السبت, يوليو 19, 2025
spot_img
الرئيسيةالرياضةمأساة وجرح لا يندمل.. صديق دييجو جوتا ينهار حزنًا

مأساة وجرح لا يندمل.. صديق دييجو جوتا ينهار حزنًا

لم تكُن مجرد خسارة صديق؛ بل كانت نهاية فصلًا من الحياة لم يُكتب له الاستمرار.

استيقظ عالم كرة القدم في الثالث من يوليو 2025 على فاجعة أدمت القلب، بفقدان النجم البرتغالي دييجو جوتا لاعب ليفربول، وشقيقه أندريه سيلفا اللذان وافتهما المنية إثر حادث سيارة مأساوي في زامورا بشمال إسبانيا.

خبرًا صادمًا، مُباغتًا لكل من رافق دييجو على مر حياته؛ لكن قلبًا بعينه تمزق واحترق كمن فقد جزءًا منه؛ روبن نيفيز.. زميله وصديقه المفضل، رفيق دربه في منتخب البرتغال منذ سنوات المراهقة وحتى مجد الشباب.

الخبر نزل على نيفيز كالصاعقة؛ انهار تمامًا، لم يتمالك نفسه، تآلم، بكى، تمزّقت روحه، وتهاوّت قدماه أرضًا، سقطت الدموع كالسيل على وجنتيه، اختلطت حرقتها بحرقة قلبه الذي اُختلع من موضعه لم يعرف العودة.

أحاطه زملاؤه في الهلال وأفراد الجهاز الفني، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، لم يكن كافيًا لتهدئه هزة قلبه، حتى قررت إدارة الزعيم بالسماح لعائلة اللاعب الدخول إلى المعسكر والجلوس رفقته في محاولة تخفيف الصدمة.

الموقف كان إنسانيًا لأقصى درجة؛ مؤلمًا بقدر ما هو كان نبيلًا.

غادر نيفيز غرفة الاجتماعات ووالده يُسانده، يربط على كتفه لعلّه يستطيع أن يُطيب جراح قلبه في محاولة بدّت فاشلة في تهوين الآلم؛ بينما تمسك زوجته بيده بصمتًا تعلم منه أن الكلمات في هذا الموقف لن تُجدي نفعها؛ أما ابن نيفيز، الطفل الصغير، كان ينظر لأبيه لا يفهم ما يجري، لكنه يُدرك تمامًا أن أباه مُحطمًا.

في اليوم التالي من الفاجعة، خاض الهلال مباراته أمام فريق فلومينينسي البرازيلي في دور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة على ملاعب الولايات المتحدة الأمريكية، ووسط لحظة صمت خاشعة حدادًا على روح جوتا وشقيقه، انهار نيفيز مجددًا.

وضع وجهه بين كفيه، يحاول أن يُغطي وجعه، أو يُخفيه، أو حتى يُربط عليه.. لكن لا جدوى؛ فقدت صديقي، نصفي الثاني في هذة الدنيا، ابتسامتي، ضحكاتي معه، وسعادتي، لحظاتي الجميلة، نجاحاتي، مجدنّا، أهدافنا.. وقلبي.

سالت الدموع بصمت كان قادرًا على ابكاء كل من لا يعرف حتى من هو دييجو جوتا شخصيًا.. وإلى جانبه، كان هناك أيضًا جواو كانسيلو الذي حاول اخفاء دموعه، لكنه كان عاجزًا عن الصمود، ظهرت عروق جبينه وهي تنبُض من شدة الآلم.

تصفح أيضًا: بين ليفربول وريال مدريد.. بعد كم مباراة صنع أرنولد أول تمريرة حاسمة؟

بكيّا وكأن الدموع من قسوتها ملأت العشب الأخضر على ملعب كامبينج وورلد، فجعلت الثنائي لا تقوى أقدامهما على الركض ولا حتى الوقوف، فكأن جرح القلب تقرّح حتى أصاب كل بقعة في جسدهما، وكانت النهاية أن فريقهما ودّع البطولة كما ودعا صديقهما.

لم يكن نيفيز في أفضل حالاته خلال المباراة، بدا تائهًا، مشوشًا، غائبًا عن تفاصيلها، وكان من الواضح أن الهلال يلعب بنصف قلب، أما النصف الآخر فقد دُفن بالفعل مع جوتا.

خرج الفريق من البطولة، لكن نيفيز خرج من الملعب قبل النهاية، وخرج من الحياة لبضع ساعات، ليسافر في اليوم التالي إلى جوندومار البرتغالية، حيث وُوري جثمان صديقه الثرى.

في كنيسة ساو كوزمي، كان نيفيز من بين أول الواصلين وآخر المنصرفين؛ بكاؤه كان صاخبًا، حقيقيًا، حزينًا كما لم يُرَ من قبل.

ربما لم يجد نيفيز العزاء في شيء قدر ما وجده في قلمه، فكتب نعيًا مؤلمًا لصديقه، جاء فيه الآتي: “أخي، أينما كنت فأنا أعلم أنك سوف تقرأ هذا، لم نكن نعرف التعبير عن مشاعرنا من قبل ولربما أندم قليلًا على ذلك الآن، ولكنك تعلم ما تعنيه لي كما أعلم ما أعنيه لك”.

وتابع: “أكثر من مجرد صداقة، نحن عائلة وسوف نستمر كذلك حتى لو وقعت عقدًا للابتعاد عنا، حينما أذهب للمنتخب، فسوف تظل إلى جانبي على طاولة العشاء، في الحافلة، على الطائرة كما كنت دائمًا”.

وواصل: “لنواصل الضحك ووضع الخطط سويًا ومشاركة حياتنا سويًا، سأحرص على حضورك دائمًا وسأحرص على ألا يحتاج أحباؤك أي شيء وأنت بعيد عنا ولكنك تفكر بنا وتنتظر قدومنا إليك”.

واستكمل: “جمعتنا الحياة سويًا ولن تفرقنا الآن. لقد حققنا بعض الإنجازات العظيمة سويًا، لا يزال أمامنا الكثير وأعلم أننا نستطيع ذلك، من الآن فصاعدًا سوف تدخل أرضية الملعب معي وسوف نواصل طريقنا معًا في المكان الذي التقينا فيه”.

واختتم روبن نيفيز رثائه لرحيل نبضة قلبه، دييجو جوتا، قائلًا: “ديوجول، أنت صديقي المفضل، أحبك”.

بالنسبة لروبن نيفيز، لم يُدفن دييجو جوتا في جوندومار، بل وُلد من جديد في ذاكرته، حيث سيسكن طويلاً؛ لأن بعض الصداقات لا يعرف الموت طريقًا إليها.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات