الأحد, يوليو 27, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةماذا لو قررت إيران تكرار هجماتها الباليستية؟

ماذا لو قررت إيران تكرار هجماتها الباليستية؟

على الرغم من انطلاق المحادثات الإيرانية الأوروبية المتعلقة ببرنامج طهران النووي، وتلميحات المسؤولين الإيرانيين عن استعدادهم للعودة مجدداً إلى طاولة المفاوضات مع الأميركيين، شرط حفظ مصالحهم، لم تتوقف التهديدات من احتمال تجدد الحرب بين إيران وإسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة. لكن ماذا لو فشلت بالفعل تلك المفاوضات وعادت الحرب إلى الاشتعال؟

وفيما كشفت حرب الـ12 يوماً بين الطرفين عن قدرات إيرانية صاروخية لم تكن في الحسبان، كشفت أيضاً عن فجوة كبيرة، ليس في وسائط الدفاع الجوي الإسرائيلي فقط، بل في مخزونات صواريخ الدفاع الإسرائيلية والأميركية على حد سواء.

صاروخ من طراز «أتاكمس» موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (أرشيفية – رويترز)

يقول تقرير في صحيفة «وول ستريت جورنال» إنه خلال الحرب، نشرت الولايات المتحدة نظامين من منظومة «ثاد» في إسرائيل، حيث استخدم مُشغّلوها ما يقرب من ربع الصواريخ الاعتراضية التي اشتراها البنتاغون لكل المنظومات السبع التي تمتلكها أميركا. ومع ذلك لم يكن الأمر كافياً. وبالتعاون مع الأنظمة الإسرائيلية، أحرق مشغلو «ثاد» الذخائر بسرعة جنونية، مطلقين أكثر من 150 صاروخاً لإسقاط موجات الصواريخ الباليستية الإيرانية، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

وزير الدفاع الأميركي ورئيس الأركان لسلاح الجو خلال مؤتمر صحافي أمس حول الضربات الأخيرة للمنشآت النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

كان الطلب هائلاً لدرجة أن البنتاغون درس في مرحلة ما خطة لتحويل الصواريخ الاعتراضية التي اشترتها بعض دول المنطقة إلى الأنظمة الموجودة في إسرائيل، وفقاً لأحد المسؤولين. ولكن تم الامتناع عن ذلك لأن الخطوة كان من شأنها أن تعرض تلك الدول إلى أخطار هي الأخرى. ولم يقتصر الأمر على منظومة «ثاد»، فقد استخدمت الولايات المتحدة أيضاً أعداداً كبيرة من الصواريخ الاعتراضية المحمولة على متن السفن، وسرعان ما استنفدت إسرائيل مخزوناتها لأنظمتها الخاصة.

ومع ذلك، نجحت عشرات الصواريخ الإيرانية في اختراق الأجواء، وقد تكون طهران مستعدة لتكرار ذلك مجدداً، وهو ما كشف عن فجوة مقلقة في الإمدادات الأميركية، فضلاً عن أوجه قصور في طريقة إطلاق أنظمتها المضادة للصواريخ، وعن تدقيق في أداء بعض الصواريخ الاعتراضية.

يقول بعض مخططي البنتاغون إن الدفاعات الصاروخية الأميركية – المصممة لحماية القوات والأصول الأميركية من الهجمات الموجهة من روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية – غير كافية لعالم أصبحت فيه الصواريخ الباليستية الرخيصة والضخمة هي السلاح الجوي المفضل.

فقد خاضت البحرية الأميركية هذا العام معارك مع مسلحي الحوثيين في اليمن، الذين جعلوا من الصواريخ ركيزة أساسية في ترسانتهم. وتعرضت أوكرانيا لقصف روسي متكرر، مستخدمةً الصواريخ والطائرات المسيرة بدلاً من تعريض طياريها للخطر. واستثمرت الصين بكثافة في تطوير الصواريخ، وتُصنّع بسرعة أسلحةً يُمكنها استخدامها لإبقاء الولايات المتحدة بعيدة في أي صراع مُستقبلي حول تايوان.

خلال جلسة استماع في الكونغرس الشهر الماضي، قال نائب الأدميرال براد كوبر، الذي سيتولى قريباً قيادة القيادة المركزية الأميركية، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، إن المسؤولين بحاجة إلى التحرك بسرعة.

وقال: «أنا قلق بشأن كل شيء، لكن أحد المخاوف هو الذخائر وعمق مخزن الذخيرة». يمكن لكل نظام «ثاد»، وهو اختصار لعبارة «دفاع المناطق عالية الارتفاع»، حمل 48 صاروخاً اعتراضياً موزعة على 6 منصات إطلاق.

ويحتاج إلى نحو 100 جندي أميركي لإعادة التحميل، وتحليل البيانات، وإجراء الصيانة، وإطلاق الصواريخ الاعتراضية على مدار الساعة.

نوصي بقراءة: ترمب: أريد ازدهار ماسك وشركاته في أميركا

وبحسب دان شابيرو، الذي قاد سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون في إدارة بايدن: «على حد علمي، لم تنشر الولايات المتحدة نظامي (ثاد) في دولة واحدة من قبل».

