نفت وزارة الخارجية في دولة جنوب السودان، الأربعاء، بشكل قاطع صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن وجود مناقشات مع تل أبيب بشأن إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة على أراضيها، وذلك في وقت تتصاعد فيه التحذيرات داخل الاحتلال من خطورة تبني سياسات التهجير.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة خارجية جنوب السودان أنه “لا صحة للادعاءات بشأن موافقة دولة جنوب السودان على استضافة سكان غزة في أراضيها”، مشددة على أن هذه التقارير “لا تعكس الموقف الرسمي للدولة”.
وجاء هذا النفي رداً على تقرير أجنبيةتستند إلى 6 مصادر، وأفاد بأن الاحتلال تجري بالفعل محادثات مع جنوب السودان حول إمكانية نقل الفلسطينيين.
قد يهمك أيضًا: بعد تدميرها غزة.. مصادر مطلعة: تل أبيب توافق مبدئيًا على تمويل إعادة إعمار القطاع
وأكد رئيس منظمة مجتمع مدني في جنوب السودان، إدموند ياكاني، أنه تحدث مع مسؤولين في بلاده حول الأمر، بينما صرح مسؤولان مصريان بأنهما على علم بجهود الاحتلال لإيجاد دولة تقبل الفلسطينيين.
يتزامن هذا الجدل مع تحليلات الاحتلال تحذر من أن الخطاب المتزايد حول تهجير سكان غزة، إلى جانب تفاقم الأزمة الإنسانية، يؤدي إلى “نفاد صبر المجتمع الدولي”، وهو ما يظهر في استعداد دول أوروبية كبرى مثل فرنسا وبريطانيا للاعتراف بدولة فلسطينية.
وذكر موقع “يسرائيل ديفنس” المتخصص أن تصوراً خطيراً يترسخ في تل أبيب يعتبر “ترحيل الفلسطينيين الحل الوحيد”، ليس عبر ترحيل قسري، بل عبر عملية تدريجية تبدأ باحتلال كامل للقطاع وفرض حكم عسكري، ثم حصر السكان في مخيمات وفرض حصار مميت عليها، وإدارة الأزمة الإنسانية بطريقة تشجع ما يسمى بـ “الهجرة الطوعية”.
وخلص التحليل إلى أن هذه الاستراتيجية لا تثير مخاوف أخلاقية عميقة فحسب، بل ستكون لها عواقب وخيمة على تل أبيب نفسها، التي تقف عند “مفترق طرق تاريخي”.
