الإثنين, يوليو 28, 2025
الرئيسيةالصحة واللياقة البدنيةعلماء يطورون دماً اصطناعياً في محاولة لإنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ

علماء يطورون دماً اصطناعياً في محاولة لإنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ

ينزف عشرات الآلاف من الأشخاص حتى الموت سنوياً قبل وصولهم إلى المستشفى، ويرجع ذلك إلى أن سيارات الإسعاف والمروحيات الطبية والمسعفين لا يستطيعون نقل الدم بشكل روتيني، والذي قد يفسد بسرعة كبيرة دون تبريد كافٍ.

وقالت الإذاعة العامة الأميركية «إن بي آر» إن علماء في كلية الطب بجامعة ماريلاند في مدينة بالتيمور يسعون لتطوير دم اصطناعي يُمكن تخزينه على شكل مسحوق وإعادة تكوينه من قِبل المسعفين على الفور لإنقاذ الأرواح.

ويقول الدكتور آلان دوكتور، العالم في الكلية: «أنشأنا وحدة عناية مركزة خاصة للأرانب».

ويقوم فريق بسحب دم من الحيوان لمحاكاة ما يحدث لشخص ينزف من إصابة، مثل حادث سيارة أو جرح في ساحة معركة.

عملية نقل الدم (رويترز)

وأضاف: «لا يزال هذا الأرنب في حالة صدمة. يمكنك أن ترى أنه مستلقٍ بلا حراك. كما لو كان في موقع حادث. لو لم نفعل شيئاً، لمات».

لكن أعضاء الفريق سينقذون هذا الأرنب، وسيملأون عروقه بشيء يأملون أن يُمكّنهم أخيراً من تحقيق هدفٍ أعاق الباحثين لعقود: تطوير دم اصطناعي آمن وفعال.

ويصنع الفريق دماً اصطناعياً من الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يُغذي الجسم بالأكسجين.

ويستخلص الباحثون الهيموغلوبين من الدم منتهي الصلاحية ويغلفون البروتين بفقاعة من الدهون، مما يُنتج خلايا دم حمراء اصطناعية.

والفقاعة الواقية هي الابتكار الذي يعتقد آلان دوكتور أنه سيحل مشاكل السلامة الناجمة عن محاولات أخرى لإنتاج دم اصطناعي، واستخدمت هذه الجهود الأخرى الهيموغلوبين أيضاً، لكن الهيموغلوبين المكشوف قد يكون ساماً للأعضاء.

ويقول دوكتور: «علينا حجب الهيموغلوبين داخل الخلية. إنها خلية اصطناعية تجعلها آمنة وفعالة».

ويقوم العلماء بتجفيف خلايا الدم الحمراء الاصطناعية بالتجميد وتحويلها إلى مسحوق يمكن أن يبقى صالحاً للاستخدام حتى حالة الطوارئ.

ويوضح دوكتور: «صُمم هذا الدم بحيث يمكن للمسعف، عند الحاجة إليه، مزجه بالماء، وفي غضون دقيقة واحدة، يكون لديك دم»، ويضيف: «يبقى الدم صالحاً للاستخدام لسنوات، ويمكن نقله بسهولة. لذا فإن الهدف هو نقل الدم في موقع الحادث».

منع الوفيات «الممكنة»

نوصي بقراءة: طرق ذكية للاستفادة من البروتين في الجبن القريش

وبالإضافة إلى استخدامه في طب الطوارئ، يمكن للمسعفين العسكريين أيضاً استخدام الدم الاصطناعي لإنقاذ الجنود الجرحى.

وتُنفق وزارة الدفاع (البنتاغون) أكثر من 58 مليون دولار لتمويل اتحاد يُطوّر دم دوكتور الاصطناعي، إلى جانب مكونات أخرى تُساعد على تخثر الدم والحفاظ على ضغط الدم.

يقول العقيد جيريمي بامبلين، مدير المشروع في وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة: «لا يزال النزيف السبب الرئيسي للوفاة التي يُمكن الوقاية منها في ساحة المعركة حتى اليوم. إنها مشكلة حقيقية تُواجهها القوات المسلحة والمدنيون على حد سواء».

ويُبدي آلان دوكتور تفاؤله بأن فريقه قد يكون على وشك حل هذه المشكلة باستخدام خلايا الدم الحمراء الاصطناعية التي يُطلق عليها اسم «إريثرومير».

ويُضيف: «لقد نجحنا في إعادة تمثيل جميع وظائف الدم المهمة للإنعاش في نظام يُمكن تخزينه لسنوات في درجة حرارة الغرفة واستخدامه في موقع الحادث».

نتائج واعدة في التجارب على الحيوانات

واختبر فريق آلان دوكتور الدم الاصطناعي على مئات الأرانب، وحتى الآن يبدو آمناً وفعالاً، ويقول: «سيُغيّر هذا طريقة رعاية المرضى الذين ينزفون خارج المستشفيات. سيكون نقلةً نوعية».

التجارب البشرية لم تُجرَ بعد

في حين تبدو النتائج حتى الآن مُشجعة على التفاؤل، يقول دوكتور إنه لا يزال بحاجة إلى إثبات لإدارة الغذاء والدواء الأميركية أن دمه الاصطناعي سيكون آمناً وفعالاً على البشر.

لكنه يأمل في بدء اختباره على البشر في غضون عامين.

ويُجري فريق ياباني بالفعل اختبارات على دم اصطناعي مُشابه على البشر، ويقول آلان دوكتور: «أنا مُتفائل جداً».

عملية تبرع بالدم (رويترز)

وبحسب الإذاعة، لا يزال خبراء آخرون حذرين، فقد ثبت في النهاية أن العديد من المحاولات الواعدة لإنتاج دم اصطناعي غير آمنة.

ويقول تيم إستيب، العالم في شركة تشارت بيوتيك للاستشارات الذي يُقدم استشارات للشركات التي تُطور الدم الاصطناعي: «أعتقد أنه نهج معقول».

ولكن نظراً للتحديات الكبيرة التي يُمثلها هذا المجال، فإن الدليل سيكون في التجارب السريرية مع أنني مُتفائل بشكل عام، إلا أن الرهان على أي تقنية مُحددة في الوقت الحالي أمر صعب بشكل عام.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات