الأحد, يوليو 27, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةنسبة المشاركة... التحدي الأبرز في انتخابات «الشيوخ» المصري

نسبة المشاركة… التحدي الأبرز في انتخابات «الشيوخ» المصري

تمثل نسبة المشاركة في انتخابات «مجلس الشيوخ» المقبلة في مصر، التحدي الأبرز، في ظل حضور ضعيف في الانتخابات السابقة للمجلس ذاته، فضلاً عن عوامل اقتصادية وسياسية يرى مراقبون أنها سيكون لها تأثير إضافي، وهو ما جعل أحزاب مشاركة في الانتخابات تطلق حملات واسعة لحض المواطنين على المشاركة، إلى جانب حملات رسمية من الهيئة الوطنية للانتخابات وبعض المؤسسات.

ويبدأ التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ للمصريين المقيمين في الخارج يومي 1 و2 أغسطس (آب) المقبل، على أن تنطلق الانتخابات في الداخل يومي 4 و5 من الشهر نفسه.

ودعت «الهيئة الوطنية» المشرفة على الانتخابات، الناخبين إلى المشاركة، مطلقة حملة تضم عدداً من المقاطع التوعوية تحت عنوان «شارك صوتك هيوصل»، لدعوة المواطنين إلى التعامل بإيجابية مع الاستحقاق الدستوري.

جلسة سابقة لـ«مجلس الشيوخ» المصري (مجلس الشيوخ)

ويحق لنحو 68 مليون ناخب، التصويت في الانتخابات المقبلة، بزيادة تقدر بنحو مليون ناخب عما كانت عليه في انتخابات الرئاسية الماضية 2023، التي تجاوز فيها عدد الناخبين 67 مليون ناخب.

وركزت المؤتمرات الانتخابية للأحزاب المشاركة، وفي مقدمتها المؤتمرات الضخمة التي نظمها حزبا «مستقبل وطن» و«الجبهة الوطنية»، على دعوة المواطنين إلى المشاركة، مستدعين المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، ما يجعل المشاركة «واجباً وطنياً».

لكن ذلك لا يمنع القلق من تراجع نسب المشاركة، التي يتوقعها البعض بأقل مما كانت عليه في انتخابات «مجلس الشيوخ» الماضية عام 2020، عندما بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 14 في المائة.

يقول النائب عن الحزب «المصري الديمقراطي» إيهاب منصور، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا يتوقع أن تكون نسب الإقبال كبيرة في ظل الأجواء السياسية التي تغيب فيها المنافسة إلى حد ما في هذه الانتخابات، بالإضافة إلى دور مجلس الشيوخ الاستشاري، ما يجعل الناخب يعتقد عدم أهميته، رغم أن ذلك ليس صحيحاً، فالمجلس يلعب دوراً مهماً في الحياة السياسية».

مؤتمر انتخابي لحزب «الجبهة الوطنية» (حزب الجبهة)

ويتكون «مجلس الشيوخ» من 300 عضو، يختار الرئيس 100 منهم بنظام التعيين، على أن ينتخب المواطنون الـ200 الآخرين، نصفهم بنظام القائمة المطلقة، والنصف الآخر بالنظام الفردي. ولم تتقدم لخوض الانتخابات سوى قائمة واحدة، «القائمة الوطنية من أجل مصر»، التي تضم 13 حزباً يتزعمها حزب «مستقبل وطن»، ما يعني فوز أعضائها بالتزكية.

ويعد «الحزب المصري الديمقراطي» أحد الأحزاب المشاركة في انتخابات «مجلس الشيوخ» عبر القائمة الموحدة، وحصل على 5 مقاعد فيها، بالإضافة إلى منافسته على بعض المقاعد الفردية. يضيف منصور: «توقعات انخفاض المشاركة يعود أيضاً إلى غياب المرشحين عن الشارع، وعدم وجودهم بصورة فاعلة وسط الجماهير».

ويتنافس 424 مرشحاً في الانتخابات المقبلة على 100 مقعد بالنظام الفردي، بعدما انسحب 4 مرشحين فقط، قبل غلق باب التنازل في 20 يوليو (تموز) الحالي.

