انتقدت عدّة دول خطة الحكومة الإسرائيلية بشأن احتلال مدينة غزة، مع تحذيرات من تداعيات كارثية على المدنيين الفلسطينيين ومزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية.
وفي هذا الإطار، طالبت الحكومة البريطانية بقيادة رئيسها كير ستارمر “إسرائيل” بـ”إعادة النظر فوراً” في خطتها بشأن مدينة غزة، محذرة من أن الخطوة لن تسهم في إنهاء الصراع أو تأمين الإفراج عن الأسرى، بل ستزيد من إراقة الدماء وتعقيد الوضع.
وفي خطوة مماثلة، أعربت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونين عن قلقها البالغ إزاء “المجاعة الوشيكة” في غزة، معربة عن أملها في وقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى.
وقال وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، اليوم الجمعة، إن خطة “إسرائيل” لتكثيف العمليات في غزة “خطوة خاطئة”.
وأضاف في بيان على منصة “إكس” أنّ “الوضع الإنساني في غزة كارثي ويتطلب تحسيناً فورياً… ولا يسهم هذا القرار بأي حال من الأحوال في ذلك، ولن يساعد أيضاً على عودة الرهائن”.
وشدّد فيلدكامب على أنّ “موقف حكومة هولندا دائماً واضح وهو أن قطاع غزة للفلسطينيين”.
وعبرت وزيرة الخارجية الفنلندية، إيلينا فالتونين، عن “قلقها الشديد” إزاء قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصادقة على خطة للسيطرة على مدينة غزة، في توسيع للعمليات العسكرية، “رغم الانتقادات المتزايدة في الداخل والخارج للحرب المدمرة المستمرة منذ نحو عامين”.
تصفح أيضًا: مصر: سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أمننا المائي
وقالت فالتونين “نعتقد أنه من المهم جداً الآن أن نبقي على احتمالات حل الدولتين حية، على الرغم من أنه يبدو صعباً للغاية في هذه اللحظة”.
هذا ودعت وزارة الخارجية التركية المجتمع الدولي إلى منع تنفيذ الخطة واتخاذ قرارات ملزمة عبر مجلس الأمن الدولي، مشددة على أنّ على “إسرائيل” أن توقف فوراً خططها الحربية وأن توافق على وقف إطلاق النار.
كما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الجمعة، إن خطة “إسرائيل” ستتسبب في مزيد من “الوفيات” والمعاناة، داعياً إلى وقفها فوراً.
وأكد تورك معارضة الخطة لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبت بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق “حل الدولتين” وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وأضاف أن التصعيد سيؤدي إلى تهجير قسري ودمار وجرائم بشعة، مشدداً على ضرورة السماح بتدفق المساعدات الإنسانية وضرورة الإفراج الفوري عن الأسرى من دون شروط.
وفي سياق متصل، تحدث موقع “واللا”، الإسرائيلي، عن تداعيات “السيطرة” على مدينة غزة، بعد أن وافق “الكابينت” الأمني على هذه الخطة أمس.
وحذّرت مصادر أمنية إسرائيلية من أن “السيطرة” على المدينة من دون معالجة شاملة للبنية التحتية تحت الأرض، المليئة بالأنفاق والشبكات القتالية، قد تتحول إلى “فخ تكتيكي” يستنزف أعداداً كبيرة من القوات النظامية والاحتياط.