منذ سنوات، كانت إدارة النصر تُعرف بأسلوبها الهادئ والممتد في المفاوضات، حيث قد تستمر محادثات ضم أي لاعب لأسابيع أو حتى أشهر قبل أن تنتهي الصفقة بالنجاح أو الفشل.
ذلك النهج، رغم أنه كان يضمن بعض الصفقات المميزة للنادي العاصمي، إلا أنه أحيانًا كان يفقد النادي فرصة التعاقد مع أهدافه التي يرغب في ضمها أمام سرعة تحركات المنافسين.
لكن بعد تجديد عقد النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، في الفترة الأخيرة، تغيرت الصورة تمامًا، أصبح النصر أكثر جرأة وحسمًا، خاصة أن صاروخ ماديرا قد اشترط على إدارة العالمي تدخله في حسم الصفقات في الصيف الجاري.
باتت الصفقات في النصر تُنجز في وقت قياسي، وأحيانًا تُحسم في أقل من 24 ساعة، لم يعد هناك مجال للتأجيل أو التردد مع البرتغالي، بل تحولت الإدارة إلى أسلوب الصفقات المفاجئة التي تفاجئ جماهير الكرة السعودية والعالم.
السر خلف هذا التغيير لا يكمن فقط القيمة الفنية التي يضيفها رونالدو على أرض الملعب، بل أيضًا في دوره المؤثر خلف الكواليس، فهو يشارك في المفاوضات، ويعطي الضوء الأخضر لبعض الأسماء، ويستغل علاقاته وشهرته العالمية لتسهيل الأمور مع اللاعبين المستهدفين، خاصة أن النصر لبى طلبات البرتغالي في تعيين زملائه بالهيكل الإدارة لكرة القدم في النادي.
واحدة من أبرز الأمثلة على أسلوب العالمي جديد مع رونالدو كان صفقة البرتغالي جواو فيليكس، حيث بدأت المفاوضات فجأة، وخلال أقل من 24 ساعة كان الإعلان الرسمي لضم اللاعب من صفوف تشيلسي جاهزًا.
ولم تشهد الصفقة تسريب أي معلومات قبل إتمامها بساعات تقريبًا، على عكس ما يحدث مع الفرق الأخرى، ليُصدم جمهور النصر والمنافسون بوجود نجم البلوز وأتلتيكو مدريد السابق في معسكر العالمي التحضيري للموسم الجديد ليبدأ مشواره مع الفريق بشكل فعلي.
هذه السرعة، لم تكن لتتحقق لولا تدخل رونالدو شخصيًا، الذي أكد البعض أنه يستخدم طائرته الخاصة لجلب اللاعبين لمعسكر النادي السعودي بعد إتمام الصفقة بشكل رسمي.
وأيضًا العلاقة بين رونالدو وجواو فيليكس مميزة في منتخب البرتغال، وهو ما استغله صاروخ قائد فارس نجد ليقنع اللاعب بسرعة بالمشروع النصراوي، وليجعل الأمر يبدو وكأنه قرار لا يحتاج إلى تفكير طويل.
أولى صفقات النادي العاصمي المدوية في الميركاتو الصيفي الجاري كانت مثالًا واضحًا على أن العالمي لم يعد ينتظر طويلًا، بل يختار أهدافه بعناية ثم يتحرك بسرعة الضوء لإنهاء الإجراءات، هذه الاستراتيجية منحت الفريق دفعة معنوية كبيرة قبل انطلاق الموسم.
لم يتوقف الأمر عند فيليكس، بل تكرر السيناريو مع المدافع الإسباني إينيجو مارتينيز، لاعب برشلونة. فجأة بدأت الأخبار تتحدث عن اهتمام النصر، وفجأة أيضًا أصبح اللاعب قريبًا جدًا من التوقيع.
لم يتوقف الأمر عند فيليكس، بل تكرر السيناريو مع المدافع الإسباني، إينيجو مارتينيز، لاعب برشلونة، بشكل مفاجئ، بدأت الأخبار تتحدث عن اهتمام النصر، وفجأة أيضًا أصبح اللاعب قريبًا جدًا من التوقيع، كل ذلك حدث في ساعات قليلة للغاية في نفس اليوم.
المفاوضات مع نجم النادي الكتالوني السابق جرت في هدوء تام، لكن الفارق أن رونالدو لم يكتف بدور المُحرض على الصفقة، بل ساهم في إقناع المدافع بجدية المشروع الرياضي في السعودية، خاصة مع حاجة النصر لمدافع خبرة في منافسات الموسم المقبل.
وهو ما دفع اللاعب ينهي علاقته مع برشلونة في أسرع وقت ممكن ويقرر الرحيل عن النادي الإسباني بعد استغلال بند في عقده يتيح له الرحيل مجانًا، وهو ما فعله اللاعب لينتقل إلى النصر في صفقة انتقال مجاني.
نوصي بقراءة: جلطة سراي يُقدم ضمانات لضم فيكتور أوسيمين
وبمجرد الإعلان عن رحيله بعد يوم واحد فقط من إنهاء الاتفاق مع إدارة العالمي على الشروط الشخصية في عقده الجديد مع النصر، أعلن النادي الأصفر عن تعاقده مع المدافع الإسباني بشكل رسمي في صفقة قد تكون الأسرع في الميركاتو الصيفي الجاري.
أما كينجسلي كومان، نجم بايرن ميونخ، فقد بدأت المفاوضات معه منذ أقل من يومين فقط، وبالأمس، تم التوصل لاتفاق كامل معه على الشروط الشخصية في عقده مع الفريق.
الخطوة المتبقية حاليًا هي إنهاء الاتفاق مع إدارة بايرن ميونخ، والتي تقترب بدورها من القوبل بالعرض النصراوي، ما يعني أن الصفقة قد تُحسم خلال ساعات أو في اليومين المقبلين على الأكثر.
مرة أخرى، يظهر دور رونالدو في تقريب وجهات النظر وإقناع اللاعب، خاصة أن كومان يملك طموحات جديدة وقد يرى في مشروع النصر فرصة مثالية للعب بجوار أسطورة بحجم النجم البرتغالي.
رونالدو لم يكتف بدوره التهديفي في الملعب، بل أصبح بمثابة سفير النصر في الميركاتو، وجوده في الفريق يفتح أبواب التفاوض مع نجوم كبار، ويمنحهم الثقة في المشروع الرياضي للنادي.
علاقاته الواسعة مع لاعبين ومدربين ووكلاء، وأيضًا بمساعدة من زملائه الجدد في الهيكل الإداري لكرة القدم في النادي، ساعدوا في تسريع المفاوضات، كما أن حديثه المباشر مع المستهدفين يلغي الكثير من الحواجز النفسية لديهم.
هذا الدور غير المعلن، جعل النصر يبدو وكأنه يملك ورقة رابحة في أي صفقة، ورقة لا يستطيع أي نادٍ آخر في المنطقة مجاراتها، خاصة في ظل المنافسة التي يلاقيها النادي العاصمي من غريمه التقليدي، الهلال، في ضم الصفقات الكبرى.
نجاح النصر في إتمام صفقات مفاجئة وسريعة يمنحه سمعة قوية في سوق الانتقالات، حيث بات يُنظر إليه كنادٍ قادر على الحسم في أسرع وقت، وليس فقط المفاوضة.
هذه الصورة الجريئة تزيد من ثقة الجماهير وتدفع لاعبين آخرين للتفكير في الانضمام، إذا يرون في النصر ناديًا يعرف ما يريد ويحقق أهدافه دون تردد.
إضافة إلى ذلك، فإن هذا الأسلوب يحبط المنافسين الذين يجدون أنفسهم خارج اللعبة قبل أن تبدأ، وهو عامل نفسي مهم في صراع السيطرة على الميركاتو.
من خلال صفقات جواو فيليكس، إينيجو مارتينيز، وكينجسلي كومان، أثبت النصر أن سرعة التنفيذ والمفاجأة يمكن أن تكون سلاحًا حاسمًا في المنافسة على النجوم.
ومن خلال صفقات جواو فيليكس، وإينيجو مارتينيز، وقريبًا كينجسلي كومان، يثبت النصر أن سرعة التنفيذ والمفاجأة يمكن أن تكون سلاحًا حاسمًا في المنافسة على ضم النجوم.
هذه الاستراتيجية، المدعومة بدور كريستيانو رونالدو المحوري، جعلت النادي يبدو وكأنه “صياد الفرص” في سوق الانتقالات، قادر على خطف الأهداف قبل أن يلتفت إليها الآخرون.
إذا استمر النصر بهذا النهج، فمن المتوقع أن نرى المزيد من الأسماء الكبيرة وهي ترتدي قميص فارس نجد في المستقبل القريب، مما سيزيد من قوته محليًا وقاريًا، ويعزز مكانته في المشهد الكروي العالمي.