الثلاثاء, أغسطس 26, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةإضراب عمالي عام في إسرائيل الأحد ضد مقامرة نتنياهو باحتلال غزة

إضراب عمالي عام في إسرائيل الأحد ضد مقامرة نتنياهو باحتلال غزة

في ظل استطلاعات الرأي، التي تشير بوضوح إلى أن غالبية المواطنين يعارضون التصعيد الحربي باحتلال مدينة غزة، ويقفون مع الجيش الذي يعارضها، ومع إصرار الحكومة على فرض هذا الاحتلال، يستعدّ أكثر من مليون إسرائيلي للإضراب عن العمل، الأحد المقبل، ليوم واحد، مطالبين بإلغاء قرار الحرب، والتركيز على المفاوضات لإنهائها باتفاق مع «حماس» على تبادل الأسرى.

وقالت قيادة الإضراب، المؤلَّفة من عائلات المحتجَزين الإسرائيليين لدى «حماس» وعدد كبير من المحتجَزين الذين تحرروا من الأَسْر في صفقات سابقة، وعدة حركات احتجاج ونقابات مهنية مختلفة، إن أكثر من مليون عامل وموظف سيشاركون في هذا الإضراب، على الرغم من أن اتحاد النقابات «الهستدروت» رفض أن يكون شريكاً في تنظيمه، ومنحت النقابات المهنية حرية الاختيار بالمشاركة فيه. فقد تعهَّد، حتى الآن، عشرات البلديات؛ بينها بلدية تل أبيب ويافا، ومئات الآلاف من المصالح التجارية، بإغلاق أبوابها، يوم الأحد، في إطار الإضراب الذي سيشمل مختلف أنحاء إسرائيل، مع الوعد بجعله عطلة اختيارية مدفوعة الأجر.

ووفق بيانٍ لمنتدى عائلات المحتجَزين، من المتوقع أن يشارك مئات الآلاف من المواطنين في المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية، التي ستنطلق في شوارع المدن الرئيسية، بما في ذلك تل أبيب، للمطالبة بإعادة الأسرى.

متظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإنهاء حرب غزة وإطلاق المحتجَزين لدى «حماس» 12 أغسطس 2025 (أ.ب)

ودعت جميع أحزاب المعارضة إلى المشاركة في الإضراب.

ونُشرت في تل أبيب نتائج استطلاعيْن للرأي، الجمعة، يؤكدان أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون وقف الحرب ويتخوفون من تبِعاتها. فقد جاء باستطلاعٍ أجراه معهد سياسة الشعب اليهودي JPPI أن أغلبية 54 في المائة من الجمهور تريد صفقة، حتى لو بقيت «حماس» في الحكم بغزة. بينما قال 37 في المائة إنه يجب مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف المقرّرة (لا حكم لـ«حماس» وإعادة كل المخطوفين).

وفي استطلاع صحيفة «معاريف»، جاء أن أغلبية المواطنين في إسرائيل تتخوف من أضرار اجتماعية واقتصادية شخصية وأمنية بسبب استمرار الحرب على غزة، إذ قال 69 في المائة إنهم يتخوفون من المسّ بالتماسك الاجتماعي، بينما قال 26 في المائة إنهم لا يتخوفون. وجاء في المرتبة الثانية التخوف من ضرر اقتصادي شخصي، وعبّر عن ذلك 66 في المائة، مقابل 30 في المائة لا يتخوفون من هذه الإمكانية. وقال 63 في المائة إنهم يتخوفون من استهداف أمني في البلاد أو خارجها، بينما قال 31 في المائة إنهم لا يتخوفون من ذلك.

اقرأ ايضا: مساعٍ لتحفيز الاستثمار عبر تسريع تنفيذ المشروعات في شرق السعودية

وقال 59 في المائة إنهم غير راضين عن أداء رئيس الحكومة نتنياهو، في حين قال 36 في المائة إنهم راضون. كذلك قال 57 في المائة إنهم غير راضين عن أداء وزير الدفاع يسرائيل كاتس، مقابل 32 في المائة قالوا إنهم راضون عن أدائه. وقال 50 في المائة إنهم راضون عن أداء رئيس أركان الجيش إيال زامير، مقابل 34 في المائة غير راضين عن أدائه.

