وسط ترحيبٍ من أسرته، فتحت النيابة العامة في ليبيا قضية عميد بلدية قصر بن غشير، محمد عجاج، الذي أُعلن خطفه، في يونيو (حزيران) 2019، من مقر البلدية على يد ميليشيا مسلّحة، ثم عُثر على جثته في «مقبرة جماعية» بمدينة ترهونة، مطلع مارس (آذار) عام 2023.
وكشف مكتب النائب العام الليبي، المستشار الصديق الصور، مساء الخميس، أنه أوقف ستة أفراد بتهمة الاشتراك في خطف وقتل عجاج، وقال إن وكيل النيابة بلجنة تحقيق الانتهاكات المنسوبة إلى الجماعة (الميليشيا)، المشهورة محلياً بـ(الكانيات)، تقصَّى الظروف والملابسات المحيطة بواقعة قتل عميد البلدية، إبّان سيطرة الجماعة على منطقة قصر بن غشير.
النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)
وأوضح النائب العام أن المحقق «واجه المتهمين بدلائل احتجاز المجني عليه خارج نطاق القانون؛ وتورطهم مع قائد الجماعة محمد الكاني عقب سماع نبأ مقتل شقيقه محسن، في قتل المجني عليه. وانتهى محقق النيابة إلى الأمر بحبس المتهمين الستة احتياطياً على ذمة التحقيق.
وتُواجه ميليشيا «الكانيات» اتهامات بتصفية مئات من الأسرى، الذين وقعوا في قبضتها؛ انتقاماً لمقتل آمرها محسن الكاني، وشقيقه عبد العظيم، ودفنهما في «مقابر جماعية» على أطراف المدينة.
قد يهمك أيضًا: مراسل “رؤيا”: مجموعات مستوطنين تهاجم أطراف بلدة جلجليا قرب رام الله
كانت السلطات المحلية قد عثرت على جثة عميد البلدية، الواقعة جنوب العاصمة طرابلس، في «مقبرة جماعية» بمنطقة ترهونة، مطلع مارس 2023، بعد أن جرى تحديد هويته بوساطة تحليل الحمض النووي. ووفقاً لتقارير أممية وحقوقية محلية حينها، فإن «الكانيات» تورطت في خطف عجاج من مقر البلدية.
ورحّبت أسرة عجاج بالقبض على «قاتليه»، في حين طالبت بقية عائلات الضحايا، الذين عُثر عن رفاتهم في «المقابر الجماعية» بترهونة، بـ«الثأر من الجُناة».
«مقبرة جماعية» عُثر عليها في ترهونة الليبية خلال وقت سابق (هيئة البحث عن المفقودين)
وتكوّنت «الكانيات» من 6 أشقاء وأتباعهم، وكانت تتمتع بقوة عسكرية مطلقة في المدينة قبل عام 2020، وقد بثّ عناصرُها الرعب في صفوف السكان المحليين، بينما قُضي بشكل منهجي على الأصوات الناقدة، حتى إن أقاربهم لم يَسلموا من بطشهم، وذهبوا إلى حد استخدام «الأُسود» لبثّ الرعب في ترهونة.
تأسست ميليشيا «الكانيات»، المعروفة أيضاً باسم «الكانيات»، عام 2015، وسيطرت على مدينة ترهونة، الواقعة على بُعد نحو 80 كيلومتراً جنوب طرابلس، والتي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة. وعُثر في المدينة، بعد هروب الميليشيا، على «مقابر جماعية» عدة، تبيَّن بالفحص أنها تضم مئات من المواطنين، الذين أُبلغ عن اختفائهم، أو خطفهم قسراً.