صرّح زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بأن أيام الهواتف الذكية باتت معدودة، وأننا سنستبدلها يومًا ما بأجهزة أخرى مثل النظارات الذكية. وقال في سبتمبر الماضي: “أعتقد أننا سنصل في الثلاثينيات من هذا القرن إلى مرحلة ما يزال فيها الهاتف معك، لكنه سيبقى في جيبك أكثر، لأنك ستقوم بالكثير من المهام على نظارتك بدلًا من هاتفك”.
حتى Eddy Cue، نائب الرئيس الأول للخدمات في شركة آبل، صرّح آخرًا بأنه “قد لا تحتاج إلى هاتف آيفون بعد عشر سنوات”. ومع أن هذا قد يتحقق يومًا ما، فإن منتصف العقد القادم لا يبدو هو الموعد المرجح. فقد صرّح عدد من المحللين ومصنّعي الهواتف في مقابلات أجراها موقع Tom’s Guide، بأن الهواتف الذكية ستظل تؤدي دورًا محوريًا، خاصة في ربط مختلف التقنيات في حياتنا.
يقول Jeff Snow، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي وتجارب البرمجيات في الهواتف لدى موتورولا: “ستظل الهواتف الذكية في مركز التجربة، لكنها ستعمل مع الأجهزة القابلة للارتداء والأنظمة الأخرى المتصلة لتوفير تجارب سلسة وواعية بالسياق”.
ويضيف Avi Greengart، المحلل الرئيسي في “Techsponential“: “ستكون الهواتف مركزًا للأجهزة القابلة للارتداء والحوسبة المحيطة، أحيانًا توفر الاتصال، وأحيانًا أخرى تستخدم للحوسبة أو التخزين أو توفير الطاقة”.
شهدت السنوات الأخيرة قفزات كبيرة في الأداء وكفاءة استهلاك الطاقة بفضل المعالجات المتقدمة. ففي الوقت الحالي، أصبحت المعالجات تُصنّع بتقنية تبلغ 3 نانومتر، مع اقتراب اعتماد تقنية تصنيع تبلغ 2 نانومتر.
اقرأ ايضا: يوتيوب يودع صفحة “المتداول” هذا الشهر: ما الذى سيحدث؟
من ناحية التصميم، ازدادت أحجام الشاشات، مع ظهور الأجهزة القابلة للطي التي توفر شاشات واسعة مع الحفاظ على قابلية الحمل. ويتوقع Ross Young من (Counterpoint Research) استمرار تطور الشاشات القابلة للطي وربما ظهور شاشات قابلة للفّ إذا تمكنت الشركات من التغلب على التحديات المتعلقة بالمتانة واستهلاك الطاقة.
مع أن شبكات الجيل الخامس 5G ما تزال في طور الانتشار، يجري العمل في الوقت الحالي على تطوير شبكات الجيل السادس 6G، ومن المتوقع إطلاقها بحلول عام 2030. سيقدم الجيل الجديد سرعات أعلى، وسعة أكبر، وزمن استجابة أقل، مقارنة بالجيل الخامس؛ مما يفتح الباب لتطبيقات جديدة مثل: القيادة الذاتية.
يتفق خبراء الصناعة على أن الذكاء الاصطناعي سيكون المحرّك الأهم لتطور الهواتف في السنوات المقبلة، متجاوزًا مهام التحرير والترجمة إلى القيام بدور أساسي في إدارة حياتنا اليومية.
ويتوقع Arthur Lam مدير قسم الذكاء الاصطناعي ونظام تشغيل Oxygen OS في OnePlus أن يصبح الهات الذكي “المساعد الشخصي الأساسي” الذي يعرف عاداتك ويكمل المهام عبر تطبيقات وخدمات متعددة نيابة عنك.
وفي الوقت الحالي، تجسد مزايا Galaxy AI من سامسونج بداية هذا التوجه، مثل: مزية “Now Brief” التي تعرض مواعيدك والطقس وحال المرور، وتتكيف مع نشاطك بمرور الوقت لتقدم اقتراحات وخدمات قبل أن تطلبها.
حتى مع وجود احتماك كبير لظهور النظارات الذكية كبديل للهواتف، فإن الخبراء يرون أن الأمر سيستغرق عقدًا آخر على الأقل قبل أن تصبح بديلًا فعليًا، وستعمل في البداية كأجهزة مكمّلة. وفي الوقت نفسه، سيستمر انتشار الهواتف القابلة للطي، لكن تصميم الهاتف المستطيل التقليدي سيظل الأكثر شيوعًا عالميًا بسبب بساطته وتكلفته المنخفضة ومتانته.