والدة أحد المحتجَزين لدى «حماس» تجلس قرب مجسّم لتابوت خلال احتجاج بتل أبيب للمطالبة بإنهاء حرب غزة وإطلاق الرهائن في 12 أغسطس 2025 (أ.ب)

وقال رئيس حزب الديمقراطيين اليساري، يائير جولان، إن الحكومة تتجاهل رأي الأكثرية وتفرض الحرب، بشكل ديكتاتوري، لذلك فإن الإضراب، وشلّ الاقتصاد، وملء المتظاهرين الشوارع، هي ما سيُنقذ إسرائيل من المقامرة التي يُقْدم عليها نتنياهو في قراره احتلال غزة رغم معارضة الجيش وبقية الأجهزة الأمنية.

وأكد جولان، في صحيفة «هآرتس»، الجمعة، أنه «يجب تحطيم القواعد التي قام بإملائها نتنياهو، وقيادة نضال جماهيري يُجبره على إدراك أن الحكم لا يمكن أن يكون إلا بموافقة الشعب. يجب علينا فعل ذلك لأن البديل هو الهزيمة والانهيار وتدمير الوطن». وأضاف: «خلال سنوات حكمه لم يتردد نتنياهو في أن يكذب على الجمهور، هو يكذب كما يتنفس، لكن الكذبة الكبرى والأكثر خطورة هي الكذبة المتعلقة بالحرب في غزة، كذبة تبرير (الحرب الخالدة) أو (حتى النصر المطلق). بسبب هذه الكذبة نحن ندفع الثمن الأعلى؛ وهو حياة المخطوفين والجنود والناس في إسرائيل وفي غزة. فوفق كل المعايير العسكرية، جرت هزيمة (حماس) في 2024؛ فكتائبها وألويتها في القطاع جرى تدميرها، وقدرتها على ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية جرى تحييدها، وحتى قبل نهاية السنة الماضية لم يبق في القطاع جيش منظم يمكنه تهديد دولة إسرائيل. ومع ذلك فالحرب مستمرة. ليس لاعتبارات أمنية، بل لاعتبارات سياسية. ومصلحة إسرائيل الأمنية هي إنهاء الحرب وتدمير سلطة (حماس)، لكن نتنياهو يختار سياسة (حماس هي ذخر). هو مرة أخرى اختار خطوات تُعرّض أمن إسرائيل للخطر من أجل مصالحه الشخصية، الحرب اللانهائية هي الصمغ الوحيد الذي يُبقي حكومته التي تستند إلى عناصر مسيحانية متطرفة».

متظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإنهاء حرب غزة وإطلاق المحتجَزين لدى «حماس» 12 أغسطس 2025 (أ.ب)

وكتب ناحوم بارنياع، في مقال افتتاحي بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «رئيس أركان الجيش، إيال زامير، هو، اليوم، كرة على طاولة القمار لنتنياهو. إنه مُلزَم بطاعة القيادة السياسية. على الرغم من ذلك فإن لرؤساء الأركان السبل للتصدي بقرار من المستوى السياسي لا يرتاحون له. بيدهم أن يقرروا الطريقة، الزمن، الأدوات. لقد ذكر رئيس الأركان علناً شرطاً واحداً هو أنه لن يأمر بعملية عسكرية تُعرِّض حياة المخطوفين للخطر. هذا يُلزم الجيش الإسرائيلي أن يدخل غزة على أطراف الأصابع. يوجد مخطوفون أحياء في غزة الموسّعة؛ يوجد مخطوفون أيضاً في مخيمات الوسط وفي دير البلح. المخطوفون قابلون للنقل. الجيش الإسرائيلي مبني لأن يتصدى لسقوط المقاتلين، لكنه سيجد صعوبة في أن يتصدى لموت مخطوف آخر بنار قواتنا».

لذلك يشكك بعض الخبراء في الانحدار لوضعٍ تنفذ فيه خطط الحرب الجديدة التي يُعِدها الجيش، ويقدّرون أن يتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب ويوقفها، لكن هذا لا يمنع الجيش من مواصلة الإعداد للاحتلال. وقد بدأ يُعِد نموذجاً لهذا الاحتلال في العمليات التي يُقْدم عليها لاحتلال حي الزيتون، منذ عدة أيام.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات