الثلاثاء, أغسطس 12, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةموسكو تستعد لاستقبال ويتكوف ولا ترى تصعيداً خطراً مع واشنطن

موسكو تستعد لاستقبال ويتكوف ولا ترى تصعيداً خطراً مع واشنطن

استبعد الكرملين، الاثنين، تفاقم الوضع بين روسيا والولايات المتحدة على خلفية تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حول تحريك غواصات نووية إلى مقربة من الحدود الروسية.

وأكد الناطق الرئاسي الروسي، ديمتري بيسكوف، أنه «لا يمكن الحديث عن أي تصعيد في العلاقات بين موسكو وواشنطن»، وأن الجميع يدرك أنه «لا رابح من أي مواجهة نووية».

وفي أول تعليق للرئاسة الروسية بعد مرور يومين على تصريحات نارية لترمب، حول العلاقة مع موسكو، وأمره بتحريك غواصتين نوويتين إلى «مواقع مناسبة» على مقربة من روسيا، بدا أن موسكو تتعامل بهدوء مع الوضع، ولا تتوقع تفاقماً للخلافات بين البلدين.

ولم يشر بيسكوف بأي كلمة لقرار تحريك الغواصتين النوويتين، لكنه تحدث بشكل عام عن التلويح بالاسلحة النووية، وقال إن الجميع يدرك أن هذا الموضوع «يجب التعامل معه بحذر شديد». وأوضح أن بلاده تنطلق من أنه «لا رابح في أي مواجهة نووية».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أحد لقاءاته بالكرملين الاثنين (رويترز)

وكان ترمب قال في وقت سابق، إن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة فيما يتعلق بالأسلحة النووية. وعلق بعنف على تصريحات أدلى بها نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري مدفيديف، قال فيها إن على واشنطن أن تتذكر «اليد الميتة» لروسيا، في تلويح بقدرات روسيا النووية، وتذكير بخطة حملت هذا الاسم، كان الاتحاد السوفياتي وضعها خلال عهد الرئيس رونالد ريغان، لمواجهة مشروع الدفاع الاستراتيجي الذي سمي في ذلك الحين «حرب النجوم».

وفي 2 أغسطس (آب) قال ترمب، معلقاً على تصريحات مدفيديف إن على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة للمواقف التي يبدأ فيها الحديث عن الأسلحة النووية.

ورأى ترمب أن إشارة مدفيديف الذي وصفه بأنه «الرئيس الفاشل» تتضمن تلويحاً باستخدام السلاح النووي، وقرر لذلك توجيه رسالة عملية لموسكو عبر نشر غواصتين نوويتين على مقربة من حدودها.

لكن الكرملين تعامل بهدوء مع هذا التحرك. ومع تجاهل الرد عملياً على نشر الغواصتين، حملت عبارات بيسكوف إشارة غير مباشرة إلى مخاطر التلويح بالسلاح النووي من أي طرف، عندما قال إن موسكو حذرة بشأن التصريحات المتعلقة بالقضايا النووية، و«تعتقد أنه يجب على الجميع توخي الحذر في هذا الموضوع».

وقال بيسكوف: «لا رابح في حرب نووية. لذلك، هذا هو المبدأ الرئيس الذي ننطلق منه».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين قرب الطائرة الرئاسية في بنسلفانيا الأحد (أ.ف.ب)

ورأى أن «من المستحيل الحديث عن أي تصعيد بين روسيا والولايات المتحدة… تجري مناقشة مواد معقدة وحساسة للغاية، والتي، بالطبع، ينظر إليها كثيرون بعاطفة شديدة».

تصفح أيضًا: باريس تستضيف الجمعة حواراً بين الحكومة السورية و«الإدارة الذاتية»

وفي إشارة إلى قناعة روسية بأن الحوار مع واشنطن متواصل ويعمل بشكل طبيعي، قال بيسكوف إن الكرملين لا يستبعد إمكانية عقد لقاء بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، هذا الأسبوع.

وفي وقت سابق، كان ترمب قد قال بأن المبعوث الأميركي سيزور روسيا يوم الأربعاء أو الخميس.

اللافت هنا، أن موسكو كانت تنتظر زيارة ويتكوف خلال عطلة نهاية الأسبوع المنقضية، لكن بدا أن السجال الحاصل دفع إلى تأخير الزيارة. ولم يستبعد خبراء مقربون من الكرملين أن يكون إرجاء موعد الزيارة مرتبطاً أيضاً بالرسائل التي وجهها بوتين نهاية الأسبوع الماضي إلى الغرب.

وكان بوتين قد قال خلال اجتماع مع الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، إن من أجل حل النزاع الأوكراني سلمياً، لا يمكن الحديث عن مهل زمنية محددة، و«لا بد من محادثات مفصلة مغلقة وهادئة تجري بعيداً عن القيود الزمنية، وتهدف إلى إقامة سلام دائم يضمن مصالح كل الأطراف».

وكرر بوتين خلال حديثه التأكيد على أن بلاده «بلورت منذ وقت طويل الشروط اللازمة لتحقيق السلام».

الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف الذي ذكّر واشنطن بـ«اليد الميتة» لروسيا (رويترز)

وزاد بأن «شروط روسيا بشأن القضية الأوكرانية، التي أُعلنت في صيف عام 2024، لا تزال دون تغيير». وأوضح أنه «إذا رأت كييف أنه لا داعي بعد للتعامل مع موسكو، فيمكن لروسيا الانتظار». كما شدّد على ضرورة «إرساء سلام دائم في أوكرانيا، من دون أي حدود أو قيود زمنية».

في الأسبوع الماضي، أعلن ترمب أنه سيُقلص مهلة الـ٥٠ يوماً، التي حددها سابقاً للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا إلى عشرة أيام. وفي حال فشل المفاوضات، وعد بفرض رسوم جمركية أو عقوبات أو «إجراءات أخرى». في الوقت نفسه، أقرّ الرئيس الأميركي بعدم تأكده من فاعلية هذه القيود.

في المقابل شدّد الكرملين الاثنين على أن روسيا «لا تزال ملتزمة بفكرة أن التسوية السياسية والدبلوماسية في أوكرانيا هي الأفضل».

وقال بيسكوف في إفادته الصحافية اليومية إن جهود الولايات المتحدة للتوسط في أوكرانيا مهمة، بما في ذلك في سياق المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف.

وأكد أن «هذا العمل مستمر». موضحاً: «الحوار بين موسكو وواشنطن مستمر، والولايات المتحدة تواصل جهودها للتوسط في أوكرانيا».

وفي السياق ذاته، قال الناطق الرئاسي إن بوتين «لا يستبعد إمكانية عقد لقاء مع (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي بعد إنجاز العمل اللازم على مستوى الخبراء».

وصرح بيسكوف للصحافيين، رداً على سؤال الصحافيين حول إمكانية عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي الآن وما إذا كانت الأعمال التحضيرية قد اكتملت: «أود أن أذكركم بأن الرئيس نفسه لا يستبعد دائماً إمكانية عقد مثل هذا اللقاء. بعد إنجاز الجزء اللازم من العمل على مستوى الخبراء وقطع المسافة اللازمة».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات