لا تخلو القارة الإفريقية من الحكايات المثيرة في عالم كرة القدم، في مختلف بلدانها لا بد أن يكون هناك قصة غير متوقعة لا تحدث في أي قارة فقط تنفرد بها القارة السمراء.
ولا بد ألا ننسى أيضا أن كرة القدم لعبة مليئة بالمشاعر والقصص، خاصة خارج المستطيل الأخضر الذي لا يُعد ما بداخله مهمًا سوى من ناحية الفنيات والأهداف، ومن أبرز الأماكن التي تحتضن هذه المشاعر “أتوبيس الفريق”.
الحافلة أو كما نُطلق عليها بالعامية “أتوبيس الفريق”، هي جزء لا يتجزأ من أي مباراة في كرة القدم، بل قد تكون أهميتها مماثلة لأهمية غرفة الملابس، ومع ذلك لا يتم الحديث عنها بما يعكِس هذه الأهمية.
فدائمًا ما نجد أن أغلب القصص التي تتعلق بما هو خارج الملعب والمليئة بالمشاعر، تأتي من غرفة ملابس الفرق أو ملاعب التدريبات أو داخل الأندية، لكن لا أحد يتحدث عما يحدث داخل حافلة الفريق، التي تُعد تقريبًا الخطوة الفاصلة بين مغادرة النادي والتوجّه إلى ملعب المباراة، هذه الحافلة تشهد احتفالات أو لحظات حزن بعد مباريات هامة، إضافة إلى نقاشات جانبية وضحكات، والعديد من الأمور الأخرى التي تستحق أن تروى بالتفصيل.
لذلك قررنا في 365Scores أن تخرج سلسلة “حكايات من أتوبيس الفريق” إلى النور، لنتحدث فيها مع عدد من نجوم وأساطير كرة القدم، عن الحافلة واللحظات المؤثرة التي حدثت فيها وهل بالفعل لها أهميتها كأي شيء أساسي في كرة القدم أم لا.
أقرأ أيضا.. أتوبيس الفريق – الدعيع: مشجع واحد تسبب في سيطرة الحزن على حافلة الهلال بعد حصد بطولة هامة
وبطل الحلقة الخامسة من هذه السلسلة هو أسطورة تونس حسام الحاج علي النجم السابق لواحد من كبار فرق قارة إفريقيا وهو النادي الإفريقي التونسي، وكشف لنا مفاجآت صادمة عن مغامراته في حافلة الفريق مثلما ذكرنا لا تحدث إلا في القارة السمراء.
نوصي بقراءة: رقم قميص ثيو هيرنانديز مع الهلال
وقال حسام الحاج علي في حديثه لـ 365Scores عن رأيه في مدى أهمية حافلة الفريق مقارنة بغرفة الملابس: “المباراة تبدأ منذ الصعود للحافلة، لذلك التركيز أثناء الذهاب للملعب مهم جدا، كل لاعب يفكر في اللقاء ودوره بالملعب وكيف يتعامل مع ظروف المباراة، لذلك يجب الهدوء التام بالحافلة”.
وعن كيفية استغلال المدرب للوقت الذي يتواجد فيه الفريق بالحافلة حتى الوصول إلى الملعب قال: “أغلب المدربين الذين تدربت معهم كان طلبهم الوحيد هو الهدوء في الحافلة فقط حتى نصل إلى ملعب اللقاء والتركيز على الأمور الفنية”.
أما عن أكثر المواقف التي يتذكرها في حافلة الفريق خلال مسيرته سواء احتفالات أو لحظات حزينة قال: “بصراحة أغلب المباريات المهمة والحاسمة خرجنا منها بنتيجة إيجابية لذلك تكون الأجواء رائعة بالحافلة من غناء ورقص اللاعبين والجهاز الفني، وفي أغلب الأحيان تكون الجماهير في انتظارنا في كل مدينة فتتوقف الحافلة ونحتفل معهم، ولكن بعد أي نتيجة سلبية يخيم الصمت والحزن على الجميع وبعض الأحيان تحدث مناوشات بين اللاعبين عند التطرق إلى أخطاء حدثت في اللقاء وهو ما حدث أكثر من مرة أمامي”.
كما كشف حسام الحاج عن المكان الذي كان يفضل الجلوس فيه بحافلة الفريق حيث قال: “عادة كنت أفضل الجلوس في أول الحافلة وأركز على المباراة دون الحديث مع أي أحد، فقط أفكر في دوري وكيف أنجح فيه”.
وزاد: “لم أكن أشعر بالخوف في أي لحظة داخل الحافلة، ولكن التركيز يكون كبير في المباريات الكبيرة والحاسمة ويتحول في بعض الأحيان إلى ضغط كبير ورهبة من الفشل في المباراة”.
وبالنسبة إلى المواقف التي ارتبطت بالسحر في حافلة الفريق والتي أشتهرت بها قارة إفريقيا قال: “السحر موجود تقريبًا في كل المباريات في القارة، بداية من الحافلة التي يتم رشها بالماء، وصولًا إلى الملعب حيث يسكبون بعض السوائل في المرمى ويضعون أشياء غريبة في الشباك”.
وأتم حسام الحاج علي حديثه بأغرب موقف يتذكره في حافلة الفريق حيث قال: “كنا سنخوض مباراة في دوري أبطال إفريقيا، وبشكل مفاجئ بعض الجماهير أوقفوا الحافلة وأنزلونا وطلبوا أن يدفع المسؤولين مبلغ على كل لاعب واستغلوا الفرصة وصبوا مياه ووضعوا أشياء غريبة على الكراسي، كان الوضع صعب وأفقدنا التركيز لذلك كانت بداية المباراة صعبة وقبلنا هدف منذ الدقيقة الأولى، ولكن لا أريد الكشف عن اسم الدولة”.
