الأحد, أغسطس 24, 2025
الرئيسيةالوطن العربيالسعوديةما سر «الهجرة العكسية» في الميركاتو السعودي الصيفي؟

ما سر «الهجرة العكسية» في الميركاتو السعودي الصيفي؟

يُعد قرار الاستغناء عن اللاعبين حقّاً مشروعاً للأندية، بسبب بحثها الدائم عن العنصر الأفضل، لكن أن تقوم بإعادتهم مرة أخرى مع دفع مبالغ إضافية على صفقة الانتقال، فهذا ما يُثير كثيراً من التساؤلات حول جوانب عدة، أهمها: هل أخطأت بعض الأندية في تقديراتها وتقييمها لمستويات لاعبيها، ومن ثم رأت وجوب تصحيح الخطأ واستعادة أولئك النجوم؟

وكان الميركاتو السعودي الصيفي قد شهد حالات من هذا النوع، رغم وجود خيارات أجنبية عدة، وكذلك الكثير من المواهب الصاعدة.

وعلى سبيل المثال، حسم النصر موقفه وقرر إعادة اللاعب عبد الله مادو إلى صفوفه من فريق الاتفاق، الذي اشترى عقده من النصر منذ قرابة عام وأعاده للتألق من جديد، ليكون من أكثر المدافعين السعوديين تميزاً؛ حيث سبق لـ«مادو» أن مثّل النصر في الفئات السنية.

‫ولم تكن عودة اللاعب صالح أبو الشامات إلى الأهلي عبر شراء عقده من نادي الخليج الحالة الأولى للاعب سعودي غادر ناديه الأصلي مجاناً وعاد إليه مقابل ملايين الريالات، لكن ذلك قد يحمل جانباً آخر، وهو مدى قدرة الأندية على الاحتفاظ بلاعبيها وتطويرهم، وإن تطلَّب الأمر إعارتهم دون الاستغناء عنهم بشكل نهائي ثم دفع مبالغ مالية لأطراف أخرى لاستعادتهم.‬‬‬‬

وكان صالح أبو الشامات وشقيقه محمد قد بدآ مشوارهما في كرة القدم عبر أكاديمية النادي الأهلي، قبل أن يتم الاستغناء عنهما وينتقلان شرقاً، وتحديداً إلى مدينة الخبر؛ حيث وقّعا للقادسية عام 2021 وشاركا في رحلة عودته لدوري المحترفين، لكن صالح لم يجد قبولاً من مدرب القادسية الإسباني غونزاليس بعد نهاية عقده، فيما جرى التمسك باللاعب محمد الذي نال أيضاً عدة عروض للرحيل عن القادسية، لكنه قرر التجديد والبقاء.

ولم يثبت صالح في فريق منذ رحيله عن القادسية؛ حيث أعير للتعاون، ثم جرى بيع عقده للخليج الذي عاد من خلاله للبروز ليعود للأهلي مقابل عرض مجزٍ.

ولا تقتصر أمثلة عودة اللاعبين السعوديين لأنديتهم مجدداً على نموذج عودة «صالح أبو الشامات» للأهلي، بل إن هناك نجوماً عادوا لأنديتهم السابقة التي استفادت مالياً من انتقالهم، وعادوا لها بالمجان، وآخرهم اللاعب ياسر الشهراني الذي عاد للقادسية بعد أن أمضى 13 عاماً في صفوف الهلال، الذي دفع من أجله أكثر من 17 مليون ريال في عام 2012؛ حيث لم يتنقل سوى بين هذين الناديين في مسيرته الكروية التي شارفت على النهاية، كون عقده الجديد مع القادسية يمتد حتى عام 2027، وسيكون خلالها مطالباً بجهود أكبر من أي وقت مضى من أجل رد الجميل لناديه الأصلي الذي بات حالياً منافساً قويّاً في كل البطولات المحلية.

وحظي الشهراني بحفاوة كبيرة بعد عودته، رغم الغياب الطويل عن النادي واقترابه من نهاية مسيرته، لكن الجميع يُكنّ له كل التقدير لكونه ظل طوال سنوات وجوده بشعار الهلال قريباً من نفوس القدساويين، خصوصاً في المباريات التي تجمع الفريقين. وسبقه للعودة إلى القادسية اللاعب علي هزازي، الذي انتقل للجار الاتفاق، وبقي عدة سنوات ليعود في الموسم قبل الماضي إلى ناديه الأصلي، وليجتمع اللاعبان هزازي والشهراني في صفوف القادسية في آخر مسيرتهما، كما حصل في بدايتها؛ حيث كانا في الفئات السنية معاً.

