أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين من جمعية «انقطاع الطمث» الأميركية، أن معدل المشاكل الجنسية لدى النساء الأكبر سناً يُقارب المعدل نفسه لدى النساء في منتصف العمر، إلا أنهن أقل عرضة للإبلاغ عن معاناة جنسية على الرغم من استمرار مخاوفهن الجنسية لما بعد مرحلة منتصف العمر.
وتشير نتائج الدراسة التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «انقطاع الطمث (مينابوس)»، إلى أن النساء الأكبر سناً قد يشعرن بعدم الارتياح عند مناقشة المخاوف الجنسية أو يفتقرن إلى الوعي بالعلاجات الفعالة.
ويعتقد الباحثون أن عدم الشعور بالضيق المرتبط بذلك لدى فئة النساء الأكبر سناً قد يعكس قبولاً أكبر للتغيرات المرتبطة بالعمر أو توقعات أقل بشأن الوظيفة الجنسية لديهن.
ويتماشى هذا مع نتائج الأبحاث السابقة التي تُظهر أن الشيخوخة غالباً ما ترتبط بزيادة المرونة العاطفية والشعور بالرضا العاطفي بشكل عام.
تقول الدكتورة ستيفاني فوبيون، المديرة الطبية لجمعية انقطاع الطمث ومن مؤلفي الدراسة: «أظهرت نتائج الدراسة أنه على الرغم من أن النساء الأكبر سناً أبلغن عن خلل وظيفي جنسي بمعدلات مماثلة لنظيراتهن من النساء في منتصف العمر، فإنهن أبلغن عن ضائقة جنسية أقل بشأن مشاكلهن الجنسية».
وأضافت في بيان نُشر الأربعاء: «من المهم معالجة مشاكل الصحة الجنسية في أي عمر، وتسلط هذه الدراسة الضوء على ضرورة مواصلة فحص مشاكل الصحة الجنسية وإدارتها طوال عمر المرأة».
قد يهمك أيضًا: متى تصبح المروحة خطراً على صحة المسنّين؟
تشعر النساء الأكبر سناً بعدم الارتياح عند مناقشة المخاوف الجنسية
وتُعدّ مشاكل الصحة الجنسية شائعة، حيث تؤثر على 22 في المائة إلى 43 في المائة من النساء عالمياً. ويُعرّف الخلل الوظيفي الجنسي لدى النساء (FSD) بأنه اضطراب سريري مهم في الاستجابة الجنسية أو المتعة يستمر لمدة 6 أشهر على الأقل ويسبب ضائقة شخصية.
ووفق الدراسة، فقد أصبح البالغون الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر أسرع الفئات السكانية نمواً، ومع ذلك، فإن الصحة الجنسية للنساء الأكبر سناً غالباً لا تتم دراستها أو علاجها.
وعلى الرغم من تزايد عدد النساء الأكبر سناً، فإن البيانات المتعلقة بالصحة الجنسية والخلل الوظيفي الجنسي لدى النساء فوق سن 65 عاماً لا تزال نادرة. وتركز معظم الأبحاث على الفئات العمرية المتوسطة أو تجمع بيانات من الرجال والنساء.
لذا؛ سعت الدراسة الأخيرة التي شملت ما يقرب من 3500 امرأة نشطة جنسياً، إلى بحث مشاكل الصحة الجنسية، والوظيفة الجنسية، والضيق المرتبط بها لدى النساء النشطات جنسياً ممن تبلغ أعمارهن 65 عاماً فأكثر، ومقارنتها بمثيلاتها لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و64 عاماً.
ووجدت الدراسة، من بين أمور أخرى، أن النساء الأكبر سناً أقل عرضة للإبلاغ عن فقدان الرغبة الجنسية وانخفاض الإحساس بالأعضاء التناسلية. وعلى الرغم من أن النساء الأكبر سناً يعانين اضطراب الوظيفة الجنسية بمعدلات مماثلة لنساء منتصف العمر، فإنهن أبلغن عن وجود ضائقة جنسية بمعدلات أقل.
وتفيد الدراسة بأنه على الرغم من أن النشاط الجنسي يتراجع مع التقدم في السن، فإن الصحة الجنسية تبقى مهمة طوال الحياة ولا تتوقف مع نهاية سنوات الإنجاب، وفق نتائج دراسة صحة المرأة التي أجريت في جميع أنحاء البلاد (SWAN)، حيث أفادت أكثر من 75 في المائة من النساء في منتصف العمر بأهمية الجنس لهن. كما أظهرت دراسات أخرى مماثلة أن 37 في المائة من النساء فوق سن 65 عاماً منهن 10 في المائة فوق سن 85 عاماً ما زلن نشيطات جنسياً.