الإثنين, يوليو 28, 2025
الرئيسيةالرياضةهل يكون إيزاك القطعة الذهبية في هجوم الهلال؟ الأرقام تروي القصة

هل يكون إيزاك القطعة الذهبية في هجوم الهلال؟ الأرقام تروي القصة

في الوقت الذي تتجه فيه أنظار جماهير الهلال نحو تدعيم الصفوف استعدادًا لموسمٍ جديد يعج بالتحديات المحلية والقارية، يبرز اسم المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك كأحد أبرز الأسماء المطروحة على طاولة الانتقالات.

اللاعب المتألق في صفوف نيوكاسل الإنجليزي، بات هدفًا واضحًا للهلال في سعيه لتعزيز خطه الأمامي، إلا أن قواعد الدوري الإنجليزي الممتاز قد تعرقل هذا المسعى، إذ تتضمن اللوائح المالية والقيود على عقود اللاعبين الأجانب في الأندية الإنجليزية ضغوطًا تجعل من مغادرة إيزاك تحديًا إداريًا وقانونيًا قبل أن يكون فنيًا.

ورغم تلك العوائق، فإن اهتمام الهلال بإيزاك ليس ضربًا من المجازفة، بل يستند إلى مسيرة هجومية مميزة، وأرقام فنية تضعه في خانة المهاجمين النخبة. خبرته في الليجا الإسبانية والدوري الإنجليزي الممتاز، إلى جانب قدرته على التهديف من أنصاف الفرص، جعلت منه مرشحًا مثاليًا ليكون أحد أضلاع الهجوم الأزرق، إلى جانب ألكسندر ميتروفيتش وماركوس ليوناردو.

الهلال لا يبحث فقط عن مهاجم يُسجل، بل عن لاعب يقدم تنوعًا تكتيكيًا وقدرة على صناعة الحلول الفردية والجماعية، وهذا ما يتوفر بوضوح في سجل إيزاك، خاصة في تحركاته الذكية، وسرعته في العمق، وتفوقه في الاستلام تحت الضغط وصناعة الفرص لزملائه.

الصفقة إن تمت، لن تكون فقط مجرد إضافة عددية في الخط الأمامي، بل تحول في هوية الهلال الهجومية، حيث سيمنح إيزاك الفريق طابعًا أوروبيًا أكثر ديناميكية، يجمع بين القوة البدنية والمرونة الفنية، ويخلق منافسة داخلية عالية المستوى مع نجوم الخط الأمامي.

لكن من الإنصاف – قبل الحسم – أن نُخضع الأرقام للمقارنة الصريحة بين إيزاك ونجمي الهلال الحاليين، ميتروفيتش وليوناردو، لنفهم مدى أحقية إيزاك في ارتداء القميص الأزرق، بعيدًا عن الانبهار بالأسماء أو الدوريات الكبرى، فلنفتح ملفات أرقام الثلاثي لتحليل مسيرتهم.

إذ خاض الثلاثي مسيرات احترافية مميزة، حيث قدم إيزاك فترات مميزة في ناديي ريال سوسيداد الإسباني ونيوكاسل الإنجليزي، أما ميتروفيتش فهو صاحب مسيرة حافلة بعد أن لعب بالعديد من القمصان أبرزها فولهام ونيوكاسل الإنجليزيان وأندرلخت البلجيكي بجوار الهلال الذي يلعب له ليونارد وسبقه مشوارين في سانتوس البرازيلي وبنفيكا البرتغالي.

قد يهمك أيضًا:

غضب أزرق.. جماهير الهلال ترفض صفقة نونيز

يتصدر ميتروفيتش الترتيب في جميع المؤشرات، بفضل خبرته الطويلة وتواجده في أكثر من دوري قوي، إيزاك رغم عدد مبارياته الأقل، يمتلك معدل تهديفي جيد، خاصة مع نيوكاسل. ليوناردو شاب واعد لكنه لا يزال بعيدًا من حيث إجمالي الإنتاجية.

أظهر الدولي السويدي ألكسندر إيزاك تطورًا لافتًا في موسم 2024-2025 بالبريميرليج، حيث لعب 34 مباراة وسجل 23 هدفًا، بمعدل تهديفي ممتاز في أحد أصعب الدوريات بالعالم.

ما يلفت الانتباه هو الفارق الإيجابي +3.05 بين عدد أهدافه الفعلي (23) ومتوسط الأهداف المتوقعة (xG: 19.95)، ما يؤكد امتلاكه لمسة حاسمة أمام المرمى وقدرة على تسجيل أهداف تتخطى حدود التوقعات.

اقرأ ايضا: وسط شائعات الرحيل.. صيباري يُراهن على التطور مع آيندهوفن

إيزاك أيضًا ساهم بـ 4 تمريرات حاسمة وصنع 11 فرصة كبيرة، ما يبرز جانبه الإبداعي. أما على صعيد التسديد، فله 76 تسديدة منها 46 بين القائمين والعارضة، بمعدل تحويل مميز رغم إهداره 18 فرصة كبيرة.

التقييم العام بلغ 7.3، ما يعكس استقرار مستواه في فريق يعاني من تذبذب النتائج.

من جهته، واصل الصربي ميتروفيتش أداءه القوي في الدوري السعودي، حيث سجل 19 هدفًا في 23 مباراة بمعدل تهديفي قوي يتجاوز الهدف كل 1.2 مباراة. لكنه على عكس إيزاك، سجل أقل من المتوقع، إذ بلغ xG لديه 21.35 مما يعني فارقًا سلبيًا قدره -2.35، وهو مؤشر على إهدار بعض الفرص السهلة.

ورغم تفوقه في إجمالي التسديدات (78 مقابل 76 لإيزاك)، فإن معدل الكفاءة متقارب، حيث سدد 45 كرة على المرمى. لكنه صنع فقط 4 فرص كبيرة وقدم تمريريتين حاسمتين، ما يعكس تركيزًا أكبر على التهديف دون أدوار مساندة أو إبداعية واضحة.

تقييمه العام جاء عند 7.4، مدعومًا باستقرار الأداء وليس بتفوق حاسم في الجوانب الإبداعية أو الدقة.

أما المفاجأة الأبرز فكانت البرازيلي ماركوس ليوناردو، والذي سجل 17 هدفًا في 24 مباراة مع الفيحاء، لكن اللافت هو أنه سجل أكثر بـ5.07 أهداف من المتوقع (xG: 11.93)، ما يكشف عن كفاءة تهديفية استثنائية للاعب شاب في موسمه الأول خارج البرازيل.

ومع أنه الأقل تسديدًا (57 تسديدة، منها 28 على المرمى) إلا أن معدل التحويل لديه هو الأعلى، كما لم يبتعد كثيرًا عن ميتروفيتش في عدد الأهداف، بل تجاوز في الفعالية.

تقييمه العام جاء مساويًا للصربي عند 7.4، لكنه يُعد لاعبًا أكثر فعالية من حيث تحويل الفرص القليلة إلى أهداف حاسمة، رغم ضعف مساهماته في التمرير وصناعة اللعب (2 تمريرة حاسمة، 5 فرص كبيرة فقط).

الأرقام تشير إلى أن ميتروفيتش يظهر توازنًا بين التسجيل والصناعة، ليوناردو أكثر حس تهديفي، وإيزاك دقيق جدًا (100% من تسديداته كانت على المرمى)، رغم قلة المباريات.

إيزاك يمتلك مزيجًا مثاليًا من المهارة، الذكاء، والدقة أمام المرمى. أرقامه المتقدمة في الدوري الإنجليزي تجعله خيارًا مثاليًا للهلال لو تخطى العقبات القانونية.

ميتروفيتش لا يزال الرقم 9 التقليدي القوي، وخبرته واضحة، لكنه أقل فعالية من المتوقع، أما ليوناردو يتطور سريعًا، ويُظهر فاعلية مبهرة رغم قلة الدقائق.

إذا تمكّن الهلال من تجاوز قواعد البريميرليغ، فإن التعاقد مع ألكسندر إيزاك سيكون نقلة نوعية هجوميًا، تضيف للفريق بُعدًا جديدًا لا يتوافر حاليًا في خط الهجوم، وتمنح المدرب خيارات أكثر تنوعًا وانسيابية في الثلث الأخير من الملعب.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات