نجا معمر الضاوي، آمر ما تُعرف بـ«الكتيبة 55 مشاة»، والمتحالف مع عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، من محاولة اغتيال فجر الأحد في معركة شهدتها ورشفانة جنوب غربي طرابلس، خلّفت 12 قتيلاً من المهاجمين على الأقل.
وعاد التوتر إلى ورشفانة مجدداً بعد أحداث دامية شهدتها المدينة في 28 يوليو (تموز) الماضي، أسفرت عن مقتل رمزي اللفع، آمر «السرية الثالثة» التابعة لـحكومة «الوحدة»، وخمسة آخرين بينهم اثنان من أشقائه.
رمزي اللفع قبل أيام من مقتله (صفحات في ورشفانة موالية له)
ووفق شهود عيان والمتحدث باسم «الكتيبة 55 مشاة»، اندلعت الاشتباكات فجر الأحد بعدما هاجم مسلحون، لم يُكشف عنهم، عناصر الكتيبة بمنطقة المعمورة في ورشفانة القريبة من الزاوية، وانتهت بمقتل 12 منهم في أجواء نشرت التوتر بالمدينة والمخاوف من تصعيد القتال.
وسارعت أطراف موالية للضاوي إلى توجيه الاتهامات إلى حسن أبو زريبة، آمر جهاز «دعم الاستقرار» التابع للمجلس الرئاسي، الذي سبق لحكومة «الوحدة» تصفية آمره السابق عبد الغني الككلي الشهير بـ«غنيوة».
ورغم فشل محاولة اغتيال الضاوي، صاحب النفوذ الأقوى في ورشفانة، فإن العملية تعدّ فصلاً جديداً من صراع الميليشيات وقادة المجموعات المسلحة في ورشفانة والزاوية اللتين تفصلهما مسافة تقارب 30 كيلومتراً، فضلاً عن أنها تفتح باباً جديداً للتوتر بغرب ليبيا.
ولم ينفِ جهاز «دعم الاستقرار» أو يؤكد الاتهامات الموجهة لـ«أبو زريبة»، لكنّ مقرّبين من الأخير نفوا جملة وتفصيلاً أي علاقة له بهذه الأحداث، فيما ربط متابعون بين محاولة اغتيال الضاوي وتصفية اللفع.
قد يهمك أيضًا: رؤساء جمهورية وحكومة سابقون قلقون من موقف «حزب الله»
وعقّب الإعلامي الليبي خليل الحاسي على الواقعة قائلاً: «نهار ثقيل على ورشفانة وضواحيها بعد فشل محاولة الاغتيال»، متابعاً عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي: «يبدو أن دائرة الاتهام الآن واسعة كالبحر في نظر الضاوي؛ تثبت تصفية غنيوة ولعبة المربعات الأمنية الجديدة أنه لا أحد سيكون منيعاً من الاستهداف».
وباتت ورشفانة بعد مقتل اللفع تحت سيطرة كاملة دون منازع للضاوي المتحالف مع حكومة الدبيبة. وقُتل اللفع إثر اشتباكات دامية اندلعت بين أفراد من عائلتي اللفع والدليو في ورشفانة، وهم أبناء عمومة، في أجواء تجاهلتها السلطات الأمنية في العاصمة طرابلس.
وفيما لم تكشف «الكتيبة 55 مشاة» عن انتماءات المهاجمين المتورطين في محاولة الاغتيال، تحدث مقربون منها عن أن بينهم «عناصر أفريقية».
ولم تعلق السلطات الأمنية في غرب ليبيا على هذه الأحداث.
جانب من القوات التي تفصل بين المتقاتلين في طرابلس (شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب)
ومنذ مقتل الككلي في عملية وصفتها حكومة «الوحدة» بأنها «كانت دقيقة»، والأحداث تتصاعد في العاصمة، لا سيما بعدما تعهد الدبيبة بتفكيك الميليشيات المسلحة في طرابلس، وقال إن «زمنها قد انتهى».
ومنذ توقف الاقتتال الذي شهدته طرابلس منتصف مايو (أيار) الماضي، تعيش العاصمة حالة مخاوف دائمة من عودة وشيكة للاقتتال، بينما تواصل سبع كتائب وألوية مسلحة المشاركة في فصل المتقاتلين عبر نقاط تماس تم الاتفاق عليها وسط طرابلس.