قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إنه «لن يكون هناك ضبط نفس في حال اندلاع أي حرب جديدة» مع إسرائيل.
وأكد قاليباف، وفق ما نقلت عنه وكالة (نور نيوز) الإيرانية، أن تعزيز القدرات الدفاعية لإيران يعد «أولوية قصوى، وضرورة ملحة» في ظل الظروف الجديدة، قائلاً: «بتعزيز قدراتنا الحالية، تكون قواتنا العسكرية مستعدة للرد بقوة أكبر من ذي قبل على أي هجوم محتمل على إيران».
وشنَّت إسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي هجمات على إيران في حرب جوية دامت 12 يوماً، انضمَّت إليها الولايات المتحدة لفترة وجيزة، وقصفت خلالها منشآت نووية رئيسة، وقتلت كبار القادة العسكريين، والعلماء النوويين.
ودمَّرت إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية إلى حد كبير خلال هذه الحرب، ويعتقد أن كثيراً من مخزون إيران من الأسلحة الباليستية قد تضرَّر؛ بسبب الضربات الإسرائيلية.
ومنذ نهاية الحرب، أكدت إيران بشكل متزايد استعدادها لمواجهة أي هجوم إسرائيلي في المستقبل.
وبدأت إيران، الخميس، مناورات صاروخية سنوية في خليج عُمان، في أول تدريبات عسكرية منفردة منذ حرب يونيو مع إسرائيل؛ في محاولة لاستعادة صورة الدولة القوية في المنطقة بعد أن مُنيت بخسائر فادحة في تلك الحرب.
نوصي بقراءة: اعتقال 7 جنود إسرائيليين بتهم اعتداءات جنسية بحق رفاقهم
ورغم أن مثل هذه التدريبات تعدّ روتينية، فإن مناورة «الاقتدار 1404» تأتي في وقت تحاول فيه السلطات في إيران إبراز القوة في أعقاب حرب شهدت تدمير إسرائيل أنظمة الدفاع الجوي لإيران، وقصف المنشآت النووية، ومواقع أخرى.
صورة نشرها موقع الجيش الإيراني تُظهر صاروخاً يُطلق من إحدى القطع البحرية خلال مناورات في خليج عُمان
وتجنبت البحرية الإيرانية، التي يُقدّر عدد أفرادها بنحو 18 ألف فرد، أي هجوم كبير خلال حرب يونيو. وتقوم بحرية الجيش النظامي، التي تتَّخذ من مدينة بندر عباس قاعدةً لها، بدوريات في بحر عمان، والمحيط الهندي، وبحر قزوين، بينما تتولى القوات الموازية في بحرية «الحرس الثوري» حماية المياه الإيرانية في الخليج العربي، ومضيق هرمز الضيق.
وأضاف رئيس البرلمان الإيراني: «سينتهي ضبط النفس في أي حرب محتملة قادمة»، محذراً من أنه «إذا أقدم العدو على أي إجراء، فسنشهد امتداد الحرب إلى مناطق جديدة، وساحات اقتصادية وسياسية أخرى».
وجاءت تصريحات قاليباف بعد يومين من أنباء تحدثت عن مساع إسرائيلية لدى واشنطن للسماح لها بشن ضربة استباقية على إيران.
وكشف العقيد جاك نيريا، الباحث في الشأن الإيراني والمسؤول السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، الأحد، أن «القناعة السائدة في تل أبيب هي أن طهران تعد لتوجيه ضربة انتقامية بسبب ما تعرضت له من عمليات حربية مهينة؛ ولذلك، فلا بد من توجيه ضربة استباقية لها وهي في وضعها الحالي، حيث إن قسماً كبيراً من قدراتها العسكرية مشلول».
وقال نيريا، الذي كان يتحدث لإذاعة «إف 103» في تل أبيب، إنه «ما من شك في أن جولة حربية أخرى ستتم بين إسرائيل وإيران. ففي طهران بدأت فكرة الانتقام تنضج؛ لأنهم لا يستطيعون العيش طويلاً مع الشعور بالإهانة. والمناورات البحرية التي أجرتها إيران في خليج عمان وشمال المحيط الهندي، هذا الأسبوع، لأول مرة منذ حرب الـ12 يوماً، وشاركت فيها غواصات وسفن حربية وطائرات مسيرة ووحدات حربية تكنولوجية، هي استعراض علني واضح لإعلان النيات».