ولا يمكن القول إن القادسية أعاد اللاعبين بسبب ضعف إمكاناته المالية لجذب أسماء أفضل، كما الحال في بعض الأندية الأخرى، بل كانت القناعة الفنية بهما والرغبة في الاستفادة من خبراتهما الدافع الأساسي لهذه الخطوة.

نوصي بقراءة: أخضر الشابات يختتم مشواره الآسيوي بفوز معنوي على بوتان

الشهراني عاد إلى القادسية بعد سنوات من اللعب بشعار الهلال (نادي القادسية)

وفي الخليج، يُعد اللاعب عبد الله آل سالم مثالاً بارزاً لعودة اللاعبين إلى أنديتهم الأصلية بعد اكتساب الخبرات وتسخيرها لخدمة ناديه الأم؛ حيث قدّم أفضل مواسمه الكروية العام الماضي، وكان هدّاف فريقه، مما مكّنه من الانضمام إلى المنتخب السعودي، قبل أن ينتقل مؤخراً إلى القادسية في تجربة جديدة ضمن مسيرته الكروية.

وكان آل سالم قد بدأ من الخليج عبر الفئات السنية، ثم انتقل للاتفاق، وبعدها عاد للخليج، ومنه إلى الفيحاء ثم النصر، وبعده الاتفاق، وعاد للخليج وأبدع؛ حيث كسب النادي مالياً من انتقاله للاتفاق بالإعارة للمرة الأولى، ثم رحيله للفيحاء، قبل أن تقتصر إعادته للمرة الأخيرة على دفع مقدم عقد ورواتب دون التزام لأطراف أخرى من الأندية التي تنقّل بينها.

وبدوافع العاطفة لا تفضل شريحة واسعة من الجماهير عودة لاعب إلى النادي الذي تشجعه، لكن الحاجة الفنية قد تفرض نفسها في قيام الإدارات في الأندية بإعادة اللاعب مجدداً.

وفي نادي الفتح هناك أمثلة عديدة على بيع عقود لاعبين ثم إعادتهم مجاناً لدواعٍ فنية ومادية؛ حيث يبرز اسم اللاعب نوح الموسى الذي انتقل للأهلي بمبلغ مالي مجزٍ، وشارك عدة سنوات وعاد للفتح، قبل أن يتم الاستغناء عنه من جديد دون مكسب مالي لدواعٍ فنية.

وفي الموسم الماضي، عاد الحارس حبيب الوطيان لنادي الفتح من تجربة استمرت 5 سنوات، قضاها في نادي الهلال، الذي كسب من أجل استقطابه قرابة 15 مليون ريال في عام 2020.

ولم يدفع الفتح أي مقابل مالي لإعادة الحارس، إلا أنه لم يستفد منه حتى الآن بعد عودته، على أمل أن يكون ضمن طاقم حراس الفريق في الموسم المقبل؛ حيث إن عقده ممتد لعامين مقبلين.

ويجري الحديث عن وجود مساعٍ هلالية من أجل استعادة الحارس المخضرم عبد الله المعيوف، الذي ترعرع في النادي، إلا أنه تنقّل بين عدة أندية، وقد يعود للهلال في آخر مشواره لتغطية العجز الواضح في دكة البدلاء لفريقه في حراسة المرمى.

وخاض اللاعب حسين المقهوي تجارب عديدة، أبرزها إسهاماته مع الفتح في تحقيق أكبر المنجزات، لينتقل للأهلي ويشارك أيضاً في تحقيق منجزات، ويصل إلى المنتخب السعودي لكنه عاد مجدداً إلى ناديه الأصلي، «العدالة»، ثم رحل لإكمال مسيرته الكروية ولكن بعيداً عن الأضواء التي حظي بها، خصوصاً مع الأهلي.

وعاد عبد الرحمن العبود أكثر من مرة لناديه الاتفاق الذي باع عقده للاتحاد، لكن عودته كانت بنظام الإعارة، ولا يستبعد أن ينهي مسيرته الكروية في الاتفاق بعد نهاية عقده مع الاتحاد.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات