كشفت تجربة إحصائية افتراضية حجم التأثير الكبير للمحترفين الأجانب في الدوري السعودي “روشن”، إذ أُعيد ترتيب جدول موسم 2024-2025 بعد حذف جميع الأهداف التي سجلها اللاعبون غير السعوديين.
النتائج أظهرت ملامح مختلفة تمامًا عن الجدول النهائي للمسابقة، حيث تصدّر الهلال، وتراجع النصر إلى المركز الخامس، بينما برزت فرق مثل القادسية والتعاون ضمن الأربعة الكبار، في مشهد يعكس الفارق الكبير بين الأداء المحلي والدولي داخل الأندية.
وفي الوقت ذاته، اثبتت الأرقام تورط نادي الوحدة في مراكز الهبوط بدلًا من الفتح الذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط في فخ دوري يلو حتى الأمتار الأخيرة من المسابقة، ولولا تدخل محترفيه -حسب الإحصائيات- لكان ضمن الفرق الهابطة.
رغم خسارته لقب الدوري في نسخته الرسمية لصالح الاتحاد، تصدّر الهلال جدول ترتيب الدوري “المجرد من المحترفين”، برصيد 65 نقطة، بعدما فاز في 17 مباراة وتعادل في 14 وخسر ثلاثًا فقط، مكتفيًا بـ27 هدفًا أحرزها اللاعبون السعوديون، فيما استقبلت شباكه 41 هدفًا.
هذا الترتيب يكشف أن الهلال كان قادرًا على الاعتماد بدرجة أكبر على عناصره المحلية، ما يعكس عمقًا فنيًا واضحًا في قائمته.
الاتحاد بطل الدوري في الترتيب الرسمي، تراجع إلى المركز الثاني برصيد 57 نقطة، لكن اللافت أنه لم يخسر سوى 3 مباريات رغم تسجيل لاعبيه السعوديين 17 هدفًا فقط، مقابل استقبال 35 هدفًا. الترتيب يشير إلى قوة الدفاع وانضباط الفريق تكتيكيًا حتى في غياب الأهداف الأجنبية.
في مفاجأة حسابية لافتة، جاء القادسية ثالثًا بـ49 نقطة، متفوقًا على التعاون بفارق الأهداف، رغم أن رصيده التهديفي كان الأدنى بين الخمسة الأوائل (10 أهداف فقط).
اقرأ ايضا: سافيتش يكشف ما دار مع جوارديولا بعد إسقاط مانشستر سيتي
التعاون، الذي أحرز لاعبوه المحليون 13 هدفًا، حل رابعًا متقدمًا على النصر، الذي اكتفى بالمركز الخامس بعد تسجيل لاعبيه 14 هدفًا، مقابل 38 هدفًا سكنت مرماه.
النصر، الذي أنهى الموسم الرسمي في المركز الثالث، ظهر بشكل مختلف في نسخة “اللاعبين المحليين”، حيث تراجع إلى المركز الخامس.
ورغم قلة الهزائم (خسارتان فقط)، فإن ضعف الإنتاج التهديفي المحلي كشف اعتماد الفريق الكبير على محترفيه، وأدى إلى تراجعه في الترتيب.
أما في قاع الجدول، فشهدت النسخة الجديدة تغيّرًا كبيرًا في مصير الأندية، حيث هبط كل من الرائد والفتح والعروبة، بعد نتائج سلبية وضعف تهديفي واضح من لاعبيهم المحليين، بينما نجا فريق الوحدة الذي هبط في النسخة الرسمية.
الجدير بالذكر أن الترتيب الفعلي للدوري في نهاية الموسم شهد تتويج الاتحاد بلقب البطولة برصيد 83 نقطة مسجلًا 79 هدفًا ومستقبلًا 35، يليه الهلال بـ75 نقطة، مسجلًا 95 هدفًا واستقبل 41 هدفًا.
وفي المركز الثالث جاء فريق النصربـ68 نقطة مسجلًا 79 هدفًا واستقبل 38 هدفًا، وفي المركز الرابع جاء القادسية برصيد 68 نقطة، مسجلًا 53 هدفًا ومستقبلًا 31، والأهلي خامسًا بـ67 نقطة، بينما هبطت فرق الوحدة، العروبة، والرائد
إزالة الأهداف الأجنبية أظهرت تحوّلًا جوهريًا في ملامح المنافسة، حيث غابت أسماء مثل الأهلي تمامًا عن المراكز الخمسة الأولى، وتقدمت فرق مثل القادسية والتعاون.
تكشف هذه الأرقام عن حجم التأثير الذي يملكه اللاعب الأجنبي على نتائج فرق الدوري، وتطرح تساؤلات حقيقية حول مدى جاهزية الأندية للمنافسة محليًا في حال تم تقليص عدد المحترفين مستقبلًا، أو تم تغيير قواعد التسجيل بما يسمح بإتاحة الفرصة بشكل أكبر للمواهب المحلية.
