طوّر خبراء من جمعية السرطان الأميركية أداة تفاعلية على الإنترنت، قابلة للتخصيص وفق حاجات كل ولاية أو منطقة محلية، بهدف الوقاية من سرطان الرئة وتحسين معدلات الكشف المبكر والعلاج.
وأوضح الباحثون أن الأداة تمثل خطوة عملية ومبتكرة في مكافحة سرطان الرئة، المرض الذي يُعد السبب الأول للوفيات الناجمة عن السرطان عالمياً، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (CANCER).
ويُعد سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطان شيوعاً وخطورة، وينتج عن نمو غير طبيعي وغير مسيطَر عليه لخلايا الرئة، مما يؤدي إلى تكوّن أورام قد تعوق التنفس، مع إمكان انتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وغالباً ما يرتبط التدخين، سواء النشط أو السلبي، بزيادة خطر الإصابة، إلى جانب عوامل أخرى مثل التعرض للمواد الكيميائية الضارة أو التلوث الهوائي. وتظهر الأعراض عادةً في مراحل متأخرة وتشمل السعال المستمر، وضيق التنفس، وألم الصدر، وفقدان الوزن غير المبرر، مما يجعل الكشف المبكر والعلاج السريع أمرين حاسمين لتحسين فرص الشفاء.
ورغم ارتفاع معدلات وفيات سرطان الرئة، لا تزال نسب الفحص منخفضة، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص والرعاية وارتفاع الوفيات.
تصفح أيضًا: ماذا يحدث لجسمك عند تناول الطماطم بانتظام؟
وطوّر الخبراء الأداة التي تحمل اسم (SBI Planning Tool) بالتعاون مع أكثر من 200 جهة من القطاعين العام والخاص، ومنظمات غير ربحية. واستند تطويرها إلى اجتماعات ومقابلات واختبارات استخدام متكررة، مع مراجعة محتوى الموقع وهيكله كل أسبوعين، بالإضافة إلى جمع آراء المستخدمين عبر استبيانات لتحسين التجربة.
وتقوم آلية عمل الأداة على تقديم منصة إلكترونية تفاعلية ومخصصة على الإنترنت، صُممت لتلبية حاجات كل ولاية أو منطقة بشكل فردي في مجالات الوقاية والكشف المبكر وعلاج سرطان الرئة. وعند دخول المستخدمين، مثل قادة الصحة العامة أو الأطباء أو صناع القرار، يمكنهم إدخال بيانات واحتياجات مناطقهم، لتقدّم لهم الأداة توصيات وبرامج مصممة خصيصاً تتوافق مع ظروفهم المحلية.
وتعتمد الأداة على معلومات دقيقة وحديثة تشمل أفضل الممارسات، واستراتيجيات التنفيذ، والموارد المتاحة لمكافحة سرطان الرئة، بما في ذلك السياسات، ومستوى تمويل الفحص، وخدمات العلاج. كما تراعي اختلاف التحديات والفرص بين المناطق، مثل توفر الأجهزة، ووعي المجتمع، ومستوى مشاركة مقدمي الرعاية الصحية.
وصُممت الأداة بحيث تضمن وصول خدماتها إلى الفئات المحرومة أو المناطق ذات الموارد المحدودة، بهدف الحد من الفوارق الجغرافية والديموغرافية والثقافية في نتائج مكافحة سرطان الرئة.
وحسب الباحثين، فإن التوصيات المخصصة تُمكّن الجهات المحلية من تصميم برامج أكثر فاعلية، تراعي الاحتياجات الفعلية لكل مجتمع، مما قد يسهم في رفع معدلات الفحص المبكر وتقليل التشخيص المتأخر.
وأضافوا أنه على المدى البعيد، يمكن أن تساعد هذه الأداة في خفض وفيات سرطان الرئة، وتحسين جودة حياة المرضى، ودعم صناع القرار بالمعلومات الدقيقة وأفضل الممارسات.
