في عالم كرة القدم؛ عُرف عن الساحرة المستديرة، أنها لغة عالمية يفهمها الجميع بلا ترجمة، حيث لا تعتبر مجرد لعبة تُمارس فوق العشب الأخضر، بل تحولت إلى حالة إنسانية وفنية في آن واحد، يقصها عليكم موقع 365Scores.
لأن الفن له دورًا يُمثل الحياة على أرض الواقع، كان من الطبيعي أن تصبح كرة القدم مصدر إلهامًا للسينما والأدب، والذي من شأنه أن يجعل المباريات تتحول إلى مشاهد، واللاعبون إلى أبطال روايات، والملاعب إلى مسارح تُروى فوقها حكايات تخطت تمامًا مجرد حاجز المستطيل الأخضر.
ومن هنا وُلدت أعمالٌ سينمائية جسدت سحر اللعبة وأحلام عشاقها، من بينها فيلم “العالمي” الذي حمل توقيع يوسف الشريف، وجعل من قصة لاعب كرة قدم مصري رحلة فنية إنسانية ظل صداها حاضرًا حتى اليوم.
بعد أكثر من خمسة عشر عامًا من الغياب، من الواضح أن الفنان الشهير يوسف الشريف، قرر العودة إلى صفوف السينما مرة آخرى، عن طريق الفيلم الأبرز في مسيرته التاريخية “العالمي”، والذي جسد معنى الطموح والمعافرة مع ظروف الحياة الصعبة.
الفيلم حكى عن قصة ظروف شاب مصري -عادةً- ما يمر بها غالبية الشباب في بداية أعمارهم، حيث تتضارب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية مع الطموحات والأحلام التي قد تتخطى حاجز الواقع المرير.
مالك الخليلي.. أو يوسف الشريف؛ فيلمًا كتبه ياسين كامل وأخرجه أحمد مدحت، لم يكن مجرد قصة عن لاعب كرة قدم يسعى للاحتراف، بل حمل مزيجًا من الدراما الإنسانية والروح الرياضية.
قد يهمك أيضًا: كل ما تريد معرفته عن قرعة دوري أبطال آسيا للنخبة 2026
جسد يوسف الشريف شخصية مالك الخليلي، لاعب شاب يرفض والده دخوله عالم كرة القدم ويطالبه بالتركيز في مستقبله الدراسي، لكنه يصر على مطاردة حلمه المستحي، تنقله القصة من نادي محلي صغير إلى الأهلي ثم المنتخب المصري، قبل أن يبلغ ذروة حلمه باللعب في فالنسيا الإسباني.
رغم ما تحمله الرحلة من مجدٍ، فإن الفيلم لم يتوقف عند النجاح فقط، بل غاص في مآسي البطل: وفاة شقيقته التوأم ملك في حادث مأساوي، الحادث المروري الذي يدخل على إثره في غيبوبة طويلة، وصراعه الداخلي بين الانكسار والعودة، وهو ما أضفى عليه قيمة أبعد من مجرد فيلم رياضي.
في السياق ذاته؛ شارك النجم المصري جمهوره مقطع فيديو مثير عبر حسابه الرسمي على “إنستجرام”، ظهر فيه وهو يتجول داخل ملعب ميستايا الخاص بنادي فالنسيا، حيث وُلدت في مخيلة الجمهور قصة فيلمه الشهير “العالمي” عام 2009.
الفيديو لم يكن عابرًا، فقد كُتب عليه تعليق باللغة الإنجليزية يقول: “إذا افتقدت مالك الخليلي، فالقصة لم تنتهِ بعد”، في إشارة مباشرة إلى شخصية بطل الفيلم، كما نشر حساب الدوري الإسباني بالعربية الفيديو نفسه مع تعليق باللهجة المصرية: “الحكاية مكمّلة”.
كما انضم الحساب الرسمي لنادي فالنسيا على منصة “إكس” إلى الأجواء، مؤكدًا حضوره بجملة لافتة: “العالمي لدينا لا خوف علينا”.
التساؤلات في الوقت الحالي مطروحة بين الجماهير، هل يكون هناك جزء ثانٍ من العالمي؟ حتى اللحظة، لا يوجد إعلان رسمي عن إنتاجه، بعض المتابعين ربطوا المشهد بمشروع يوسف الشريف السينمائي القادم “ديربي الموت”، الذي يجري تصويره حاليًا بين السعودية وأوروبا والقاهرة؛ بينما يرى آخرون أن كل هذه التلميحات المقصودة لا يمكن أن تكون مجرد صدفة، خاصة مع مشاركة حسابات “لا ليجا” و”فالنسيا” في الترويج للفيديو.
في النهاية، عودة يوسف الشريف إلى نفس المكان الذي ارتبط بذاكرة الجمهور، يبدو أن هناك رغبة حقيقية في إعادة فتح الملف، وربما كتابة فصل جديد من القصة التي “لم تنتهِ” بالفعل.