وأضاف: «إنه التزام استثنائي من جانب التكنولوجيا والكوادر الأميركية بأمن إسرائيل». ومع أن البنتاغون أرسل دفعة جديدة من الصواريخ الاعتراضية خلال الحرب، لكن الإمدادات كانت محدودة.

ويبلغ سعر كل نظام من «ثاد» نحو 13 مليون دولار، وقد اشترى البنتاغون نحو 650 صاروخاً منذ عام 2010. ويسعى المسؤولون إلى شراء 37 صاروخاً في السنة المالية المقبلة. وتقول شركة لوكهيد مارتن، المُصنِّعة لهذه الأنظمة، إنها قادرة على إنتاج نحو 100 صاروخ اعتراضي هذا العام، وهي تعمل مع الحكومة على خيارات لزيادة الإنتاج لتلبية الطلبات الجديدة.

ومن المرجح أن يستغرق تجديد صواريخ «ثاد» التي أُطلقت خلال الحرب الأخيرة أكثر من عام، بتكلفة تراوح بين 1.5 مليار وملياري دولار. ويقول محللون إن نشر الصواريخ في الشرق الأوسط قد أثّر سلباً على جاهزية الولايات المتحدة، وأشار إلى حاجة متزايدة، ليس للصواريخ الاعتراضية فقط، بل أيضاً لمزيد من منصات الإطلاق.

يقول ضباط الجيش إنه في عالم مثالي، يجب أن يكون هناك نظامان من طراز «ثاد» في الولايات المتحدة، مقابل كل نظام يتم نشره. وبموجب هذا المفهوم، يتم نشر نظام واحد، ويعود آخر للصيانة والتحديث، ويشارك ثالث في التدريب للانتشار التالي.

ومن بين أنظمة «ثاد» السبعة العاملة في الولايات المتحدة، يوجد اثنان حالياً في إسرائيل، وتم التعهد باثنين آخرين على المدى الطويل في جزيرة غوام وكوريا الجنوبية، وتم نشر آخر في المملكة العربية السعودية، واثنان في الولايات المتحدة. وتم تصنيع نظام ثامن، ولكنه ليس جاهزاً بعد للتشغيل الكامل.

وعلى الرغم من أن إسرائيل لديها دفاعها المتطور ومتعدد الطبقات، الذي يشمل أنظمة مثل «أرو» و«مقلاع داوود» و«القبة الحديدية»، فإنها كانت تعاني من نقص في صواريخها الاعتراضية الخاصة بحلول الوقت الذي انتهى فيه الصراع. وقال أحد المسؤولين الأميركيين إنه لو أطلقت إيران مزيداً من وابل الصواريخ الكبيرة، لكانت إسرائيل قد استنفدت مخزونها من ذخائر «آرو 3» عالية الجودة.

ومع تقدم الحرب واستمرار الهجمات الإيرانية، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال مدمرات بحرية مجهزة لإسقاط الصواريخ الباليستية المتجهة إلى إسرائيل، حيث أرسلت 7 منها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.

ومعظم مدمرات الصواريخ الموجهة الأميركية من فئة «أرلي بيرك» مسلحة بمجموعة من صواريخ اعتراضية قياسية، تُعرف باسم «إس إم 2» و«إس إم 3» و«إس إم 6»، التي يمكنها إسقاط الصواريخ الباليستية وغيرها من التهديدات الجوية.

وبحسب القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية، الأدميرال جيمس كيلبي، فقد قال في جلسة الاستماع نفسها أمام الكونغرس، إن هذه السفن الحربية واجهت أيضاً نقصاً في الصواريخ الاعتراضية بمعدل ينذر بالخطر. فقد أطلقت خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، نحو 80 صاروخاً من طراز «آي إم 3» لصد الصواريخ الإيرانية. وتتراوح تكلفة هذه الصواريخ بين 8 ملايين و25 مليون دولار، حسب الطراز. كما أنه هناك مخاوف في البنتاغون من أن تلك الصواريخ التي استُخدمت لأول مرة في القتال العام الماضي، لم تُدمر العدد المتوقع من الأهداف، وفقاً لمسؤولين دفاعيين. ويُجري الجيش الآن فحصاً دقيقاً لكل عملية إطلاق لفهم ما حدث بشكل أفضل.

القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض الصواريخ الإيرانية(ا.ب.أ)

بالإضافة إلى التحديات التي يفرضها التصدي لإطلاق كميات كبيرة من الصواريخ الهجومية، اضطرت السفن الأميركية إلى التوجه إلى ميناء في البحر الأبيض المتوسط أو البحر الأحمر بعد إطلاق جميع صواريخها الاعتراضية، لأن البحرية لا تملك حتى الآن طريقة موثوقة لإعادة التحميل في البحر، ما قد يمثل مشكلة كبيرة للولايات المتحدة في حالة نشوب صراع محتمل مع الصين. ومع ذلك، تبقى المشكلة الكبرى في الكمية، وفي حال نشوب صراعات أخرى تحتاج الولايات المتحدة إلى أعداد هائلة من الصواريخ الاعتراضية الإضافية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات