الأحد, أغسطس 24, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةمصر تكثّف مساعداتها لغزة وسط حملة متصاعدة ضد سفاراتها بالخارج

مصر تكثّف مساعداتها لغزة وسط حملة متصاعدة ضد سفاراتها بالخارج

كثفت مصر من مساعداتها الإنسانية إلى قطاع غزة، وسط حملة احتجاجية متصاعدة أمام سفاراتها بالخارج، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح «معبر رفح»، وهي الحملة التي عدَّها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي، الأحد، «تعكس أغراضاً مشبوهة ومضللة».

وواصلت الحكومة المصرية تقديم قوافل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، التي تضم عشرات من الشاحنات التي تحمل مواد إغاثية للغزيين، إلى جانب إسقاط عشرات الأطنان من المساعدات جواً، إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها براً داخل القطاع.

قافلة مساعدات غذائية من التحالف الوطني للعمل الأهلي بمصر (التحالف الوطني)

يأتي ذلك، بالتزامن مع حملة متصاعدة للاحتجاج أمام السفارات المصرية في الخارج، ودعوات لحصارها، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح «معبر رفح» على الحدود مع قطاع غزة، وإيصال المساعدات للغزيين، رغم تأكيدات مصرية رسمية متكررة، بعدم إغلاق المعبر من الجانب المصري.

ومنذ الأسبوع الماضي، ظهرت حملات للتظاهر أمام السفارات والبعثات الدبلوماسية في الخارج، بدأت بقيام شاب مصري بإغلاق مقر السفارة المصرية في هولندا من الخارج بأقفال، تبع ذلك، احتجاجات أمام سفارات مصرية بدول عدة منها لبنان وسوريا وبريطانيا والدنمارك وكندا وتونس وليبيا وجنوب أفريقيا، وتل أبيب.

ويأتي «حصار السفارات» المصرية بالخارج، ضمن حملات تحريضية من تنظيم «الإخوان» المحظور في مصر، بهدف تشويه الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، حسب منشورات لبرلمانيين وإعلاميين ومراقبين مصريين، على منصات التواصل الاجتماعي.

قافلة مساعدات غذائية من التحالف الوطني للعمل الأهلي بمصر (التحالف الوطني)

وشدد مسؤولون مصريون على ثبات موقف القاهرة الداعم للقضية الفلسطينية، وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إن بلاده «تتمسك بثوابتها تجاه القضية الفلسطينية»، وأشار في كلمته بافتتاح النسخة السادسة لـ«مؤتمر المصريين بالخارج»، الأحد، إلى أن «بلاده ترفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وتعمل مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة، للتوصل لوقف إطلاق النار»، إلى جانب «اعتزام مصر استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة».

رئيس الوزراء المصري في مؤتمر «المصريين بالخارج» (مجلس الوزراء)

وبدوره، استنكر وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، «الحملات الممنهجة ضد الدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني»، وقال في كلمته بالمؤتمر، إنها «تعكس أغراضاً مشبوهة ومضللة»، مشيراً إلى أن بلاده «قدمت 70 في المائة من المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة».

قد يهمك أيضًا: غارة جديدة وسط مدينة خان يونس

وشدد عبد العاطي على أن بلاده «ستواصل دعم حق الشعب الفلسطيني، في البقاء على أرضه وإقامة دولته المستقلة»، وقال إن «مصر تلعب دوراً استثنائياً وثابتاً في دعم القضية الفلسطينية، إيماناً بعدالة القضية وضرورة إنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة»، مشيراً إلى أن بلاده «تقود سياسة خارجية شريفة في ظروف إقليمية غير مسبوقة»، وفق إفادة لـ«الخارجية المصرية».

وتواصل القاهرة تسيير قوافل المساعدات الإنسانية لغزة، وأعلن «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، (مؤسسة مدنية تضم جمعيات أهلية وخيرية)، إطلاق القافلة الحادية عشرة، من المساعدات الإغاثية لقطاع غزة، وفق إفادة له، الأحد.

وتضم القافلة «200 شاحنة محملة بنحو 4 آلاف طن من المواد الغذائية الضرورية»، وشارك في تجهيزها 13 مؤسسة أهلية، حسب بيان «التحالف الوطني للعمل الأهلي».

رئيس الوزراء المصري في «مؤتمر المصريين بالخارج» (مجلس الوزراء)

وفي الوقت نفسه، أعلنت القوات المسلحة المصرية، تنفيذ «9 طائرات نقل عسكرية، عملية إسقاط جوي لعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية، خلال الأيام الثلاثة الماضية»، وقالت في بيان لها، الأحد، إن «المساعدات جرى إسقاطها على المناطق التي يصعب الوصول إليها براً بقطاع غزة».

ولن تتوقف القاهرة عن دعمها القضية الفلسطينية، وتقديم الدعم للفلسطينيين في غزة، رغم حملات التشويه الأخيرة، وفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي، الذي أكد أن «هناك التزاماً مصرياً بثوابت التعامل مع القضية، سياسياً وإنسانياً».

وأشار فهمي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بأن «مصر تواصل اتصالاتها، لإنفاذ كميات أكبر من المساعدات»، مشيراً إلى أن «دعوات حصار السفارات المصرية بالخارج، مرتبطة بسلوك عدواني ضد الدولة المصرية، بسبب مواقفها مما يحدث في قطاع غزة، وأهمها رفض دعوات تهجير الفلسطينيين».

كانت «الخارجية المصرية»، أشارت إلى أن التظاهر أمام السفارات المصرية «إجحاف للدور المصري التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، والتضحيات التي قدّمتها منذ النكبة». وقالت في إفادة لها، الخميس الماضي، إن هذه المزاعم «تصبّ في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، وتُسهم في تشتيت الرأي العام الدولي والعربي عن معرفة المسؤول الحقيقي بشأن الكارثة الإنسانية في القطاع».

وأعادت «الخارجية» تأكيد «عدم غلق القاهرة معبر رفح من الجانب المصري، وأن منع دخول المساعدات إلى الغزيين يعود إلى القوات الإسرائيلية المسيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر».

ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب أن «الدعوات ضد مصر لن تؤثر في دور الحكومة المصرية في تقديم المساعدات إلى قطاع غزة، وفي مواصلة دورها في الوساطة لوقف إطلاق النار».

ويعتقد الرقب، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجهود المصرية، تركز على كيفية إزالة معاناة الغزيين، وتتحرك دون الاكتراث للأصوات التي تستهدف تشويه دورها تجاه القضية الفلسطينية»، وقال إن «القائمين على الوقفات أمام السفارات المصرية بالخارج لم ينظموا أي وقفات احتجاجية ضد إسرائيل، منذ بداية العدوان على غزة»، عاداً ذلك «مفارقات تعكس أن هذه الدعوات تصب في صالح إسرائيل».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات