الثلاثاء, أغسطس 26, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةمناورات «النجم الساطع» تتجاوز التباينات المصرية - الأميركية بشأن «التهجير»

مناورات «النجم الساطع» تتجاوز التباينات المصرية – الأميركية بشأن «التهجير»

تقود الولايات المتحدة والقوات المسلحة المصرية بشكل مشترك، مناورة «النجم الساطع» العسكرية، التي تنطلق الخميس المقبل بقاعدة «محمد نجيب» العسكرية غرب مصر، بمشاركة 43 دولة، وأكثر من 8 آلاف مقاتل.

ويبرهن انتظام التدريب، الذي بدأ عام 1980، وعدّته واشنطن «امتداداً للشراكة الاستراتيجية» مع القاهرة، على فصل الطرفين بين التعاون الاستراتيجي المشترك، وتعقيدات الملفات السياسية المتعلقة بحرب غزة، خاصة مع رفض مصر مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير الفلسطينيين من غزة، وفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، وأشاروا إلى أن عدم إرجاء التدريب أو إلغائه، أسوة بمرات سابقة، يعكس رغبة الطرفين في التعاون.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي الفريق أول مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية في يوليو الماضي (موقع الرئاسة المصرية)

ونشرت صفحة المتحدث العسكري المصري، الثلاثاء، فيديو حول التدريب المصري – الأميركي، ووفقاً للمتحدث، فإن تدريب «النجم الساطع» 2025، سيكون في الفترة من 28 أغسطس (آب) وحتى 10 سبتمبر (أيلول) 2025، بمشاركة 43 دولة، 14 منها بصفة مشارك، بأكثر من 8 آلاف مقاتل، فضلاً عن 29 دولة بصفة مراقب.

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان عبر منصة «إكس» إن «القوات الأميركية ستنضم إلى القوات المصرية والدول المشاركة في مناورات النجم الساطع»، مضيفة أنها تمثل «امتداداً للشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة».

وتعد الشراكة بين مصر والولايات المتحدة «إحدى الركائز الرئيسية للاستقرار في الشرق الأوسط»، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، الذي قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «العلاقات ما زالت تتسم بالحيوية… علينا أن نعمل معاً ‏على تعميقها لأنه لا تزال هناك مساحة واسعة من التطوير في مجالات ‏جديدة قادرة على نقل شراكتنا إلى مستويات أعلى تحقق منفعة متبادلة».

وتنفصل تباينات الملفات السياسية عن طبيعة التعاون العسكري المستمر بين البلدين، كما يؤكد المستشار بالأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية، اللواء عادل العمدة.

ويوضح العمدة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «العلاقات العسكرية تبقى بمثابة حائط صد يمنع تدهور العلاقات السياسية، بل من الممكن أن تسهم في الارتقاء بها»، منوهاً إلى أن «التدريب المشترك فرصة لأن تتعرف مصر على أحدث الأنظمة العسكرية الأميركية واختيار ما يناسب احتياجات الجيش المصري للتعاقد عليه»، كما أن التدريب يعزز تطوير الكفاءة القتالية للدول المشاركة به، وتبقى لدى الولايات المتحدة رغبة في تسويق سلاحها وكذلك التعرف على أبرز التكتيكات القتالية المستحدثة.

تصفح أيضًا: الرئاسة السورية تعلن وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار في السويداء

ويرى العمدة أن حالة عدم الاستقرار التي يعانيها الإقليم تتطلب إجراء مزيد من المناورات الدولية، مضيفاً: «تدريب النجم الساطع يركز على مكافحة الإرهاب والتعامل مع العدائيات في مناطق صحراوية وأخرى قريبة من مناطق ساحلية».

تدريبات النجم الساطع عام 2023 (المتحدث العسكري)

وانطلقت تلك المناورات عقب توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وأصبحت حدثاً دورياً كل عامين منذ 1981، لكنها توقفت عام 1992 في أعقاب الغزو العراقي للكويت، كما توقفت مرة أخرى عام 2003 في ضوء ما سُمي «الحرب الأميركية على الإرهاب»، وكذلك توقفت لمدة 8 سنوات منذ عام 2009 وحتى عام 2017، لأسباب مختلفة، ومنذ عودة التدريبات، تتم بانتظام، باستثناء إرجائها عاماً واحداً بسبب انتشار فيروس «كورونا».

ويرى المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير عزت سعد، أن «مصر مهتمة بتعزيز التعاون مع أميركا في كل المجالات، كما أن البلدين يشتركان في وساطة مع قطر، لتهدئة الأوضاع في غزة».

وبشأن التباين بين البلدين فيما يتعلق برفض مصر مقترح ترمب لتهجير الغزيين، قال سعد لـ«الشرق الأوسط»، إن «ترمب عبّر عن وجهة نظره بشأن تهجير الفلسطينيين ورفضت مصر اقتراحه بشكل قاطع، وبذلت جهداً في وضع خطة متكاملة للتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع، وهي الخطة التي جرى اعتمادها عربياً وأيدتها دول حليفة للولايات المتحدة».

إنفوغراف لتدريبات النجم الساطع 2025 (المتحدث العسكري المصري)

ورغم الموقف المصري الرافض للمقترح، فإن مجالات التعاون المشترك، خاصة العسكري، لم تتوقف، حيث وافقت أميركا في يوليو (تموز) الماضي على بيع أنظمة دفاع جوي لمصر في صفقة تناهز قيمتها 5 مليارات دولار، وتتعلق بمنظومات «ناسامز»، وهي أنظمة صواريخ أرض – جو.

وتأتي التدريبات هذه المرة في وقت تخطط فيه إسرائيل لاحتلال كامل لقطاع غزة، المجاور لشبه جزيرة سيناء المصرية. ويرى الباحث في الشأن الأميركي، إيهاب عباس، أن العلاقات المصرية – الأميركية تتسم بالقوة رغم اختلافات وجهات النظر بشأن عدة قضايا، في الأغلب يبقى الأمر في إطار التباين دون الوصول للخلافات العميقة، وهو ما يسهل التوصل لتفاهمات وسط بين الطرفين.

وعدّ ذلك ينطبق أيضاً على قضية التهجير التي يمكن التوصل فيها لنقاط مشتركة، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن واشنطن قد تقدم مقترحات مغايرة بشأن التهجير عبر البحث عن توافقات أميركية عربية ومصرية، قد يكون الفلسطينيون أيضاً جزءاً منها، بمنح حرية الوجود في القطاع أو مغادرته.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات