الثلاثاء, يوليو 29, 2025
الرئيسيةالثقافة والتاريخسعد القرش يستعيد أسامة عفيفي

سعد القرش يستعيد أسامة عفيفي

عكف الروائي والكاتب الصحافي سعد القرش على استعادة الشاعر والكاتب الصحافي الراحل أسامة عفيفي، أحد أشهر الصحافيين الثقافيين في جيل الوسط، والذي أسهم في تقديم عدد كبير من الأدباء، وكان له مقالات وقراءات متنوعة في الأدب الفن التشكيلي، وفي الشأن الثقافي والسياسي العام، وظلت هذه المقالات والقراءات موزعة بين المجلات والصحف المختلفة، حتى سعى القرش إلى لملمتها من بطون تلك المجلات، وجمعها في كتاب صدر مؤخراً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر بعنوان «أسامة عفيفي ناقداً».

يبدأ الكتاب بمقدمة كتبها القرش عن علاقته الممتدة بالكاتب الراحل، وكيف نشر له إحدى قصصه، متحدثاً عن حرص عفيفي على تقديم الأدباء الشبان الذين كان يرى فيهم الموهبة والاستحقاق، وعن مدى دوره وتأثيره في الصحافة الثقافية في مصر، من خلال إشرافه على الصفحة الثقافية في عدة صحف، ثم توليه رئاسة تحرير مجلة «المجلة» العريقة، في إصدارها الجديد بعد توقف سنوات. هذا الدور الصحافي والثقافي الذي انغمس فيه عفيفي بإخلاص ودأب، جاء على حساب كتبه وإصداراته، وظل يؤجل إصدار ديوانه وروايته وكتابه عن الفن التشكيلي عاماً بعد آخر، حتى باغته الرحيل، وظلت هذه المشروعات معلقة، وبعد رحيله جمع الشاعر جمال القصاص قصائده المتفرقة وقدم لها في ديوان صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

قد يهمك أيضًا: تساؤلات حول ازدياد الاعتماد على «روبوتات الدردشة» مصدراً للأخبار

معظم مقالات الكتاب كانت منشورة في مجلتي «الهلال» و«المجلة»، وصحيفة «الأسبوع»، وصنفها القرش في أربعة أقسام، هي: ذاكرة، وفنون ومعارض، وعمل وفنان، وقضايا. يضم القسم الأول، ستة مقالات طويلة تراوح بين الذكريات الشخصية والنقد السياسي والآيديولوجي والثقافي العام، في حين يضم القسم الثاني – 12 مقالاً نقدياً في الفن التشكيلي، عبارة عن قراءات في تاريخ الفن التشكيلي منذ ما قبل إنشاء مدرسة الفنون، وكذا في مشروعات فنانين ومؤسسين كبار مثل طوغان وفؤاد أفندي عبد الملك، إضافة إلى قراءات في عدد من المعارض الفنية التشكيلية لفنانين مثل سماء يحيى وجمال مليكة وسامح إسماعيل وفتحي عفيفي ومحمد حجي ومحمد شاكر.

ويضم القسم الثالث 11مقالاً، تتحدث عن عدد من اللوحات والمنحوتات والتماثيل الشهيرة، التي تعد قطعاً فنية نادرة، ويعود بعضها إلى فنون مصر القديمة، مثل تمثال منكاورع وزوجته، وكذا تمثال خفرع، الذي عده عفيفي «درة النحت المصري القديم، وواحد من أهم المنحوتات وأجملها في تاريخ البشرية». كما توقف هذا القسم عند أعمال الفنانين حامد عبد الله وخديجة رياض وعبد الهادي الجزار وجمال السجيني ويوري أوميليتشنكو.

القسم الرابع والأخير يضم 16 مقالاً انشغلت بالهم الثقافي العام، وبعضها كان تعقيباً على بعض الأحداث التي تلت ثورة «25 يناير 2011»، وتشير عناوينها إلى أن عفيفي كان يشتبك مع أزمات حقيقية يحجم كثيرون عن الاقتراب منها، مثل «ثقافة التمويل الأجنبي»، و«عفواً… هذه النخبة منتهية الصلاحية»، و«ثقافة الاستهلاك العدمية»، و«عار جريمة إزالة الغرافيتي»، كما يحكي في مقال بعنوان «خيري شلبي والقلم المفخخ» قصة وقوع صاحب «وكالة عطية» في أزمة مع حرس الرئاسة، أثناء التفتيش الاعتيادي، استعداداً لأحد لقاءات الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك مع المثقفين، وكيف فككوا قلمه خوفاً من أن يكون مفخخاً، وكيف انتقم شلبي لنفسه بعد ذلك، بأن كتب قصة قصيرة يسخر فيها من رجال الأمن، مستخدماً القلم نفسه الذي فككوه.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات