الخميس, أغسطس 14, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةالجوع يفتك بمستقبل طلاب غزة.... والغارات دمرت 97% من المنشآت التعليمية

الجوع يفتك بمستقبل طلاب غزة…. والغارات دمرت 97% من المنشآت التعليمية

كانت الطالبة مها علي تطمح إلى أن تُصبح صحافية يوماً ما وتغطي الأحداث في غزة، لكن طموحها الوحيد الآن هي وغيرها من الطلاب بات أن يجدوا طعاماً في ظل الجوع الذي يجتاح القطاع الفلسطيني.

ومع اشتداد وطيس الحرب، تعيش مها (26 عاماً) بين أنقاض الجامعة الإسلامية التي كانت تعجّ بالحياة يوماً ما قبل أن تصبح الآن ملاذاً للنازحين؛ شأنها شأن غيرها من المؤسسات التعليمية في غزة.

وقالت مها: «إحنا كشباب بقالنا سنتين واقفين مكانا، لا يتحرك شيء في حياتنا. لا شيء موجوداً غير الموت. لا في شغل ولا في تعليم ولا في حرية تنقل، نحن هنا نعمل أشياء عقلنا غير قادر علي استيعابها، صوت الشباب غير مسموع في غزة… بنحكي من فترة طويلة إحنا بدنا نعيش. إحنا بدنا نتعلم… إحنا بدنا نسافر… صرنا هلا بحكي إحنا بدنا ناكل»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

تنظر مها علي إلى الدمار الذي لحق بالجامعة الإسلامية في غزة حيث تعيش الآن (رويترز)

ومها واحدة من جيل من سكان غزة، في مراحل تعليمية من المدرسة إلى الجامعة، يقول إنه حُرم من التعليم بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة منذ عامين تقريباً والتي دمَّرت مؤسسات القطاع.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية على غزة رداً على هجوم حركة «حماس» عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

طفل فلسطيني يصرخ بانتظار الحصول على الطعام من مطبخ خيري وسط أزمة الجوع بمدينة غزة (رويترز)

وقالت السلطات الصحية في غزة إن الحملة الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، وحوَّلت جزءاً كبيراً من القطاع إلى ركام. وتعاني غزة من الفقر وارتفاع معدلات البطالة حتى من قبل الحرب.

واتهم وزير التعليم الفلسطيني أمجد برهم، إسرائيل بتدمير المدارس والجامعات على نحو ممنهج، قائلاً إنها دمرت 293 مدرسة من أصل 307 كلياً أو جزئياً.

وأضاف أن إسرائيل تريد بذلك قتل الأمل في نفوس الشبان.

فلسطينيون نزحوا بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي يحتمون في خيام بمدرسة تابعة لـ«أونروا» في مدينة غزة (رويترز)

ولم يردّ الجيش الإسرائيلي أو وزارة الخارجية على طلب للتعليق.

واتهمت إسرائيل «حماس» وفصائل مسلحة أخرى بالتسلل إلى المناطق والمنشآت المدنية، ومن بينها المدارس، واستخدام المدنيين دروعاً بشرية.

وتنفي «حماس» هذه المزاعم، وتتهم هي والفلسطينيون إسرائيل بشن غارات عشوائية.

اقرأ ايضا: الحرية المصرى: مصر تلعب دورا تاريخيا لدعم القضية الفلسطينية.. ونرفض التشكيك

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحدث تقييم للأضرار استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية في يوليو (تموز) كشف عن أن 97 في المائة من المنشآت التعليمية في غزة تعرضت لأضرار بدرجات متفاوتة، وأن 91 في المائة منها تحتاج إلى إعادة تأهيل أو إعادة بناء كاملة لتصبح صالحة للعمل مرة أخرى.

من مشاهد الجوع في غزة (رويترز)

وأضاف: «لا تزال القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية تحدّ من دخول المستلزمات التعليمية إلى غزة، وتؤثر سلباً على حجم المساعدات المقدَّمة وجودتها».

ترسم هذه الإحصاءات القاتمة مستقبلاً مظلماً لياسمين الزعنين (19 عاماً) التي راحت تفرز الكتب التي لا تزال سليمة، وهي جالسة في خيمة للنازحين رغم الغارات الإسرائيلية والنزوح.

وتتذكر كيف كانت منغمسة في دراستها، تطبع الأوراق وتجد مكتباً وتجهّزه بالإضاءة.

وقالت: «بسبب الحرب، تم توقيف كل شيء. يعني، كل ما بنيته وعملته، كل ما فعلته تم تهديمه وتم تحطيمه في ثوانٍ».

ولا يوجد أمل في التخفيف من المعاناة أو العودة إلى الفصول الدراسية فوراً.

الطالبة فلسطينية بمعهد الأزهر في غزة سجى عدوان تدرس بمبنى مدرسة متضرر يُستخدم مأوى للأسر النازحة بمدينة غزة (رويترز)

ولم يتمكن الوسطاء من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس».

وتعتزم إسرائيل شن هجوم جديد على غزة. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه يتوقع إتمام ذلك الهجوم «بسرعة معقولة» في حين استمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى مطالب جديدة بإنهاء المعاناة في القطاع الفلسطيني.

وتتذكر سجى عدوان (19 عاماً)، وهي طالبة متفوقة في معهد أزهري في غزة وتعيش في مدرسة تحوَّلت إلى مأوى مع عائلتها المكونة من 9 أفراد، كيف قُصف المبنى الذي كانت تدرس فيه سابقاً.

امرأة فلسطينية تحمل وعاءً به طعام حصلت عليه من مطبخ خيري وسط أزمة الجوع في غزة (رويترز)

وفي ظل الحصار، اختفت كتبها وموادها الدراسية. ولِشَغْل ذهنها تدوّن ملاحظات على الأوراق الدراسية القليلة التي حملتها معها.

وقالت: «كل ذكرياتي كانت هناك، طموحاتي وأهدافي. كنت أحقق حلماً هناك. كان المعهد بمثابة حياة. عندما كنت أذهب إليه كنت أشعر براحة نفسية».

وأضافت: «كانت دراستي هناك تمثل حياتي ومستقبلي الذي كنت أتطلع إلى أن أتخرج منه».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات