يواصل نجم ريال مدريد الإسباني رودريجو جوس، جذب انتباه الأندية خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالي، وهذه المرة أبدى نادي مانشستر سيتي الإنجليزي اهتمامه باللاعب البرازيلي.
يبدو أن هناك مشروع جاد يقوده بيب جوارديولا، المدير الفني للفريق، من أجل العودة إلى منصات التتويج من جديد، بعد موسم سابق مخيب للآمال على جميع الأصعدة المحلية والقارية.
ربما يرى جوارديولا في الجناح البرازيلي الشاب القطعة التي قد تكمل لوحته التكتيكية الجديدة في مانشستر سيتي.
يأتي هذا السعي نحو رودريجو في وقت يشهد فيه هجوم مانشستر سيتي عملية إحلال وتجديد على نطاق ليس بالقليل، فالفريق يشهد عدة صفقات محتملة حاليًا، مثل إعارة جاك جريليش إلى إيفرتون، والرحيل المحتمل للبرازيلي سافينيو إلى توتنهام، بالإضافة إلى اقتراب جيمس ماكاتي من الانضمام إلى نوتنجهام فورست.
كل تلك الصفقات ستترك فراغاً تكتيكياً وتوفر ميزانية كبيرة لإعادة الشراء، فلم يعد الأمر مجرد رفاهية، بل أصبح ضرورة لتحديث الخيارات الهجومية، وصنع عمق في قائمة الفريق التي ستسعى بكل تأكيد للمنافسة على كل البطولات التي تشارك فيها.
أحد أهم الأسباب التي تجعل رودريجو صفقة مثالية للسيتي هو مرونته التكتيكية الفريدة، حيث يمكنه اللعب في جميع مراكز الخط الأمامي، كجناح أيمن وجناح أيسر ومهاجم صريح، ومهاجم ثانٍ. هذه القدرة على اللعب في مراكز متعددة بنفس الجودة العالية هي عملة نادرة وثمينة، خاصة في أسلوب لعب جوارديولا القائم على التدوير واللامركزية وتبادل المراكز بسلاسة أثناء المباراة.
لتقديم صورة واضحة عن القيمة الإضافية التي قد يجلبها رودريجو، لا بد من إجراء مقارنة رقمية بينه وبين الأجنحة الحالية في مانشستر سيتي: فيل فودين، جيريمي دوكو، وعمر مرموش، وذلك خلال موسم 2024-2025.
تكشف الأرقام عن عدم تفوق رودريجو بشكل كبير عن كل أجنحة مانشستر سيتي، لكن أرقامه ليست الأقل بين الجميع، مما يعني أنه سيقدم إضافة خاصة في أوقات المداورة على مدار الموسم، وربما عند تكيفه مع أسلوب لعب جوارديولا الذي يعتمد على الجماعية، يتأقلم ويتألق رودريجو بشكل أكبر، خاصة وأن الأسماء التي تمتلك أرقام وإحصائيات أعلى منه ليست بنفس القدر من النجومية والخبرات، لكن أسلوب لعب جوارديولا يزيد من فرص تكوين الخطورة لكل لاعب.
اقرأ ايضا: خاص لـ365Scores – ميتروفيتش يتفاوض رسميًا مع ناديين.. وجلسة الحسم خلال أيام
يمثل هذا الجدول تأثير كل لاعب في بناء الهجمات، وتشكيل الخطورة على المرمى بكل الطرق، وهنا نجد أن رودريجو يتميز وسط أجنحة مانشستر سيتي في الأفعال المؤدية لتسديد تحديدًا، وهو جانب مهم لا يتفوق فيه فريق جوارديولا دائمًا، بسبب التركيز الأكبر على التمريرات وخلق المساحات في دفاعات المنافس، مما يعني أن رودريجو سيضيف حلًا إضافيًا لأفكار جوارديولا.
كما يتفوق رودريجو في التمريرات التقدمية، مما يعزز من قوة أسلوب لعب المدير الفني الإسباني الذي يعتمد على التمريرات المتنوعة والكثيرة، حيث سيقدم رودريجو حلًا أكثر فعالية في التمرير، بدلًا من التمريرات الجانبية أو للخلف.
تؤكد هذه الأرقام أن رودريجو سيعزز من سلاح المراوغات الناجحة في فريق مانشستر سيتي، فبعد معدل مراوغات دوكو الناجح المرتفع، يأتي رودريجو في المركز الثاني، كما يتميز النجم البرازيلي بأعلى نسبة نجاح في المراوغات بين لاعبي مانشستر سيتي.
كذلك، فإن معدل لمس الكرة داخل منطقة الجزاء ليس بالقليل مقارنة بعمر مرموش وفيل فودين، لكن يتفوق فيه جيريمي دوكو.
المحصلة النهائية هي أن رودريجو سيضيف حلًا آخر للفريق يتمثل في المراوغات وكسر التكتلات الدفاعية بالمهارة الفردية.
أظهر التحليل أن سعي السيتي خلف رودريجو ليس مجرد تعويض لرحيل بعض اللاعبين، بل هو خطوة سديدة ومدروسة، مدفوعة بعاملين مهمين هما تهميش موهبة رودريجو في ريال مدريد، وحاجة مانشستر سيتي لتطوير هجومه وإضافة نوع أقوى من الخطورة.
بناءً على ما سبق، فإن دفع مبلغ يصل إلى 100 مليون يورو في رودريجو لا يبدو مبرراً فحسب، بل هو صفقة رابحة وفي محلها. رودريجو ليس مجرد بديل، بل هو ترقية كبيرة ونوع مميز جدًا من اللاعبين، وإضافة قوية على كل المستويات الفنية، كما يجلب معه خبرة الفوز بالبطولات، واللعب في الضغوطات الكبيرة.
سيمنح رودريجو جوارديولا مرونة تكتيكية كبرى، وسيشكل بذلك البطاقة الذهبية في الفريق، التي يمكنها أن تعمل في كل الظروف وتنفذ كل الأفكار بفعالية كبيرة، مما يجعل هجوم مانشستر سيتي أكثر رعباً، وأقل قابلية للتنبؤ، وأكثر قدرة على مواجهة أي تحدٍ.
رودريجو ليس مجرد صفقة، بل قد يكون بالفعل القطعة الناقصة التي ستعيد هجوم مانشستر سيتي إلى قوة مدمرة لا يمكن إيقافها مجددًا، مثلما كان يحدث في السنوات التي سبقت الموسم الماضي.
