منذ حصل لامين يامال على القميص رقم “10” الذي اعتاد نادي برشلونة على تسليم إرثه للأساطير؛ يسعى اللاعب لتثبيت مكانته وإبراز قيمته الفنية وتأكيد قدرته على ارتداء قميص العظماء وهو في الثامنة عشرة من عمره فقط.
اللاعب الإسباني جدد عقوده مع النادي الكتالوني حتى عام 2031، وسط تطلعات جماهيرية ضخمة لنجمًا يُنظر له بأنه حجر الأساس في مستقبل الفريق، خاصةً بعد الأداء المميز الذي قدمه مع البارسا ومنتخب لا روخا في الموسم المنصرم 2024-2025.
لكن في صيف 2025، كان معسكر برشلونة التحضيري الذي أُقيم في كوريا الجنوبية، استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026، أشبه بمنصة عرض، والضوء كله مسلّط على لاعب واحد: لامين يامال، اللاعب الشاب يتعامل مع المستطيل الأخضر وكأنه خُلق ليقوده.
لأن أساس الظهور في المباريات يبدأ من التدريبات؛ أبدع يامال في إبهار زملائه، متجاوزًا حتى نجومًا مثل البولندي روبرت ليفاندوفسكي والإسباني بابلو جافي، تاركًا إياهم مذهولين برشاقته وفنه في المراوغة.
كان أداءً أشعل آمال الجماهير وأعاد الحماس للموسم الجديد، وكأن برشلونة يُعلن بشكل ضمني أنه وجد من يواصل إرث الإبداع بعد الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب الفريق السابق ونجم إنتر ميامي الأمريكي الحالي.
نوصي بقراءة: ديالو على رادار الدوري الفرنسي والشباب يدرس العروض
أثناء الجولة الآسيوية للفريق الكتالوني، نجح لامين يامال في إظهار مهاراته الإبداعية، خلال المباريات الودية التي خاضها برشلونة مع مختلف الأندية، وذلك بمزيج من المراوغات والتمريرات الحاسمة، وكذلك اللمسات الساحرة التي تخطف الأنفاس.
البداية كانت في مباراة برشلونة ضد فيسيل كوبي الياباني، لعب لامين 45 دقيقة، لكنه كان قادرًا على خلق مساحات مميزة لزملائه، بينما أمام سيول الكوري، لعب 45 دقيقة أيضًا لكنه تمكن من تسجيل هدفين لصالح فريقه، وحصل على نسبة تقييم 8.0 بحسب موقعنا 365Scoers.
في المواجهات الودية الأخرى، أثبتت أرقامه أنه ليس مجرد وميض صيف، بل مشروع نجم دائم، أمام دايجو احتاج فقط لـ45 دقيقة آخرى لصنع هدفًا مميزًا أحرزه مواطنه بابلو جافي، أما أمام كومو الإيطالي في كأس خوان جامبر، لعب 78 دقيقة، سجل هدفين، وحصل على تقييم 8.8، في أداء وصفته الصحف الإسبانية بـ”الجاهزية الكاملة للموسم”.
لم يكن معسكر يامال لعام 2025 مجرد فترة إعداد بدني، بل كان لوحة كاملة ترسم ملامح قائد قادم؛ مزيج من جرأة الشباب، وذكاء الملعب، ونضج يفوق سنه.
مع استمرار أسطورة القميص رقم 10، يبدو أن برشلونة لا يحافظ فقط على إرثه، بل يعيد كتابته بقلم لامين يامال، الذي بدأ بالفعل في نسج فصله الخاص من الحكاية الكتالونية.
