غياب الفنانة مادلين مطر لفترة عن الساحة الفنية لم يمنعها من تحقيق عودة مدوية مع أغنيتها الجديدة «وعيونها». لم تشأ كما تقول لـ«الشرق الأوسط» أن تُسجّل دخولاً عادياً، فرغبت بإمساك العصا من وسطها. قدّمت ما يناسب هويتها الفنية، ولكن بقالب مختلف. اختارت الشاعر والملحن العراقي خالد الجراح ليوقّع عودتها.
وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لم أغب تماماً عن الساحة، كنت أطلّ بين وقت وآخر. ولكن في الوقت عينه أدركت أن الساحة تبدّلت تماماً. ولم أكن أملك أي فكرة عن مفاتيحها. وجميعها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالـ(سوشيال ميديا). ولكني حزمت أمري وقررت الاطلاع على أحدث مستجدات الساحة ووسائل التواصل الاجتماعي. الأمر لم يكن بالسهل بتاتاً، وقد استغرق مني نحو السنتين كي أحترف اللعبة».
أغنية {وعيونها} جديدها على الساحة الفنية (حسابها على {انستغرام})
هذه اللعبة التي تتحدث عنها مطر كانت تشاهدها تنمو وتتطوّر من بعيد. لم تحاول الاقتراب من خيوطها لأنها تجهل الطريق الصحيح الذي يؤدي إليها. ولكن عندما دقّت بابها إحدى الشركات المختصة، تغيّر الوضع. طلبت منها أن تطلّ عبر الـ«تيك توك» وتقوم بالجولات والمواجهات الرائجة على هذا التطبيق. وتوضح: «في (تيك توك) جولات وتحديات يجريها الشخص مع آخرين. وكلما فاز بتحدٍّ، حصد الدعم والنجاح والهدايا التي تترجَم إلى المال. فخلقت جمهوراً خاصاً بي يعرف بالـ(تيكتوكرز)».
وبعد أن أمسكت بزمام اللعبة كما تقول، بحثت عن العمل الذي يمكنها أن تروّج له عبر الـ«سوشيال ميديا». وتوضح: «عندما نفّذت (وعيونها) لم أفكّر لا في شاشة تلفزيونية ولا إذاعة للترويج لها. اتجهت نحو (تيك توك) وعبره إلى (سناب شات) و(يوتيوب) و(إنستغرام)، فعمّرت شبكة عنكبوتية كاملة. قبل (وعيونها) أصدرت (خط أحمر)، يومها كنت أجهل بوابات الميديا الحديثة، وكل ما أصدرته قبل (وعيونها) لم يلقَ النجاح المطلوب».
نوصي بقراءة: «الكورونا في عهدة الفلسفة»… تأملات في الجائحة العالمية
تحضّر لعمل جديد بالمصرية (حسابها على {انستغرام})
تقول إنها انعزلت تماماً عن العالم الخارجي لنحو عامين، كي تفهم بوابات الـ«سوشيال ميديا»؛ «إنها ساحة لا تشبه غيرها، هنا لا أحد يمكنه أن يضع الـ(فيتو) عليك، ولا يمكنه أن يوصد أمامك أبواب الانطلاق. فكل ما يحصل يجري بيني وبين الناس مباشرة ولا وسيط بيننا». وتتابع: «أملك اليوم أسرار هذا المجال الافتراضي. بحثت ودرست كي أعرف طريقي الجديد. لا أبالغ إذا قلت إنني اجتهدت وتعبت كثيراً لأصل إلى هذه النتيجة المرجوة».
وعندما تُجري مقارنة بسيطة بين الساحة في الماضي واليوم تقول: «حتى مدير الأعمال لم يعد ضرورة. وغابت التصنيفات كمطرب من الفئة الأولى. فالأغنية الناجحة هي التي تتصدّر المشهد. وكذلك أسلوب الأغاني تغيّر ولم يعد يرتكز على قواعد محددة. ولكن الاسم وحده الذي بنى وعمّر لمشواره ويملك تاريخه لا يزال محفوظاً. فلدي جمهوري الوفي وأنا سعيدة بهذه العودة التي حققتها. والآتي بالطبع سيكون أجمل وأفضل».
كثيرون تساءلوا عن غياب مادلين مطر عن الساحة الفنية. فهي تملك تاريخاً متوهجاً وربيرتوار أغاني لا تزال تردَّد حتى الساعة، ومن بينها «أحبك وداري» و«بتلوّن ليه عليّ» و«على بالي هواك». وعلى الرغم من كل شيء لم تستسلم لهذا الغياب، ولا تحوّلت إلى مهنة أخرى. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أحب عملي وشغوفة به، ولم أفكّر لحظة في تبديله أو التوقف عن ممارسته. ولكن كنت مغيّبة من ناحية، ولست ملمّة بمفاتيح وسائل التواصل الاجتماعي من ناحية ثانية. والناس في المقابل كانت تسأل عني وتتذكّرني، كل ذلك حفّزني أكثر على العودة».
وعن ردّ فعلها بعد تحقيقها هذه العودة الناجحة تردّ: «أنا سعيدة جداً بما حققته لا سيما أنني قمت به وحدي. منذ بداياتي اتكّلت على نفسي وساندت حالي، وبما أنني نلت ما أرغب به في هذه العودة، فذلك يعني أنني ما زلت موجودة ومكانتي محفوظة. ولكن الأهم هو أن يدرك الفنان كيف يسوّق لعمله اليوم لأن الأمور اختلفت».
بالنسبة إلى أغنيتها الجديدة فهي تعاونت فيها مع الفنان العراقي خالد الجراح. وتروي لـ«الشرق الأوسط»: «أملك شعبية لا يستهان بها عند أهل العراق. ولذلك رأيت في أدائي أغنية باللهجة البيضاء وبمفردات (تريند) تخاطب المستمع العربي. سبق وغنيت اللهجة العراقية، ولكن مع (وعيونها) انتقيت كلاماً يحبّه جيل الشباب. فهو رومانسي وبسيط في آن».