يُقال أن الحارس نصف الفريق، بل أحيانًا كله في أحلك فترات المباراة وأكثرها عتمة على البقية، هكذا جسّد الحارس المغربي ياسين بونو المقولة حرفيًا، عندما قاد الهلال لكبح جموح مانشسر سيتي.
صنيع قفازات حامي عرين الهلال السعودي ضد كتيبة بيب جوارديولا المدججة، لم يكن سوى امتدادًا لما يًقدمه بونو في كأس العالم للأندية 2025، المقامة حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية.
مُخطئ تمامًا من يظن أن الحارس آخر خط للدفاع، بل في بعض الأحيان يكون يكون نقطة التحول، هذا ما يُثبته النجم المغربي ياسين بونو في كل مباراة يخوضها بقميص الهلال السعودي، حيث أصبح أيقونة لتطبيق مقولة: “الحارس نصف الفريق”.
في النسخة الحالية من كأس العالم للأندية 2025، والمقامة على الأراضي الأمريكية، برهن ياسين بونو على أنه من طينة الحراس الكبار. ضد مانشستر سيتي، وخلال 120 دقيقة من الضغط والسيطرة الإنجليزية، كان بونو جبلًا لا يُهزم.
وتصدى بونو لـ10 كرات خطيرة، ودقته العالية في بناء الهجمات بـ29 تمريرة بنسبة نجاح بلغت 76٪، إضافة إلى 16 استعادة للكرة في واحدة من أشرس المواجهات التي خاضها الهلال في تاريخه الحديث.
هذا الأداء المذهل لم يكن وليد الصدفة، بل امتداد لمسيرة استثنائية في البطولة، جعلت من بونو الحارس الأكثر تصديًا في كأس العالم للأندية بـ22 تصديًا، مناصفة مع الحارس الأرجنتيني أوسكار أوستاري، ما يؤكد قيمته الكبيرة في تشكيلة الهلال.
ما يُقدمه بونو مع الهلال ليس فقط تصديات، بل طمأنينة وثقة وانضباط ذهني، جعلته قائدًا حقيقيًا من موقعه، ويُجسد بونو الحارس العصري الذي يُغيّر مسار المباريات، بل يُمكنه قلب البطولات.
نوصي بقراءة: كم يحصد باريس سان جيرمان من المشاركة في كأس العالم للأندية 2025؟
ومع استمرار الهلال في كأس العالم للأندية، يبقى ياسين بونو الرقم الثابت، والسلاح السري، والحارس الذي لا تُقدّر قيمته إلا حين تتسارع الدقائق الأخيرة، ويكون هو الجدار الأخير… الذي لا يُخترق.
وعلى غرار التألق في المحفل العالمي الحالي، كان الحارس المغربي بالمرصاد لخصومه في عدة محافل سابقة بقميص الهلال السعودي، مؤكدًا أن انتدابه من إشبيلية كان عين الصواب.
تصدى ياسين بونو لركلة جزاء حاسمة من كريم بنزيما، في واحدة من أكثر اللحظات توترًا، إلى جانب إنقاذه لعدة فرص خطيرة في الدقائق الأخيرة، ليقود الهلال للتأهل.
وقف “الأسد الأطلسي” سدًا منيعًا في وجه رونالدو وماني في واحدة من المعارك الكبيرى في أراضي المملكة، وكان من أبرز نجوم اللقاء الذي انتهى بتتويج الهلال باللقب.
في الدقيقة الأخيرة، تصدى لانفراد صريح، حافظ به على فوز الهلال بنتيجة (2-1) وأثبت مرة أخرى أنه من أفضل صفقات “الزعيم” رغم موسم الفريق الذي لم يكن كما تمناه الأنصار.
على غرار صولاته وجولاته مع إشبيلية الإسباني، يتذكر الكثيرون ما قدمه بونو في ملحمة منتخب المغرب بكأس العالم للأندية 2025، عندما قاد “أسود الأطلس” لإلى نصف نهائي المونديال.
اليوم، وبقميص “الزعيم” يكرر بونو نجاجاته وكأن المحافل العالمية لصيقة باسمه، ليحلق بالهلال السعودي نحو ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، بمستويات أبهرت الخصوم قبل المحبين.
يرتبط الدولي المغربي بعدة أندية أوروبية بارزة هذا الصيف، لكن مستوياته بالنسخة الحالية من كأس العالم للأندية ستكون بلا شك جسرا نحو مرحلة جديدة مع الهلال، إذ سيكون من الصعب التخلي عن حارس بجودة المغربي، خاصة في ظل كونه جزءًا من مشروع سيموني إنزاجي مع الهلال، قيمته السوقية وفق “ترانسفير ماركت” تُقدر بـ 5.5 مليون يورو.
