في إنجاز طبي متقدم يضاف إلى سجل نجاحاتها، تمكّن فريق طبي متكامل في مستشفيات البشير من إعادة زراعة الطرف العلوي الأيسر لطفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، بعد تعرضها لإصابة بليغة أدت إلى بتره شبه الكامل.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى تعرض الطفلة لإصابة من حزام مضخة ميكانيكية، حيث أُسعفت إلى مستشفى ذيبان الحكومي. وهناك، أجرى أخصائي الجراحة الإسعافات الأولية وتمت السيطرة على النزيف، وجرى تواصل فوري مع فريق جراحة الأوعية الدموية في مستشفيات البشير الذي قدم إرشادات دقيقة لحفظ الطرف المبتور ونقله بالظروف المثلى.
وقال مدير إدارة مستشفيات البشير، الدكتور علي العبداللات، إنه فور وصول الطفلة إلى مركز الجراحات التخصصية، كانت الفرق الطبية متعددة الاختصاصات على أهبة الاستعداد لإجراء العملية التي استغرقت ست ساعات متواصلة.
بدأت العملية بإدخال المريضة فوراً إلى غرفة العمليات. وأوضح الدكتور إياد العجارمة، مستشار جراحة الأوعية الدموية، أن الفريق عمل على تهيئة الشرايين والأوردة ووضع تحويلة دموية مؤقتة للحفاظ على حياة الطرف.
نوصي بقراءة: التشكيلة الأساسية لمواجهة إنتر ميامي وباريس سان جيرمان
تلا ذلك تدخل فريق جراحة العظام والمفاصل بقيادة الدكتور جاسر زبيدي، حيث تم تقصير عظم العضد بمقدار 4 سم وتثبيته معدنياً، مما هيأ الظروف المثالية لترميم الأنسجة.
وبعد تثبيت العظم، أكمل فريق جراحة الأوعية الدموية بقيادة الدكتور علي ذنيبات مهمته، حيث تم ترميم الشرايين والأوردة بشكل كامل وإعادة التروية الدموية للطرف، قبل ترميم العضلات والأنسجة المحيطة.
نُقلت الطفلة بعد العملية إلى وحدة العناية الحثيثة ثم إلى قسم الجراحة، ووصفت حالتها العامة بالجيدة، حيث يتماثل طرفها للشفاء بشكل ملحوظ.
وأكد الدكتور ذنيبات أن نجاح مثل هذه العمليات الدقيقة يعتمد على منظومة متكاملة تبدأ من سرعة الاستجابة في المستشفى الأولي، مروراً بالتنسيق الفوري للنقل، وصولاً إلى جاهزية الفريق الجراحي المتعدد التخصصات في البشير.
وأشار الدكتور العبداللات إلى أن استحداث قسم متكامل لجراحة وقسطرة الأوعية الدموية في البشير شكل نقلة نوعية في خدمات وزارة الصحة، حيث أجرى القسم أكثر من 2000 تدخل جراحي خلال العام الأخير، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس الجاهزية العالية لمستشفيات البشير كمركز طبي مرجعي متقدم على مستوى المملكة.