علق رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور، وأمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، على استشهاد الزميل الصحفي أنس الشريف وعدد من زملائه في قطاع غزة، في حادثة تضاف إلى سلسلة الجرائم المستمرة التي تستهدف الصحفيين في القطاع، وسط حالة من التصعيد المتعمد ضد الإعلاميين الذين يؤدون دورهم في نقل الحقيقة.
وفي السياق، أكد رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين، أن ما يحدث هو من أبشع المجازر في التاريخ البشري، لا تقتصر على استهداف الصحفيين فقط، بل تمتد إلى الشعب الفلسطيني في غزة الذي يعيش منذ ما يقارب عامين تحت وطأة حرب إبادة، في ظل صمت وتواطؤ دولي مريب.
وأضاف أن التضامن الشعبي العالمي مع غزة ظهر بقوة بعد الأشهر الأولى من الحرب، لكنه أشار إلى أن قتل الصحفيين بشكل متعمد يشكل جريمة حرب واضحة، ومخالف لكل القوانين والاتفاقيات الدولية.
وأشار منصور في حديث لبرنامج نبض البلد على قناة “رؤيا”، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد يخفي مسؤولياته، بل يعترف صراحة باغتيال الصحفي أنس الشريف وسط أكاذيب مزعومة، مما يعكس فقدان الاحتلال لأي خوف من المحاسبة. واعتبر أن من يحكم العالم اليوم هو مجرم حرب اسمه نتنياهو. كما أكد أن الأمم المتحدة والآليات الدولية عاجزة حتى الآن عن تطبيق ميثاقها لمنع الحرب وحفظ السلم، ولا يملك سوى مجلس الأمن القدرة الفعلية على اتخاذ إجراءات.
قد يهمك أيضًا: مصادر فلسطينية: قصف عنيف لطيران الاحتلال على عدة مناطق في قطاع غزة
وذكر منصور حجم المأساة التي يعاني منها الصحفيون في غزة، حيث يعملون دون حماية وسط ظروف قاسية تشمل الجوع والتعرض المباشر للاستهداف، في وقت استشهد فيه أكثر من 60 ألف فلسطيني في القطاع، إضافة إلى استهداف موظفي الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول كتم الأصوات عبر منع دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع، خشية كشف الحقيقة على المستوى الدولي، لكنه لم يلتفت لكل الدعوات الدولية بهذا الخصوص.
من جهته، وصف الدكتور مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، ما يحدث في غزة بأنه حرب دموية تشمل تطهيرًا عرقيًا وإبادة جماعية وحربًا بيولوجية تهدف إلى تحويل السكان إلى مرضى وجائعين محرومين من مقومات الحياة. وأكد البرغوثي أن إسرائيل انتقمت من الصوت الإعلامي الفلسطيني باغتيال 238 صحفيًا حتى الآن، وهو أكبر رقم لضحايا الصحفيين في أي حرب بتاريخ البشرية، متجاوزًا كل الحروب الكبرى السابقة.
ووصف البرغوثي هذه الجرائم بأنها إجرام وحشي لا مثيل له يهدف إلى إسكات صوت الحقيقة، مشددًا على أن الصحفي الفلسطيني لن يتراجع، رغم الحرب الهمجية التي يخطط الاحتلال لشنها على غزة، والتي تهدف إلى تطهير عرقي وإبادة جماعية لمليون مواطن، في ظل صمت وتواطؤ من المجتمع الدولي والغرب، رغم ادعائهم احترام القانون الدولي والإنساني.
ودعا البرغوثي الصحافة العالمية ووكالات الأنباء إلى الرد بشكل جدي على استهداف الصحفيين واغتيالهم، مطالبًا بمقاطعة شاملة لحكومة الاحتلال ووسائل الإعلام التي تدعمها، خاصة وأن ما يقارب 10 صحفيين يتعرضون للاستهداف شهريًا في غزة.