تشير تجربة جديدة مذهلة إلى أن دواء «أوزمبيك» الشهير قد يساعد المستخدمين؛ ليس فقط على إنقاص الوزن؛ بل أيضاً على «العودة بالزمن إلى الوراء»؛ حيث يساهم في خفض متوسط سنِّهم البيولوجية بنحو 3 سنوات.
وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، ففي أول تجربة لقياس تأثير هذا النوع من أدوية إنقاص الوزن على الشيخوخة بشكل مباشر، تلقى نصف المشاركين حقنة أسبوعية من «أوزمبيك»، بينما تلقى النصف الآخر دواءً وهمياً لمدة 32 أسبوعاً.
ووجد فريق الدراسة أن السن البيولوجية للمجموعة التي تناولت أوزمبيك كان أصغر بنحو 3.1 سنة في المتوسط بنهاية الدراسة، في حين لم تُظهر مجموعة الدواء الوهمي أي تغيير يُذكر في السن البيولوجية خلال الفترة نفسها.
وتشير السن البيولوجية للشخص إلى حالة جسده وصحته، والتغيرات الفسيولوجية التي تحدث لخلاياه وأنسجته، وهي عوامل قد لا تتماشى دائماً مع سنه الزمنية.
ولاحظ الباحثون أن التأثيرات المضادة للشيخوخة ترجع لهرمون تحاكي أدوية إنقاص الوزن عمله، وهو هرمون الببتيد الشبيه بـ«الغلوكاجون 1» (GLP – 1)الذي يلعب دوراً مهماً في تنظيم مستويات السكر في الدم والشعور بالشبع، تتفاوت عبر أجهزة الجسم.
فقد ظهرت أفضل التأثيرات في الدماغ والجهاز الالتهابي؛ حيث يبدو أن «أوزمبيك» الذي طُوّر في الأصل لعلاج مرض السكري، قد أبطأ الشيخوخة البيولوجية في هذه المناطق لما يقرب من 5 سنوات.
اقرأ ايضا: السلطات الصحية الأميركية تعيد النظر في العلاجات الهرمونية لانقطاع الطمث
كما لاحظ الفريق أيضاً تحسناً ملحوظاً في وظائف القلب والكلى.
يتمتع «أوزمبيك» بتأثيرات مضادة للشيخوخة (رويترز)
ويعتقد الباحثون أن هذه الخصائص القوية المضادة للشيخوخة مرتبطة بتأثير «أوزمبيك» على توزيع الدهون والصحة الأيضية. باختصار: تُعزز الدهون الزائدة حول أعضاء الجسم إطلاق الجزيئات المُحفزة للشيخوخة.
وتُسبب السمنة التهاباً مزمناً بالجسم. وتُقلل أدوية «GLP-1» الالتهاب بشكل غير مباشر من خلال فقدان الوزن. كما يُمكن لهذه الأدوية تنشيط خلايا تائية مُحددة -خلايا الدم البيضاء الأساسية للجهاز المناعي- والتي يُمكن أن تكون لها تأثيرات مُضادة للالتهابات.
ومؤخراً، صدرت عدة دراسات جديدة تتحدث عن تأثير علاجات إنقاص الوزن؛ خصوصاً «أوزمبيك»، على الصحة، ومساهمته في علاج عدة أمراض، مثل أمراض الكلى والقلب والسرطان والتهاب البنكرياس.
وأظهرت الدراسات أيضاً أن هذه العلاجات تقلل أيضاً من الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.