”.
رغم كل ما واجهه خارج الملعب، نجح دياز في إنهاء الموسم بتسجيله 13 هدفًا وخمس تمريرات حاسمة، وكان أحد أبرز اللاعبين في ليفربول، ولم يُخلق أيٌّ من زملاء لويس في الفريق فرصًا أكثر منه، حيث صنع 82 فرصة من اللعب المفتوح في جميع المسابقات.
كان موسمه الوحيد تحت قيادة أرني سلوت في 2024-2025 غير متسق إلى حد ما، لأنه وجد نفسه يلعب حوالي ثلث دقائقه (33٪) كمهاجم “رأس حربة”.
سجل دياز خمسة أهداف في أول خمس مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، بينما سجل ثلاثية في الفوز 4-0 على أرضه على باير ليفركوزن، رغم أنه كان يلعب مهاجمًا.
ومع ذلك، بعد تسجيله هدفه الثاني عشر في الموسم خلال الفوز الساحق على وست هام بنتيجة 5-0 في نهاية عام 2024، عانى الكولومبي من فترة ركود.
دياز لم يسجل سوى هدف واحد في مبارياته التسع عشرة التالية. مع ذلك، أضاف أربعة أهداف أخرى في آخر سبع مباريات، ولعب دورًا محوريًا في فوز ليفربول السهل ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.
وكان من بين الأشياء الأخرى التي تطور فيها دياز عمله الدفاعي القوي، حيث نجح في الفوز بالاستحواذ على الكرة أكثر من أي مهاجم آخر في ليفربول في جميع المسابقات (147) في موسم 2024-2025.
ربما ما سبق ذكره، أقنع بايرن ميونخ برصد حوالي 75 مليون يورو لجلب لويس دياز إلى ملعب أليانز أرينا، من أجل اللعب في مركز الجناح الأيسر.
مع أوليسي وهاري كين، سيجد لويس دياز نفسه بجانب ثنائي سبق أن لعبا في الدوري الإنجليزي، وبالتالي فرصة التأقلم على الدوري الألماني أسهل، بسبب التنافسية الأقل من البريميرليج.
نوصي بقراءة: ما هي معايير الكرة الذهبية 2025؟
في حين أن اللعب مع محمد صلاح كان مُثيرًا، فإن مشاركة هاري كين هجوم العملاق البافاري فرصة مُغرية للكولومبي، حيث سجل لاعب توتنهام السابق 85 هدفًا في 96 مباراة منذ وصوله إلى النادي قبل عامين، أي أكثر بـ 52 هدفًا على الأقل من أي لاعب آخر في بايرن في ذلك الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أوليسي، الذي تألق في الدوري الألماني بعد انضمامه إلى بايرن ميونخ قادمًا من كريستال بالاس الصيف الماضي، وشارك في 27 هدفًا في الدوري (12 هدفًا و15 تمريرة حاسمة)، وكان صاحب أعلى عدد من التمريرات الحاسمة في الدوري الألماني، بينما شارك في 35 هدفًا إجمالًا (17 هدفًا و18 تمريرة حاسمة).
سيكون دياز هو بديل ليروي ساني، الذي انتقل إلى جالطة سراي في وقت سابق من هذا الصيف، بالإضافة إلى رحيل كينجسلي كومان إلى النصر الذي أصبح وشيكًا، مما يعني أن سيرجي جنابري هو منافسه الوحيد في ذلك المركز.
ولا يمكن نسيان غياب جمال موسيالا عن بايرن ميونخ لبضعة أشهر بعد إصابته بكسر في الشظية وخلع في الكاحل خلال كأس العالم للأندية.
لذا سيعتمد المدرب فينسنت كومباني على دياز لاختراق دفاعات الخصم بفضل معدل عمله ومهاراته في المراوغة، ودخوله لعمق الملعب بشكل قُطري يصعب على الخصم مواجهته.
