الإثنين, يوليو 21, 2025
spot_img
الرئيسيةالصحة واللياقة البدنيةالمُحليات منخفضة السعرات ربما تكون غير صحية للأطفال والشبّان

المُحليات منخفضة السعرات ربما تكون غير صحية للأطفال والشبّان

كشفت دراسة حديثة أجرتها المجلة الأوروبية للتغذية «European Journal of Nutrition» على أطفال المملكة المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عاماً، ونُشرت في نهاية شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي، عن احتمالية أن يؤدي الإفراط في تناول المُحليات «sweeteners» منخفضة السعرات الحرارية إلى ظهور مشكلات صحية على المدى الطويل، لأنها تسهم في اتباع عادات غذائية سيئة على الرغم من انخفاض السعرات الحرارية فيها بالفعل.

تناول مضاعف للسكر

أوضح الباحثون أن الإفراط في تناول السكر الحر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويطلَق مصطلح السكر الحر «free sugar» على جميع السكريات التي تضاف للمنتجات المختلفة، سواء المشروبات مثل عصائر الفاكهة بما فيها السكريات الموجودة بشكل طبيعي، أم الأطعمة الأخرى مثل المعجنات والآيس كريم.

وحسب دراسة سابقة، يستهلك أطفال المملكة المتحدة نحو 12 في المائة من إجمالي السعرات من السكريات الحرة، وهو ما يُقارب ضعف التوصيات الطبية في المملكة ومنظمة الصحة العالمية البالغة 5 في المائة فقط.

على الرغم من أن التجارب العشوائية أشارت إلى فوائد على المدى القصير لاستبدال المشروبات التي تحتوي على السكريات الصناعية بالبدائل منخفضة السعرات مثل الأسبارتام والسكرين في البالغين الذين يعانون من السمنة، فإن الدراسات الطولية أظهرت نتائج متناقضة، وربطت بين استخدامها بإفراط وزيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأكد الباحثون أن الآلية التي تربط زيادة استهلاك المُحليات منخفضة السعرات بالتعرض لخطر الإصابة بأمراض القلب لا تزال غير مفهومة تماماً. ولكن ربما يُسبب الإفراط في تناولها – لأنها تُعطي إحساساً بالأمان نظراً لانخفاض سعراتها – في مرحلة مبكرة من الحياة تغييراً في الاستجابة الفسيولوجية الطبيعية لمذاق السكر، ويؤثر في تنظيم الشهية في أثناء النمو؛ ما يسبب خللاً في التوازن الميكروبي المعوي، ويُسبب الالتهابات المختلفة التي تنعكس سلباً على الصحة لاحقاً.

أجرى الباحثون الدراسة على 6 آلاف طفل تقريباً في المملكة المتحدة بمتوسط عمر عشر سنوات. وكانت نسبة الذكور أقل من نصف العينة قليلاً، ومعظمهم سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً من ذوي البشرة البيضاء، وكان مؤشر كتلة الجسم للمشاركين نحو 65 في المائة (طبيعي تقريباً)، وكان ثلث العينة تقريباً من الأسر ذات الدخل المنخفض.

قد يهمك أيضًا: روبوتات بحجم ذرة غبار قد تعالج التهابات الجيوب الأنفية

تم جمع بيانات من المسح الوطني للحمية والتغذية في المملكة المتحدة (NDNS) في الفترة بين عامي 2008 و2019، ثم بعد ذلك قام الباحثون بتصنيف 140 منتجاً بوصفها مُحليات منخفضة السعرات، وقارنوا بين استخدام الأطفال والمراهقين لهذه النوعية من المحليات وإجمالي كمية الطعام والمشروبات التي تم استهلاكها.

حسب الاستهلاك اليومي للمُحليات منخفضة الطاقة، تم توزيع المشاركين على 4 مجموعات، حيث تشمل المجموعة الأولى الذين لا يقومون بتناول هذه المنتجات على الإطلاق (مجموعة ضابطة)، والمجموعة الثانية تشمل الذين يتناولون هذه المنتجات بمعدل منخفض، والمجموعة الثالثة تشمل الذين يتناولون هذه المنتجات بمعدل متوسط، والمجموعة الأخيرة تشمل الذين يتناولون هذه المنتجات بمعدل مرتفع.

في الفترة بين عامي 2008 و2009، قامت نسبة من المشاركين بلغت 70 في المائة باستخدام المُحليات منخفضة السعرات الحرارية بمتوسط استهلاك يومي بلغ 256 غراماً تقريباً. وطوال الفترة الباقية من الدراسة لم يلاحظ الباحثون أي تغيرات تُذْكر على معدل تناول هذه المنتجات، ولكن استوقف العلماء أن الفترة بين عامي 2008 و2009 شهدت انخفاضاً تدريجياً في شرب الماء مع زيادة معدلات استهلاك المنتجات منخفضة السعرات.

التأثير في النظام الغذائي

أظهرت النتيجة حدوث تراجع سنوي لإجمالي الطاقة التي تم الحصول عليها من السعرات الحرارية في المجموعتين الثانية (أصحاب المعدلات المنخفضة)، والرابعة (أصحاب المعدلات المرتفعة) مقارنة بالمجموعة التي لم تستخدم هذه المنتجات على الإطلاق.

والجدير بالذكر أن جميع المجموعات التي استخدمت المُحليات منخفضة السعرات بمختلف معدلات تناوُلها أظهرت تراجعاً مستمراً في استخدام الأطعمة فائقة المعالجة (الأطعمة التي تُعد سيئة) خلال فترة الدراسة. وفي المقابل، كانت الزيادة في استهلاك الأطعمة قليلة المعالجة والمياه (الأطعمة التي تُعد أفضل نسبياً من فائقة المعالجة) أبطأ وأقل أيضاً في المجموعة التي تستخدم المُحليات المنخفضة على مدار 11 عاماً، وهو عمر الدراسة، ما يشير إلى وجود فجوة مستمرة ومتزايدة في جودة النظام الغذائي العام نتيجة تناول هذه المنتجات.

كان اللافت للنظر أن الدراسة أوضحت أن ارتفاع استهلاك منتجات المُحليات منخفضة الطاقة لم يرتبط بانخفاض تناول السكر الحر في الأطفال؛ ما يشير إلى اختفاء الفائدة الأساسية لتناول هذه المنتجات مع الوقت. وعلاوة على ذلك، أظهرت النتائج أنه في حين تحسنت الأنظمة الغذائية لمعظم الأطفال المشاركين فإن التحسن كان أبطأ في الذين يستخدمون المُحليات التي يُفترض أن تكون صحية أكثر.

أكد الباحثون أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات بالطبع لمعرفة مدى صحة تناول هذه المنتجات من عدمه، ولكن يجب الوضع في الحسبان أن الإفراط في تناول هذه المُحليات (بعيداً عن احتماليات تسبُّبها في مخاطر صحية) لا يعد الاختيار الأفضل للأطفال والمراهقين الذين يرغبون في اتباع نظام صحي يخلِّصهم من البدانة عن طريق الحصول على كمية أقل من السعرات الحرارية؛ لأنه حسب الدراسة الحالية يحرمهم من عناصر غذائية أخرى أهمها شرب المياه بكميات كافية.

• استشاري طب الأطفال.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات