يواصل ليفربول سياسة الجمع بين الاستفادة الفنية والاقتصادية من لاعبيه الشباب، بعدما قدم أكثر من اسم بارز من الأكاديمية للفريق الأول خلال السنوات الأخيرة.
هؤلاء اللاعبون لم يكتفوا بترك بصمتهم في الملعب، بل ساهموا أيضًا في إنعاش خزائن النادي من خلال انتقالاتهم إلى أندية أخرى بمبالغ مميزة، وهو ما يعكس نجاح منظومة “الريدز” في الاستثمار بالمواهب.
أحمر ميرسيسايد تمكن من إنفاق 339 مليون يورو خلال فترة الانتقالات الصيفية، من خلال انضمام فلوريان فيرتز مقابل 125 مليون، وهوجو إيكيتيكي بـ95 مليون، و47 مليون لضم ميلوس كيركز.
بالإضافة إلى ذلك، 40 مليون للتعاقد مع فريمبونج، بالإضافة لجيوفاني ليون القادم مقابل 31 مليون، وأخيرًا أرمين بيسكي الحارس، بـ1.78 مليون.
الريدز رغم الإنفاقات في سوق الانتقالات الصيفية، تمكن من الاستفادة من بيع لاعبيه بعدما حصل على 219 مليون يورو.
وبالنظر لمبيعات فريق ليفربول في صيف 2025، سنجد هناك 6 لاعبين من أكاديمية النادي، واستفاد من رحيلهم الريدز بحوالي 97 مليون يورو.
الريدز استثمر بالشكل الأمثل في لاعبيه الشباب، وهذا الأمر ليس خلال الميركاتو الحالي فقط، ولكن بالنظر للسنوات الماضية، سنجد لاعبين مثل نيكو ويليامز انضم إلى نوتينجهام فورست مقابل 20 مليون يورو، وهاري ويلسون إلى فولهام مقابل 14 مليون يورو.
الاستفادة لم تكن فقط مادية من جانب ليفربول، فقد تمكن النادي من الحصول على إضافة فنية لأغلب هؤلاء اللاعبين، وفي مقدمتهم بكل تأكيد ترينت ألكسندر أرنولد.
رغم رحيل اللاعب الإنجليزي عن ليفربول في صفقة انتقال حر، لكن الريدز استفاد ماديًا من رحيله، فقد حصل على 10 مليون يورو، نظير التخلي عنه قبل نهاية يونيو الماضي موعد انتهاء عقده، من أجل المشاركة مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية.
وعلى مستوى الأرقام والبطولات، فقد كان أرنولد أحد رجال الجيل الذهبي تحت قيادة المدرب يورجن كلوب، وأخيرًا في الموسم الماضي مع أرني سلوت.
اللاعب الإنجليزي لم يلعب في مسيرته قبل ريال مدريد سوى لفريق ليفربول، وصنع المجد مع الريدز وكان له تأثير كبير من خلال مساهماته التهديفية.
على مستوى الألقاب، فقد فاز أرنولد مع الريدز بـ9 بطولات، من بينهم الدوري الإنجليزي مرتين، وكأس رابطة الأندية مرتين، بينما البطولات الخمس الأخرى، كانت دوري الأبطال والسوبر الأوروبي، بالإضافة لكأس العالم للأندية وكأس الاتحاد الإنجليزي، والدرع الخيرية.
بالإضافة إلى أرنولد، هناك لاعبين آخرين مثل جاريل كونساه، الذي كان يشارك بصفة شبه أساسية خلال الموسمين الماضيين، في ظل إصابات إبراهيما كوناتي وفان دايك، وفضله كلوب وسلوت على جو جوميز.
صاحب الـ22 عامًا، تم تصعيده للفريق الأول في موسم 2023-2024 مع يورجن كلوب، وتمكن خلال موسمين مع الريدز، من الحصول على الدوري الإنجليزي وكأس الرابطة.