نوصي بقراءة: الفرنسي لموشي يوافق على تدريب «الدرعية»

مصريون يتسوقون في إحدى أسواق منطقة السيدة زينب بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وكان لافتاً حضور أعداد جماهيرية كبيرة لمؤتمرات بعض الأحزاب لدعم مرشحيها، وصل بعضها لـ25 ألف مشارك، لكن منصور يرى أن «المؤتمرات مهما كثر عدد الحضور فيها، لا تعد مرآة لحجم المشاركة».

وأطلق حزب «الجبهة الوطنية» أغنية، تذاع بشكل مكثف عبر التليفزيون الرسمي، والقنوات الفضائية والراديو، باسم «انزل شارك»، كما أطلقت «تنسيقية شباب الأحزاب» (كيان سياسي تأسس في 2018) حملة توعية جماهيرية تحت عنوان «شارك وخليك إيجابي». والتنسيقية واحدة من القوى المشاركة في «القائمة الموحدة».

وتهدف الحملة إلى «تعزيز الوعي العام بأهمية (مجلس الشيوخ) ودوره الدستوري، وتشجيع المواطنين، لا سيما الشباب، على ممارسة حقهم الدستوري في الانتخاب والمشاركة الإيجابية في صياغة مستقبل الوطن»، وفق بيان للتنسيقية. كما أطلقت أغنية دعائية للمشاركة.

بدوره، أطلق المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، فيلماً توعوياً قصيراً بعنوان «صوتك حقك»، ضمن حملته الخاصة بتشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة على المشاركة في الانتخابات المقبلة، وأتاحته بلغة الإشارة، وفق بيان للمجلس، السبت.

وقالت المشرفة العامة على المجلس، إيمان كريم، إن «المشاركة في الانتخابات ليست فقط حقاً، بل واجباً وطنياً، صوت كل مواطن مهما كانت تحدياته له وزنه وأثره في رسم ملامح المستقبل».

ويقلل أستاذ علم الاجتماع السياسي، سعيد صادق، من أثر هذه الحملات على دفع المواطنين للمشاركة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمواطن تجعله يمر بحالة من اللامبالاة السياسية، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة، التي لن تكون عاملاً مساعداً في الإقبال، خصوصاً مع قضاء أسر هذه الأوقات في المصايف».

وأضاف: «يأتي جنباً إلى جنب مع عوامل سياسية، في مقدمتها عدم شعور المواطن بأهمية (مجلس الشيوخ) أو أثره في حياته، خصوصاً أنه سبق وألغي في دستور 2014، ثم عاد بتعديل في 2019، فيراه البعض بمثابة مكافئة لمن يدخله، وامتداد للأجهزة التنفيذية، إذ يختار الرئيس 100 من أعضائه».

مؤتمر لحزب «مستقبل وطن» للدعاية لمرشحيه في انتخابات «مجلس الشيوخ» (حزب مستقبل وطن)

لكن الكاتبة الصحافية والعضوة المؤسسة لحزب «الجبهة الوطنية»، فريدة الشوباشي، ترى أن «المشاركة ستكون كبيرة، لإدراك المواطن بمسؤوليته في هذا التوقيت الصعب في ظل الأوضاع الإقليمية المحيطة، التي تُشعر المواطن بالخطر على بلاده».

وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إنها «متفائلة» بشأن نسب المشاركة، خصوصاً مع حملات الدعاية النشطة في الشارع، التي «يتاح فيها التمثيل للجميع دون استئثار حزب بالمشهد».

ويغلق باب الدعاية الانتخابية في 31 يوليو الحالي، عشية انطلاق انتخابات الخارج. وبدأت فترة الدعاية يوم 18 الحالي.

ودعت الشوباشي الإعلام إلى «ممارسة دوره في التوعية» خصوصاً في ظل «الحرب الإلكترونية التي تواجهها الدولة»، قائلة: «على المواطن المصري أن يستشعر بالمسؤولية 10 أضعاف أي وقت سبق، وينزل للتصويت في الانتخابات».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات