تحدث الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، جيرمي كوربين، إلى الميادين، عن الحزب الذي أسسه، رفقة العضوة في البرلمان، زارا سلطانة، والذي سُميّ مؤقتاً بـ”حزبكم” (Your Party)، وسيطلَق مؤتمره التأسيسي في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وفي حديثه ضمن برنامج “اذهب أعمق”، أكد كوربين أنّ عناوين الحزب تقوم على السلام وعدم تسليح “إسرائيل”، “أي العدالة الاجتماعية وعدم التصفيق للإبادة الجماعية”، وأنّ ما يؤمن به هو “حقوق الإنسان والعدالة في كل أنحاء العالم لا في بريطانيا وحدها”.
وأكد كوربين أنّ “الأهم هو تطوير استراتيجية قائمة على العدالة والسلام في العالم، لا بيع السلاح لترويج مزيد من الحروب”، موضحاً أنّ هدف الحزب هو “إعادة توزيع السلطة والثروة في المجتمع، ما يعني أنّ استراتيجيته الاقتصادية ستكون مختلفةً للغاية”.
كما قال إنّ هذا الحزب الجديد، القائم على مبادئ اشتراكية، “ليس حزبه، بل حزب الناس”. وعبّر كوربين عن رؤية “Your Party” عبر تأكيده أنّ “السياسة القائمة على المجتمع هي الطريق نحو الأمام”.
وأضاف، في هذا السياق، أنّه “يجب فهم هيكل المجتمع، كما فعل كارل ماركس، والقيام بتطوير طريقة تحوّل مجتمعية”، متابعاً: “لا نريد جيلاً يقوم على المنافسة، بل على التعاون بين الشعوب”.
كوربين أكد للميادين أيضاً أنّ “Your Party” ينمو بسرعة، موضحاً أنّ هناك في بريطانيا “أعداداً كبيرةً ممن يملكون نظرةً راديكاليةً للسياسة، ويريدون أن يجري العمل بطريقة مختلفة”.
كما كشف أنّ أكثر من 200 ألف شخص غادروا حزب العمال، بحيث انضمّ كثيرون منهم إلى “Your Party”. وسجّل 800 ألف شخص أسماءهم للانتساب إليه، قبل فتح باب العضوية في الحزب الجديد.
وأردف قائلاً: “سنكون قوةً متضامنةً مع المجتمع، وهناك عدد كبير من المجالس المستقلة تم انتخابها، وسيكون العدد أكبر في العام المقبل”.
ولدى حديثه عن الحزب الذي تزعّمه سابقاً، قال كوربين إنّ السيطرة والتحكم البيروقراطيين داخل حزب العمال البريطاني “لا يجذبان الجمهور، وهما خطيران للغاية”.
قد يهمك أيضًا: مكتب التحقيقات الفيدرالي يداهم منزل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون
وفي حين أراد كوربين أن يكون حزب العمال “مختلفاً” عما هو عليه، “لم ترغب البيروقراطية والسلطات ضمن الحزب بذلك، فجرى إقصاؤه”، كما قال للميادين.
في سياق متصل، تطرّق كوربين إلى اتهامه بـ”معاداة السامية”، مؤكداً عدم صحة هذا الاتهام، وأنّ الهدف منه “كان مهاجمة المشروع السياسي الذي كان يمثّله”.
وأضاف: “لن أعتذر لأنّني فعلاً دافعت عن المبادئ وعن العدالة الاجتماعية”.
إلى جانب ذلك، تناول كوربين خلال حديثه إلى الميادين حرب الإبادة الإسرائيلية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وبشأن دور بريطانيا في الإبادة، أكد كوربين أنّ المملكة المتحدة “سمحت لقواعدها بأن تكون منصةً للمراقبة لإسرائيل”.
وشدّد كوربين على أنّ الحرب على غزة، والتجويع وقتل الأطفال، “عار على الإنسانية والبشرية”، مؤكداً الحاجة إلى وقف إطلاق نار فوري.
وحثّ أيضاً على “القيام بكل شيء للضغط من أجل الانسحاب الإسرائيلي من غزة والضفة الغربية”، معتبراً الاعتراف بدولة فلسطين “إنجازاً سياسياً وخطوة إلى الأمام، لكن يجب إنهاء الاحتلال أولاً، وقيام الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره”.
وتابع: “آمل أن نرى اعتذاراً بسبب طريقة تنفيذ وعد بلفور.. وعندما نكتب تاريخ القرن الـ21، فإنّه سيكون قاسياً للسياسيين الذين استمروا في بيع السلاح لإسرائيل”.
إضافةً إلى ذلك، أعرب كوربين عن دعمه معاهدة عدم الانتشار النووي، حاثاً على “تخليص العالم من الأسلحة النووية”، بحيث حذّر من أنّ انفجاراً نووياً واحداً “سيؤدي إلى شتاء نووي، وإلى فقدان الحياة والبيئة على الكوكب”.
شاهدوا الحلقة الكاملة من برنامج “اذهب أعمق”، مع جيريمي كوربين.. “من قيادة حزب العمال البريطاني إلى حزبكم”، عبر “يوتيوب”