الثلاثاء, أغسطس 26, 2025
الرئيسيةالوطن العربيالسعوديةبعد 19 عاماً... «فبراير الأسود» يعود للذاكرة في دراما سعودية

بعد 19 عاماً… «فبراير الأسود» يعود للذاكرة في دراما سعودية

في صباح الخامس والعشرين من فبراير (شباط) 2006 كان مؤشر السوق المالية السعودية (تاسي) يلامس ذروته التاريخية عند أكثر من 20 ألف نقطة، قبل أن ينهار سريعاً في الأيام التالية، ليخسر في نهاية العام أكثر من نصف قيمته، وليتحوّل ذلك اليوم إلى علامة فارقة في الذاكرة الجمعية للسعوديين، وسُمّي لاحقاً بـ«فبراير الأسود»، حيث لم يكن الأمر مجرد هبوط مالي عابر، بل صدمة اجتماعية هزّت آلاف الأسر، وأعادت تشكيل وعي جيلٍ كامل بالاقتصاد والمخاطرة.

واليوم، تعود هذه الحادثة للأذهان مع إعلان منصة «شاهد» التابعة لقنوات MBC عن عملها الجديد «فبراير الأسود»، الذي يأتي من تأليف ناصر العزاز وإخراج عمرو صلاح، وبطولة ناصر القصبي، الذي يعود للشاشة بعد غياب، وهو عمل اجتماعي من 10 حلقات، يعتمد على الكوميديا السوداء لتصوير المفارقات التي عاشها السعوديون وقت الانهيار، حيث تبدّلت الأحلام إلى كوابيس، وتحوّل الطمع إلى خوف جماعي.

إعلان نشرته منصة «شاهد»

مشاهد في الذاكرة:

لم يكن انهيار سوق الأسهم حينها حدثاً عادياً، حيث كانت قصص الخسائر متشابهة: عائلات باعت مدخراتها، وشباب استدانوا من البنوك للّحاق بموجة الصعود، وآباء فقدوا تحويشة العمر في أسابيع قليلة. مشاهد قاعات التداول المزدحمة، والاتصالات التي تلاحق نسب التذبذب الدنيا، خلقت ذاكرةً جماعية تختلط فيها اللغة المالية بمفردات يومية مثل «تصفير المحفظة» و«التعلّق بالسهم»، حيث كان الانهيار قاسياً بما يكفي ليترك أثراً نفسياً عميقاً، وليصبح أحد أكبر الدروس في تاريخ السوق السعودية.

اقرأ ايضا: صوفي لـ«الشرق الأوسط»: تغربت عن أسرتي 13 عاما من أجل البلياردو

يتناول المسلسل حادثة محفورة في ذاكرة السعوديين (شاهد)

استعادة اللحظة:

وعلى الرغم من حضور هذه اللحظة في الذاكرة الشعبية والإعلامية، ظل غيابها عن السرد الدرامي لافتاً. فبينما تحوّلت أزمات مالية عالمية مثل أزمة 2008 في أميركا إلى أفلام ومسلسلات، مثل «The Big Short»، بقي «فبراير الأسود» قصة محكية في المجالس أكثر من كونها مادة مرئية أو درامية، تعكس انعكاساتها على المجتمع.

وبعد 19 عاماً، يأتي مسلسل «فبراير الأسود» ليملأ هذا الفراغ، الذي لا تكمن أهميته فقط في استعادة لحظة من الماضي، بل في قدرته على تحويلها إلى ذاكرة بصرية جديدة. فالقصص التي عاشها الناس عام 2006 لا تزال حاضرة في وجدان الكثيرين، مع قدرة الدراما على إعادة تشكيلها للأجيال الجديدة، بوصفها قصة مجتمعٍ بأكمله، لا مجرد أرقام على شاشة تداول.

ويُضاف لذلك، أنه منذ انهيار 2006، شهدت السوق السعودية تحولات عميقة، وتشريعات عديدة لحماية المستثمرين ودخول الاستثمار المؤسسي بشكل أوسع، بيد أن «فبراير الأسود» بقي رمزاً للدرس القاسي. واليوم، مع تحويله إلى عمل درامي، تتاح الفرصة لسرد هذه القصة من جديد، ليس كدرس مالي فقط، بل كحكاية إنسانية تعكس الطموح والانكسار في لحظة تاريخية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات