من الواضح أن الفرنسي كيليان مبابي، كلما تقدم بخطوة داخل قلعة سانتياجو برنابيو، تسبب في دفع فينيسيوس جونيور إلى الوراء، ليس فقط على مستوى المساحة التي يحصل عليها على المستطيل الأخضر، بل أيضًا في المكانة داخل الهيكل الخاص بنادي ريال مدريد.
مبابي كان الصفقة المنتظرة لجماهير الميرنجي وكذلك مجلس إدارة النادي، فمنذ أن خطّت قدماه قلعة اللوس بلانكوس، أصبح الفتى المدلل داخل الفريق، حصل على مساحة مميزة في الملعب وكذلك أرقام مالية عالية، وحتى القميص رقم “10” بمجرد أن قرر لوكا مودريتش خلعه، أعطوه للفرنسي.
كل تلك الأحداث سببت توتر داخل أروقة النادي الملكي، خاصةً مع البرازيلي فينيسيوس، الذي كان يحظى بمكانة منفردة داخل الفريق قبل قدوم مبابي، لكن في الوقت الحالي يبدو أن الأمور تغيرت بشكل كبير، ولربما قد يكون هو اول من يدفع الثمن في عهد “مبابي الملكي”.
بحسب ما أفادت به عدة تقارير صحفية إسبانية، أن ممثلي فيني طلبوا من ريال مدريد زيادة راتب اللاعب ليصل إلى مستوى ما يتقاضاه مبابي، بينما أكد مجلس الإدارة على تمسكهم بسياسة النادي المالية ويرفض الدخول في “مزاد” قد يهز توازن غرفة الملابس.
التفاوض مع فينيسيوس على تجديد عقوده مع الميرنجي أصبح أمام حيطة سد، هو ما قد يعقد الأمور بين جميع الأطراف، خاصةً وأن النادي الملكي يرفض تمامًا تغيير قيمة الراتب الخاص بالبرازيلي، مع عرض عقد يمتد حتى يونيو 2027.
الفارق كبير، ليس فقط من الجانب المادي، بل حتى في قيمة المكافآت، حيث يتربع كيليان مبابي على عرض القيم المالية من جميع الزوايا، بينما يثبت الميرنجي على موقفه بشأن الحد الأقصى لبقية اللاعبين، بما فيهم فيني جونيور.
تصفح أيضًا: تأكد غياب نجم النصر عن كأس السوبر السعودي
على الصعيد الفني؛ لم يرغب مبابي يومًا في اللعب كمهاجم صريح، اللاعب يرى نفسه في مركز الجناح الأيسر وهو المفضل له، ويتمكن من اللعب فيه تقديم نتائج أقوى من حيث الانطلاق بحرية والتوغل بسرعة قصوى.
مع وجود فيني، الذي يُفضل المركز ذاته، لجأ الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الفريق السابق، لجعل الفرنسي قلب هجوم، بينما تبدو الخطط المبدئية للمدير الفني الجديد، تشابي ألونسو، أنه سيتخذ الاتجاه نفسه مع مبابي.
بالطبع هذا التحول انعكس على أرقام الثنائي، وعلى الرغم أن مبابي يعتبر أكثر فاعلية تهديفية، إلا أن فيني ساهم في صناعة الأهداف بشكل أكبر.
قد يختلف أدوار الثنائي داخل الملعب لكن هذا لا يعني بالضرورة تراجعًا في الجودة، لكن بالتأكيد في حال لعب مبابي أو فيني في مركزه المفضل، ستكون النتيجة أفضل.
النادي الملكي يرى أن مبابي حالة استثنائية، نظرًا أيضًا لقيمة الصفقة الجماهيرية، بينما فيني هو نجم صاعد بالفعل لكنه ليس في موضع فرض الشروط حاليًا.
لكن هذا الصراع المحتدم داخل أروقة اللوس بلانكوس، من المتوقع تمامًا أن ينتهي برحيل فينيسيوس جونيور عن ريال مدريد ليجد ما يراه مستحقًا له مع نادٍ آخر، لأنه قطعًا لن يقبل بأن يكون “ظل مبابي”.
