تعتبر الاستمرارية عنصراً أساسياً لاكتساب اللياقة البدنية، ففي النهاية، لا يمكنك التمتع باللياقة البدنية دون بذل جهد في صالة الألعاب الرياضية.
وطرح موقع «كونفرسيشن» سؤالاً حول ما إذا كانت هناك أي فوائد لممارسة التمرين نفسه يومياً؟
وقال إن هذا قد يبدو جذاباً لمن يجدون صعوبة في الالتزام بروتين معين، لكن الحقيقة هي أنه إذا لم نتحدى أجسامنا بما يكفي، فقد تؤدي هذا في النهاية إلى إعاقة هدفنا في الوصول إلى اللياقة البدنية.
وأضاف أنه من أجل تحسين لياقتك البدنية، عليك زعزعة التوازن الداخلي لجسمك، وهذه هي العملية التي تحافظ بها الكائنات الحية على بيئة داخلية مستقرة على الرغم من تغيرات ظروفنا الخارجية.
التمارين الرياضية (رويترز)
وتابع فيما يتعلق بالتمارين واللياقة البدنية، فإنه قد يكون رفع الأثقال في صالة الألعاب الرياضية هو العامل الخارجي، وهذا يُسبب ضغطاً على الجسم، مُغيراً بيئتنا الداخلية، وبالتالي يُخلّ بالتوازن الداخلي.
وذكر أن التوتر هو ما يدفع أجسامنا للاستجابة والتكيف، وعندما يكون مُسبب الضغط هو التمرين، فإن الاستجابة هي التعب نظراً لطريقة تأثيره على بيئتنا الداخلية الطبيعية.
وتابع أنه كلما زاد الضغط الذي يُسببه التمرين على أجسامنا، زاد التعب الذي يُسببه.
وفقط بعد زوال هذا الضغط على سبيل المثال، عند أخذ يوم راحة بين التمارين يبدأ التعب في التلاشي.
وأوضح أن التعب هو في الواقع سرّ التكيف البدني، فكلما زاد التعب، زادت إمكانية التكيف، وتحسنت لياقتك البدنية.
ومن ناحية أخرى، إذا لم يُخلّ مُسبب الضغط الناتج عن التمرين بالتوازن الداخلي، فلن تشعر بالتعب الكافي لرؤية أي تكيفات بدنية.
ولكنه حذر من إرهاق نفسك كثيراً، لأن ذلك قد يؤدي إلى ضعف الأداء واحتمالية الإصابة بالأمراض.
وقال: «عندما نتكيف فسيولوجياً، نُعدّل نقطة ضبط التوازن الداخلي، وهذا يعني أن الحد الأدنى من الإجهاد الذي يحتاجه جسمنا للتسبب في الشعور بالتعب يزداد، لذا، وللاستمرار في تحسين لياقتنا البدنية، علينا البدء بتغيير تماريننا الرياضية باستمرار لإجهاد الجسم وإرهاقه، يُعرف هذا المبدأ باسم (الحمل الزائد التدريجي)».
وذكر أن هناك 3 طرق أساسية لتحقيق الحمل الزائد التدريجي: زيادة شدة التمرين، أو زيادة وتيرة جلسات التدريب، أو زيادة مدة كل تمرين.
تصفح أيضًا: وتيرة تسارعية لدمج روبوتات الدردشة الذكية في الفصول الدراسية
وتعتبر مبادئ التكيف البيولوجي مزيجاً معقداً من هذه العناصر مع أن شدة التمرين تُعتبر العامل الرئيسي للتكيف.
ولزيادة شدة تمارينك، يمكنك إما زيادة متطلبات التمرين أو التحكم في فترة التعافي، مثل تقليل وقت التعافي بين التمارين.
التمارين الرياضية (رويترز)
ونبه أن التكيف يحدث خلال فترة التعافي، وليس أثناء التمرين نفسه، لذا، إذا زدتَ شدة تمارينك، فاحرص على تقصيرها بشكل عام لتجنب الإرهاق.
وقال إنه من المهم أيضاً ألا تُفرط في التمرين في وقت مبكر جداً، فأنت لستَ بحاجة إلى زيادة صعوبة كل تمرين تدريجياً.
وبناءً على مستوى لياقتك البدنية، قد تحتاج فقط إلى زيادة شدة تمارينك مرة واحدة كل 4-8 أسابيع، ومع ذلك، انتبه لأن ممارسة التمارين عالية الشدة وحدها ليست الحل الأمثل لتحسين لياقتك وصحتك، فعليك الجمع بين تمارين منخفضة ومتوسطة وعالية الشدة لتعزيز مجموعة من التكيفات الفسيولوجية.
وأضح الموقع ماذا سيحدث إذا حافظت على روتين التمرين نفسه يومياً؟ حيث قال إنه ستكون هناك فترة تكيف أولية بسبب التحديات الجديدة التي تواجه جسمك.
ولكن ما لم يتم تطبيق حمل زائد تدريجي، فلن تستمر هذه التغييرات إلا في أفضل الأحوال.
وفي بعض الحالات، قد يؤدي ذلك إلى فقدان مكاسب اللياقة البدنية، مما يعيدنا في النهاية إلى نقطة البداية.
وهناك أيضاً فوائد نفسية لاتباع نهج أكثر تقدماً في التدريب.
وغالباً ما يتوقف الناس عن ممارسة الرياضة بمرور الوقت بسبب عوامل شخصية وبيئية مختلفة، مثل فقدان الدافع إذا لم يعد الشخص مهتماً أو مستمتعاً بتمارينه.
وذكر أن دمج تمارين جديدة أو تنويع الروتينات المألوفة تعتبر طرقاً رائعة لمساعدتك على الحفاظ على حماسك والاستمتاع بتمارينك.
التمارين الرياضية (أ.ب)
وأوضح أن الالتزام بالتمرين نفسه قد يبدو أسهل طريقة للحفاظ على النشاط البدني، إلا أنه قد يضرّك على المدى الطويل.
ونصح بأنك إذا كنت ترغب في الحفاظ على لياقتك، فعليك تغيير تمارينك كل 4-6 أسابيع إما بزيادة شدتها وإما تعديلها، وكذلك مارس مجموعة متنوعة من الأنشطة بما في ذلك تمارين الأثقال، وتابع لياقتك البدنية لتعرف متى يحين وقت تغيير تمارينك مرة أخرى.