في الوقت الذي تحوّل فيه الهلال السعودي إلى أحد أكثر الأندية إنفاقًا في سوق الانتقالات العالمية بفضل الدعم الكبير من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، تتزايد التساؤلات حول مدى كفاءة هذه الاستثمارات، خاصة حين يتعلق الأمر بصفقات لم تثمر فنيًا أو اقتصاديًا.
وبينما كانت بعض التعاقدات رهانًا رابحًا داخل الملعب، فإن حالات أخرى أبرزها نيمار دا سيلفا تُمثل صورة نقيضة للاستثمار الرياضي الذكي.
وكأن نادي الهلال اعتاد على صرف الكثير من الأموال في صفقات لا تٌغني ولا تثمن من جوع، قبل أن يقرر إطلاق سراحها بمقابل يكشف الخسارة وبعد أرقام تفضح السقوط.
حين أعلن الهلال في صيف 2023 تعاقده مع نيمار دا سيلفا قادمًا من باريس سان جيرمان، بدا المشهد تاريخيًا. لكن خلف الوهج الإعلامي، اتضحت لاحقًا تفاصيل صفقة شابتها الخسائر:
الهلال دفع 90 مليون يورو للحصول على توقيع نيمار، والراتب السنوي للنجم البرازيلي تجاوز 80 مليون يورو، بإجمالي بلغ 101 مليونًا في عام 2024 فقط.
شارك اللاعب في 7 مباريات فقط خلال موسم ونصف، قبل فسخ عقده بالتراضي في يناير 2025، في صفقة مغادَرة قُدرت بـ 65 مليون يورو إضافية.
المحصلة؟ لاعب تكلّف أكثر من 200 مليون يورو خلال 18 شهرًا مقابل هدف واحد و3 تمريرات حاسمة. استثمار لم ينعكس لا على الملعب ولا على البطولات، بل أضحى نموذجًا لمفهوم “الأموال المهدرة”.
اقرأ ايضا: ديوجو جوتا.. ما تفاصيل وفاته وسبب احتراق سيارته؟
مالكوم، الجناح البرازيلي، انضم في صفقة قيمتها 60 مليون يورو، وبراتب سنوي يُقدّر بـ 18 مليون يورو.
ورغم مشاركته في 98 مباراة وتحقيق 34 هدفًا و28 تمريرة حاسمة، فإن الحديث عن رحيله بدأ، إذ تردد أنباء قوية عن انتقاله لأندية أخرى بعد منافسات كأس العالم للأندية.
والهداف الصربي ألكسندر ميتروفيتش، كلّف الهلال 50 مليون يورو، ويتقاضى سنويًا 25 مليون يورو.
تألقه لم يُخفِ التقارير التي تشير إلى احتمالية بيعه هذا الصيف ضمن خطة لإعادة تشكيل قائمة الأجانب.
أما رينان لودي، فقد جاء مقابل 20 مليون يورو في يناير 2024، وسط تضارب في راتبه السنوي بين 5.1 إلى 20 مليون يورو.
والآن، يبدو أن اللاعب مرشح للرحيل بعد موسم واحد فقط، في ظل عدم وجود نية واضحة للإبقاء عليه، مع اقتراب ظهير أيسر جديد قادمًا من إي سي ميلان الإيطالي ثيو هيرنانديز.
تُظهر البيانات أن الهلال أنفق 478 مليون يورو خلال 3 سنوات، ليحل ثالثًا عالميًا بعد تشيلسي ومانشستر يونايتد، ومع هذه الأرقام، تلوح مخاطر كبرى إذا لم تُدار هذه الاستثمارات بفعالية وربطها بالعائد الفني والاقتصادي.