تعرّضت ولاية كاتسينا في شمال غربي نيجيريا، لهجوم دموي استهدف مسجداً أثناء صلاة الفجر، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في أحدث حلقة من سلسلة اعتداءات دامية تشنّها عصابات مسلّحة في المنطقة.
استهداف المساجد والكنائس جزء من تقاليد الجماعات الإرهابية في نيجيريا (إعلام محلي)
وقال سكان محليون إن عشرات المسلحين اقتحموا مسجداً في بلدة أونغوان مانتاو، التابعة لمنطقة مالومفاشي، نحو الساعة الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي، وأطلقوا النار بكثافة على المصلّين، قبل أن يوسّعوا هجومهم ليشمل منازل القرية.
وبحسب تقارير ميدانية، ارتفع عدد القتلى لاحقاً إلى 50 شخصاً، فيما خُطف نحو 60 آخرين، معظمهم من النساء والفتيات، وسط مشاهد وصفها ناجون بأنها «مروّعة»، حيث أُحرق بعض الضحايا أحياء، وأُجبر آخرون على مرافقة المهاجمين تحت التهديد.
وأكّد أمينو إبراهيم، النائب عن منطقة مالومفاشي، أن ما جرى «سلسلة هجمات وحشية استهدفت المجتمع المحلي»، فيما أوضح المتحدث باسم شرطة كاتسينا، أبو بكر صديق عليو، أن قوات الأمن تدخلت وأحبطت هجوماً كان مخططاً له على قريتين مجاورتين، لكن المهاجمين أضرموا النيران في منازل القرية أثناء فرارهم.
نوصي بقراءة: القوات الصومالية تقضي على قائد بارز في «حركة الشباب» الإرهابية
ووصف ناجون كيف جرى سحب نساء وفتيات بالقوة في مشاهد صادمة. وقال محمد عبد الله، وهو من سكان المنطقة: «بدأوا بإطلاق النار في المسجد، بينما كان الناس يؤدون الصلاة. قُتل جاري ونجوت فقط لأنني لم أخرج في وقت أبكر». وذكرت فاطمة أباكار، وهي مسؤولة في المستشفى العام المحلي، الثلاثاء، لـ«رويترز»، إن المشرحة سجّلت 27 جثة، غير أن كثيراً من جثث الضحايا تسلمتها عائلاتهم لدفنها.
وتأتي هذه المجزرة رغم محاولات الحكومة الفيدرالية والمحلية التوصل إلى اتفاقات سلام متكررة مع العصابات الإجرامية خلال السنوات الأخيرة، غير أن هذه الاتفاقات غالباً ما تُخرق سريعاً، إذ يستغل المسلحون فترات الهدنة لتعزيز مناطق نفوذهم وتخزين السلاح.
وتعود جذور أزمة «قطاع الطرق» إلى صراعات قديمة بين المزارعين ومربي الماشية على الأراضي وحقوق المياه، لكنها تحولت في السنوات الماضية إلى جريمة منظمة، تشمل القتل الجماعي، والخطف مقابل الفدية، وحرق القرى في مناطق تعاني أصلاً من ضعف الحضور الأمني للدولة.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الهجمات يهدد الاستقرار في شمال نيجيريا، ويعكس هشاشة البنية الأمنية، في وقت يتزايد فيه الضغط على السلطات للسيطرة على المجموعات المسلحة التي باتت تتحرك بحرية على مساحات واسعة من البلاد.
ويزداد الوضع تعقيداً مع النشاط المتزايد لجماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «القاعدة»، واتساع دائرة نفوذ تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا، فيما تشير تقارير عديدة إلى أن مناطق واسعة من شمال غربي نيجيريا أصبحت هدفاً لمجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، في منطقة الساحل المجاورة.