منذ انطلاقتها عام 2009، فرضت بطولة أمم إفريقيا للمحليين “الشان” (CHAN) نفسها كواحدة من أبرز البطولات القارية المخصصة لاكتشاف المواهب المحلية في القارة السمراء، رغم أن المشاركة فيها تقتصر على اللاعبين الناشطين داخل دوريات بلدانهم فقط، دون إشراك المحترفين خارج القارة.
وعلى الرغم من أنها تأتي في مرتبة أقل من كأس الأمم الإفريقية التقليدية (AFCON) من حيث الشهرة والاهتمام الإعلامي، إلا أن الشان قدمت فرصة حقيقية لإظهار المواهب الموجودة في الدوريات المحلية، وساعدت في ظهور عدد كبير من اللاعبين الذين تألقوا فيما بعد في القارة الإفريقية وخارجها.
ويقوم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) بإقامة بطولة أمم إفريقيا للمحليين في عام فردي بدلًا من الزوجي، لتفادي تداخل المواعيد مع بطولات كبرى مثل كأس العالم وكأس أمم إفريقيا للمنتخبات الأولى، وقد جاء هذا التعديل في الروزنامة بعد عام 2010، عندما قرر “كاف” تنظيم البطولات القارية في الأعوام الفردية لتوزيع الجدول الزمني بشكل أفضل وتخفيف الضغط على اللاعبين والمنتخبات.
خلال النسخ السبع الماضية، تقاسمت منتخبات الكونغو الديمقراطية والمغرب الصدارة في سجل الأبطال بلقبين لكل منهما، في حين أحرزت كل من تونس، ليبيا، والسنغال لقبًا واحدًا، ما يعكس التنافسية الكبيرة والتقارب في مستويات المنتخبات المشاركة.
وعلى الرغم من أن بطولة أمم إفريقيا للمحليين (CHAN) لا تُعد جزءًا من تصفيات كأس العالم، فقد قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) احتساب نتائج مبارياتها ضمن التصنيف الدولي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ابتداءً من نسخة عام 2014.
ويعني ذلك أن كل المباريات التي تُلعب في البطولة من التصفيات وحتى النهائي أصبحت تُعامل كمباريات دولية رسمية تدخل ضمن حساب نقاط تصنيف الفيفا؛ وجاء هذا القرار بهدف تعزيز القيمة الفنية للبطولة، ومنحها اعترافًا دوليًا أكبر، رغم أنها مخصصة فقط للاعبين الذين ينشطون داخل دوريات بلادهم
يُعد منتخبا جمهورية الكونغو الديمقراطية والمغرب الأكثر تتويجًا بلقب كأس أمم إفريقيا للمحليين (CHAN) منذ انطلاق البطولة في عام 2009، حيث حصد كل منهما لقبين؛ وافتتح منتخب “الفهود” سجل الأبطال في النسخة الأولى على الأراضي الإيفوارية، قبل أن يعود ويتوج باللقب مجددًا في نسخة 2016.
انطلقت بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين (CHAN) لأول مرة في عام 2009، بعد أن أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) عن تأسيسها رسميًا في سبتمبر 2007، بهدف منح اللاعبين المحليين فرصة الظهور على الساحة القارية وتمثيل منتخباتهم الوطنية دون الاستعانة بالمحترفين في الخارج.
تصفح أيضًا: أقوى مواجهات الدور الأول في الدوري الإماراتي 2025-2026
وجاءت النسخة الافتتاحية على الأراضي الإيفوارية، بمشاركة 8 منتخبات فقط، في خطوة أولى نحو تطوير البطولات القارية المخصصة للمواهب المحلية.
وتوج باللقب في تلك النسخة منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد فوزه على غانا في المباراة النهائية بنتيجة 2–0، ليُسجل اسمه كأول بطل في تاريخ البطولة.
منذ انطلاق بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين (CHAN) عام 2009 وحتى نسخة 2024، شارك في البطولة 35 منتخبًا إفريقيًا مختلفًا، من أصل 54 دولة أفريقيا ما يعكس الانتشار الواسع للمسابقة بين دول القارة.
وتأتي هذه المشاركة الواسعة نتيجة السياسة التي اعتمدها الكاف لتوسيع قاعدة التنافس ومنح الفرصة للاعبين المحليين في كافة أنحاء القارة، مما ساهم في تعزيز حضور البطولة.
يتم اختيار المنتخبات المتأهلة إلى بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين (CHAN) من خلال نظام تصفيات إقليمية ينظمه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF)، ويختلف هذا النظام عن تصفيات كأس أمم إفريقيا (AFCON)، وذلك بسبب خصوصية البطولة التي تقتصر على اللاعبين المحليين فقط.
رغم تشابه الأسماء، إلا أن كأس أمم إفريقيا (AFCON) وكأس أمم إفريقيا للمحليين (CHAN) هما بطولتان مختلفتان تمامًا من حيث الفكرة، والهدف، وقواعد المشاركة تحت لواء الكاف.
انطلقت كأس أمم إفريقيا عام 1957، وتُعد البطولة الأهم والأشهر في القارة السمراء، حيث تشهد مشاركة المنتخبات الأولى للدول الإفريقية دون أي قيود على نوعية اللاعبين.
في المقابل، انطلقت بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين (CHAN) عام 2009 بهدف واضح، وهو منح اللاعبين المحليين داخل القارة فرصة للظهور والتطور، حيث تقتصر المشاركة فيها على اللاعبين الذين ينشطون في دوريات بلادهم فقط، وبالتالي لا يسمح بضم أي محترف خارج الدولة.
تعدد الأمم الأفريقية (AFCON) القمة التنافسية في إفريقيا، بينما بطولة الشان CHAN تمثل منصة التطوير وصقل المواهب، الأولى تسلط الضوء على النجوم الكبار وتؤثر على التصنيف الدولي، بينما الثانية تُستخدم لاكتشاف اللاعبين المحليين الذين قد يشكلون مستقبل المنتخبات فيما بعد.
