قالت شركة «سانتوس» الأسترالية المنتجة للنفط والغاز، الثلاثاء، إن تحالفاً دولياً بقيادة شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لن يتمكن من الانتهاء من عرض الاستحواذ على الشركة مقابل 18.7 مليار دولار قبل شهر على الأقل، مما يعني أنه سيفوت الموعد النهائي للفحص النافي للجهالة الحصري.
وانخفض سهم «سانتوس»، ثاني أكبر شركة مستقلة لإنتاج الغاز في أستراليا، 3.5 في المائة إلى أدنى مستوى في أكثر من خمسة أسابيع عند 7.68 دولار أسترالي، إذ تسبب التأجيل في شكوك لدى المستثمرين في إمكانية إتمام الصفقة.
وقال جيمس هود، كبير محللي شؤون الطاقة لدى «ريجال فاندز مانجمنت»: «تنبئ السوق بازدياد المخاطر والضبابية».
كانت أسهم «سانتوس» عادةً عند سعر أقل بكثير من السعر البالغ 8.89 دولار أسترالي في العرض المقترح من الكونسورتيوم الذي تقوده «إكس آر جي»، الذراع الاستثمارية الدولية لشركة «أدنوك» في 16 يونيو (حزيران)، وهو ما رأى محللون أنه يُلقي بظلال من الشك حول إمكانية إتمام الصفقة.
كان من المقرر أن تنتهي المحادثات الحصرية بين «سانتوس» والكونسورتيوم، الذي يضم القابضة «إيه دي كيو»، وشركة الاستثمار المباشر «كارلايل»، يوم الجمعة.
وأبلغ الكونسورتيوم «سانتوس» بأنه سيحتاج إلى أربعة أسابيع أخرى على الأقل للحصول على جميع الموافقات اللازمة لإتمام عرضه.
وقالت «إكس آر جي» في بيان منفصل، إنها ستواصل الفحص النافي للجهالة والتقدم في المفاوضات للتوصل إلى عرض يمكن إتمامه رسمياً.
وتشير بيانات من «فاكت ست» إلى أنه مع أخذ صافي الدين في الاعتبار، ستمنح الصفقة «سانتوس» قيمة مؤسسية 36.4 مليار دولار أسترالي، مما يجعلها أكبر عملية استحواذ نقدي بالكامل على شركة في تاريخ أستراليا.
اقرأ ايضا: اتفاقية تمويل بـ513 مليون دولار بين المؤسسة الإسلامية وباكستان لدعم قطاع الطاقة
وقال كوشال راميش، نائب رئيس أبحاث الغاز والغاز الطبيعي المسال في «ريستاد إنرجي»، إن «إتمام هذه الصفقة لم يكن أبداً سهلاً؛ نظراً إلى تداخل اعتبارات أمن الطاقة محلياً والمصلحة الوطنية، بالإضافة إلى تعدد الجهات صاحبة المصلحة التي يصعب إرضاؤها».
تتطلب الصفقة موافقة جهات تنظيمية في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة والولايات المتحدة، نظراً إلى امتلاك «سانتوس» أصولاً في كل منها.
وقال محللون إن موافقة مجلس مراجعة الاستثمار الأجنبي في أستراليا قد تشكِّل عقبة رئيسية أمام الصفقة، إذ من المرجح أن تكون الحكومة حذرة في تسليم إدارة أصول الطاقة الرئيسية لمستثمرين من الشرق الأوسط.
وقال جيمي هانا، نائب مدير الاستثمار لدى «فان إيك»، المساهمة في «سانتوس»: «لا أعتقد (التأجيل) سيغيّر شيئاً في إجمالي المخاطر بالنسبة إلى عملية الاستحواذ، ولا يزال مجلس مراجعة الاستثمار الأجنبي هو المسؤول. أعتقد أن هذا على الأرجح هو أكبر خطر على عملية الاستحواذ بأكملها».
وسوق الغاز الأسترالية لها حساسية سياسية، إذ تحذّر الجهات التنظيمية المعنية بالمنافسة في البلاد من أن الولايات الشرقية المكتظة بالسكان ستواجه نقصاً في الغاز بدءاً من 2028 في حالة عدم وجود استثمارات جديدة.
وتقول «سانتوس» منذ فترة طويلة إن مشروع غاز «نارابري» الذي طال انتظاره في ولاية «نيو ساوث ويلز» يمكن أن يسهم في سد فجوة العرض.
وألغت «وودسايد» و«سانتوس» العام الماضي محادثات اندماج بقيمة 52 مليار دولار بعد فشلهما في التوصل إلى اتفاق. وقالت ميغ أونيل، الرئيسة التنفيذية لـ«وودسايد»، إن الشركة غير مهتمة بتقديم عرض منافس.
وفي حالة نجاح الصفقة، سيحصل الكونسورتيوم على السيطرة على مشروعين أستراليين للغاز الطبيعي المسال هما غلادستون وداروين للغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى حصص في مشروع بابوا غينيا الجديدة للغاز الطبيعي المسال، ومشروع بابوا للغاز الطبيعي المسال غير المطور. وتعد مصالح «سانتوس» في بابوا غينيا الجديدة من أهم أصولها.
كما تطور الشركة مشروع بيكا النفطي في ألاسكا، المقرر أن يبدأ الإنتاج في منتصف 2026. وفي غضون ذلك، أعلنت «سانتوس» أنها ستؤجل تقرير نتائج أعمالها إلى 25 أغسطس (آب) بدلاً من 20 أغسطس.