منذ أن بدأ الهلال السعودي في فتح أبوابه أمام نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يعد “البريميرليج” مجرد دوري يتابعه عشاق الزعيم عبر الشاشات، بل صار سوقًا مفتوحًا ينتقل منه كبار اللاعبين مباشرة إلى الرياض.
في مواسم قليلة، تحولت صفقات الهلال القادمة من إنجلترا إلى عناوين بارزة في الصحف العالمية، ليس فقط لقيمتها المالية الضخمة، بل لما حققته من تأثير فني داخل المستطيل الأخضر.
الإنفاق الكبير لم يكن مجرد استعراض مالي، بل جزء من مشروع واضح لتحويل الهلال إلى قوة ضاربة عالميًا، وهو ما تجسد في ضم أسماء لامعة بحجم روبن نيفيز، ألكسندر ميتروفيتش، خاليدو كوليبالي، جواو كانسيلو، وأخيرًا داروين نونيز.
ومع كل صفقة كان السؤال يتكرر، هل سيحافظ هؤلاء النجوم على مستوياتهم المبهرة كما فعلوا في الدوري الإنجليزي، أم أن الانتقال إلى أجواء الدوري السعودي سيغير المعادلة؟
وعند النظر إلى الأرقام، نجد أن الهلال أنفق ما يقارب 208 مليون يورو على هذه الصفقات الخمس وحدها، وهو رقم يوازي ميزانيات أندية كاملة في أوروبا. لكن القيمة الفنية لا تُقاس بالمال فقط، بل بما يقدمه اللاعبون في أرض الملعب من أهداف، تمريرات حاسمة، وصلابة دفاعية.
اقرأ ايضا: لابورت يواجه ضربة جديدة في النصر
الأرقام تكشف أن بعض هؤلاء النجوم انفجروا تهديفيًا في الهلال مقارنة بفترتهم في إنجلترا، مثل ميتروفيتش، بينما حافظ آخرون على نسق ثابت، في حين لم تتضح بعد صورة داروين نونيز الذي لم يبدأ مشواره مع الهلال حتى الآن.
قفز معدل مساهمات نيفيز التهديفية عشرة أضعاف تقريبًا بعد انتقاله للهلال، والسبب يعود لتحرره من الأدوار الدفاعية الثقيلة التي كان يلتزم بها في وولفرهامبتون، بالإضافة إلى انخراطه في بناء الهجمات وإنهائها، خاصة مع كثافة اللاعبين الهجوميين حوله في الهلال.
ضاعف ميتروفيتش معدله التهديفي تقريبًا في الهلال، بفضل أسلوب اللعب الهجومي الذي يمده بالكرات العرضية والتمريرات في منطقة الجزاء، ما سمح له بالتسجيل بكثافة أكبر مقارنة بتجربته في الدوري الإنجليزي.
حافظ كوليبالي تقريبًا على نفس معدل مساهماته الهجومية، وهو أمر متوقع لمدافع، مع الارتقاء بمستوى دفاع الزعيم خاصة في المحافل الدولية، لكن تراجعت وتيرة حصوله على البطاقات مقارنة بفترته في تشيلسي، ما يعكس تكيّفه مع نسق اللعب في الدوري السعودي.
ارتفع معدل مساهمات كانسيلو الهجومية بنسبة ملحوظة بعد انتقاله للهلال، حيث منحه المدرب أدوارًا أكثر تقدمًا على الرواق الأيمن، مع تقليل مسؤوليته الدفاعية مقارنة بما كان عليه في مانشستر سيتي.
لم يبدأ نونيز بعد مشواره مع الهلال، لكن بالنظر إلى أرقامه مع ليفربول، يمتلك معدل مساهمات تهديفية جيد يصل إلى نصف هدف أو صناعة في كل مباراة تقريبًا، وهو ما يجعل جماهير الهلال تترقب ظهوره الأول.