كان معدل فرصه في اللعب المفتوح (2.05 فرصة) في الدقيقة في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي مماثلًا تمامًا لما حققه موسيالا في الدوري الألماني، وأكثر من سانيه (1.93) وجوشوا كيميش (1.80) وغنابري (1.75) وكين (1.32).
دياز لن يكون مثل ساديو ماني لعدة عوامل، أهمها أنه جاء في سن أصغر من السنغالي، بالإضافة إلى الإمكانيات والخصائص المختلفة التي يمتلكها الكولومبي.
استفادة كومباني من دياز ستكمن في سرعته على الخط، والتجانس المنتظر بينه وبين ألفونسو ديفيز، بالإضافة إلى أنه جناح قُطري، دائمًا ما يدخل لعمق الملعب، وهو ما جعل أرني سلوت يشركه كمهاجم في بعض المباريات الموسم الماضي.
بالنسبة لبايرن ميونخ، سيكون لويس دياز هو الأفضل بالنسبة للثلاثي الذي ارتبط بالانتقال إلى ملعب أليانز أرينا، لعدة عوامل.
بالنظر لفلوريان فيرتز، فإن اللاعب الألماني لا يشارك في طريقة لعب 4-3-3 المعتادة من كومباني، بالإضافة إلى عدم قدرته على اللعب في مركز الجناح الأيسر باستمرار، ودائمًا ما يكون في عمق الملعب أو الجناح الأيمن.
ماذا قدم فلوريان فيرتز الموسم الماضي ؟
نيكو ويليامز لا يستطيع الحفاظ على مستواه، بالإضافة إلى أنه لم يلعب لفريق كبير يشارك في بطولات كبرى خلال مسيرته، مما يجعله يحتاج إلى وقت أكبر من أجل التأقلم والانسجام والانخراط داخل منظومة كومباني.
وأخيرًا برادلي باركولا، الذي لم يجد لنفسه مكانًا أساسيًا مع باريس سان جيرمان، ويعاني من إهدار الفرص أمام المرمى رغم أرقامه الجيدة، ويواجه صعوبات في إقناع المدرب لويس إنريكي للعب أساسيًا على كفاراتسخيليا، بل إن مستواه دفع اللوتشو للتعاقد مع الجورجي في يناير الماضي.
خلال الساعات الماضية، انتشرت تقارير عن اقتراب رودريجو جوس من مانشستر سيتي، وهو ما يجعل مهمة عمر مرموش أصعب في ملعب الاتحاد.
هذا السؤال أيضًا قد يفرض نفسه لعدة عوامل، أهمها أن اللاعب المصري كان هدفًا للعملاق البافاري في الموسم الماضي، ولكن مانشستر سيتي ظفر بخدماته وتفوق في صراعه مع كبار أوروبا.
اللاعب المصري تألق في الدوري الألماني مع 3 أندية مختلفة مثل فولفسبورج وشتوتجارت، وقبل كل ذلك كان آينتراخت فرانكفورت.
لذلك، يعرف مرموش طبيعة الدوري الألماني، ورغم أنه كان يلعب في فريق إمكانياته أقل من بايرن ميونخ، لكنه حتى رحل إلى مانشستر سيتي، كان منافسًا على لقب الهداف رفقة هاري كين.
ذلك الأمر كان يجعل كومباني ينظر لمرموش بأنه لاعب مرن ومتعدد المهام، كجناح أيسر ومهاجم ثانٍ، مثلما كان يفعل جمال موسيالا.
الآن عمر مرموش قد تتقلص فرص مشاركته مع مانشستر سيتي إذا انضم رودريجو جوس، وهو ما يجعلنا نطرح السؤال: هل بايرن ميونخ تعجل في التعاقد مع لويس دياز؟
بالتأكيد هذا الأمر افتراضي، ولكن بالنظر لما سبق ذكره أعلاه، فإن لويس دياز على الورق صفقة مثالية لبايرن ميونخ، يمكن لفينسنت كومباني الاستفادة منها إذا أراد، حتى يعود من جديد بايرن بطلًا لأوروبا، وهو الهدف الأهم في الموسم المقبل.
