من المشروبات الدافئة في الشتاء إلى الأطباق السريعة على المائدة الشرقية والآسيوية، يظل الزنجبيل أحد أكثر التوابل شيوعاً في العالم. لكن وراء طعمه اللاذع ورائحته المميزة تاريخ طويل من الاستخدام الطبي، تثبته اليوم دراسات علمية متنامية تكشف عن فوائد تمتد من تخفيف الغثيان إلى دعم صحة القلب والوقاية من الأمراض المزمنة. وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
الغثيان… من الحمل إلى العلاج الكيماوي
شاي الزنجبيل المنعش
توصي هيئة الصحة البريطانية (NHS) بالزنجبيل كخيار آمن لتخفيف الغثيان، خصوصاً لدى الحوامل. وأثبتت أبحاث سريرية أنه يحد من القيء بفعالية تفوق العلاج الوهمي. كما تشير أدلة أولية إلى دوره في تقليل الغثيان المرتبط بالعلاج الكيماوي، وإن كانت نتائجه متباينة في حالات دوار الحركة أو ما بعد العمليات الجراحية.
يحتوي الزنجبيل على مركبات «جنجرول» و«شوجاول» المضادة للأكسدة والالتهاب. وأظهرت دراسات أنه يساهم في تنظيم الاستجابات المناعية المفرطة، لا سيما لدى مرضى الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي. كما أظهر خصائص مضادة للميكروبات جعلته خياراً طبيعياً لمكافحة نزلات البرد والتهابات الحلق.
اقرأ ايضا: تُزرع منذ آلاف السنين… 11 فائدة لعشبة جينكو بيلوبا
ترجح البحوث الحديثة قدرة الزنجبيل على تخفيف آلام المفاصل والعضلات، إضافة إلى فعاليته في تقليل آلام الدورة الشهرية بدرجة تقارب بعض المسكنات مثل الإيبوبروفين. ويُعزى ذلك إلى دوره في تثبيط المواد الكيميائية المسؤولة عن الإحساس بالألم.
أحدث مراجعات طبية شملت أكثر من 26 تجربة سريرية أشارت إلى أن الزنجبيل يساهم في خفض مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار، مقابل رفع الكوليسترول النافع. كما بينت دراسات أنه يساعد على خفض ضغط الدم وتحسين مؤشرات السكري من النوع الثاني عبر تعزيز حساسية الإنسولين وتقليل الإجهاد التأكسدي.
يُعرف الزنجبيل بقدرته على تخفيف الغثيان والالتهابات (رويترز)
تتجه دراسات مخبرية إلى اعتبار الزنجبيل عاملاً وقائياً ضد أمراض تنكسية مثل ألزهايمر، بفضل خصائصه المضادة للأكسدة. كما كشفت تجارب أولية عن دوره في إبطاء نمو بعض الخلايا السرطانية، وإن كانت النتائج لا تزال في بدايتها.
رغم فوائده، يحذر الأطباء من الإفراط في تناوله، إذ قد يسبب بجرعات تفوق 4 غرامات يومياً مشكلات هضمية مثل الحرقة أو الإسهال. كما ينبغي الحذر عند تناوله بالتزامن مع أدوية مميعة للدم أو أدوية السكري والضغط. وينصح باستشارة الطبيب، خصوصاً للحوامل قبل تناول جرعات علاجية منه.