تصفح أيضًا: حكيمي يُعلق على مواجهة ريال مدريد ضد دورتموند.. ويدعم موسيالا
بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت قيمة اللاعب السوقية، إلى 20 مليون يورو، بل وتعاقد معه ليفركوزن مقابل 35 مليون يورو كما هو مذكور أعلاه.
اللاعب الذي سيتم عامه الـ23 عامًا في يناير المقبل، قدم الإضافة النوعية لفريق ليفربول، ورحل لينعش خزائن الريدز في الوقت الذي أنفق فيه النادي الكثير من الأموال هذا الصيف.
كيليهير أيضًا كان أحد اللاعبين المؤثرين في ليفربول، خاصة خلال فترة إصابة الحارس أليسون بيكر، حيث تمكن الأيرلندي من إقناع كلوب بعدم تجديد عقد أدريان بعد أخطاء الأخير الكارثية، خاصة في مواجهة أتلتيكو مدريد 2020 ببطولة دوري أبطال أوروبا.
كيليهير كان حارس ليفربول في العديد من المباريات ببطولة الكأس، ورغبته في المشاركة كانت السبب وراء رحيله مع انضمام جيورجي مامارداشفيلي.
الحارس الأيرلندي حقق مع ليفربول 7 بطولات، من بينهم بطولتا الدوري الإنجليزي، وكأس الرابطة مرتين، ودوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، وكأس الاتحاد الإنجليزي.
ربما لم يتمكن نات فيليبس من المشاركة كثيرًا مع ليفربول بسبب الإصابات ووجود مدافعين يحصلون على مكانة أقرب ليورجن كلوب.
ولكن لا يمكن نسيان ما قاله المدرب الألماني عن نات وريس ويليامز، في ختام الدوري الإنجليزي موسم 2020-2021، في ظل إصابة جميع مدافعي ليفربول في ذلك الوقت.
الثنائي في مواجهة كريستال بالاس، كانت لهم صورة شهيرة تحدث عنها كلوب، وقال: “هناك صورة عالقة في ذهني، تلك اللقطة حيث يقوم ريس ويليامز ونات فيليبس بتحية الجماهير في مدرج الكوب بعد نهاية آخر مباراة موسم 2020-2021، بالكدمات والجروح على وجهيهما. تلك الصورة هي أفضل تعبير عن الإنجاز الذي حققاه وحققناه جميعًا رغم صعوبة ذلك الموسم”.
تصريح كلوب في ذلك الوقت، كان بعد التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا 2021-2022، مشيرًا إلى أن ما قدمه الثنائي كان السبب الأساسي في التأهل للبطولة من الأساس.
نات فيليبس تحديدًا، استفاد منه ليفربول ماديًا لأكثر من مرة، حيث تمت إعارته إلى 5 أندية قبل الانضمام إلى وست بروميتش، ومع كل إعارة كان يحصل الريدز على مبلغ مالي مناسب، أو يتقاسم الراتب مع النادي الذي يحصل على خدمات فيليبس.
ما تم ذكره على سبيل المثال وليس الحصر، ولكنه دليل على تخطيط ليفربول الممتاز في الاستفادة من الشباب، على المستوى الفني، وكذلك التسويقي، وهما عاملان مرتبطان ببعضهما البعض.
أكاديمية ليفربول الآن تمد الفريق بعدد من اللاعبين أيضًا، فهناك جو جوميز وكذلك كورتيس جونز وهارفي إليوت، بالإضافة لريو نجوموها الذي ضمه ليفربول من ناشئي تشيلسي، ويبلغ من العمر 16 عامًا فقط.
مايكل إدواردز مدير العمليات الرياضية لشركة “FSG” المالكة لنادي ليفربول، بدأ منذ الموسم الماضي في نثر خيوط سحره الإداري في الريدز.
على مستوى التعاقدات، وكذلك الحفاظ على النجوم مثل محمد صلاح وفيرجيل فان دايك، والاستفادة حتى من رحيل ترينت ألكسندر أرنولد، والاستثمار في رحيل شباب الأكاديمية.
